حظر تجوال ليلي في تونس وسط تواصل احتجاجات العاطلين ">
تونس - فرح التومي - أ ف ب:
اعتبر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مساء أمس الجمعة بأن الاحتجاجات على البطالة والإقصاء الاجتماعي القائمة في بلاده «طبيعية»، متهما «أياد خبيثة» بالسعي إلى استغلال الوضع. وبدأت هذه الاحتجاجات الأوسع منذ «ثورة الحرية والكرامة» في تونس نهاية 2010 وبداية 2011، في ولاية القصرين (وسط)، إحدى أفقر المناطق التونسية، إثر وفاة شاب عاطل عن العمل السبت الماضي. واتسعت الحركة في الايام الاخيرة لتعم العديد من المدن الاخرى وتخللتها الليل الماضية أعمال عنف في تونس الكبرى. وقال قائد السبسي في خطاب بثه التلفزيون: إن هذه الاحتجاجات «في المناطق التي نعرف أنها محرومة، مثل القصرين وغيرها، طبيعية». وأضاف أن شعار الثورة كان الحرية والكرامة و»ليس هناك كرامة من دون عمل (...) لا نستطيع أن نقول لأحد لا يملك ما يأكله أن يصبر أكثر». وتابع الرئيس التونسي «لكن الذي وقع بعد انطلاق المسيرات هو أن دخلت الايادي الخبيثة وأججت الاوضاع. ونقول لهؤلاء الناس إنهم جميعهم معروفون ومسجلون ومعروفة انتماءاتهم الحزبية سواء كانت أحزابا مرخصا لها أو الأحزاب المحظورة». ولفت إلى أن «الشيء الجديد هو أن داعش أيضا الذي هو موجود في ليبيا الشقيقة، أصبح تقريبا على حدودنا الآن، وبدا له أن الوقت سانح ليحشر أنفه في هذه العملية».
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت أمس الجمعة فرض حظر تجول ليلي في كافة انحاء البلاد بعد أيام من احتجاجات على الأوضاع الاجتماعية والمعيشية اندلعت إثر وفاة شاب خلال تحرك احتجاجي في ولاية القصرين الفقيرة امتد إلى مدن عدة. وقالت الوزارة في بيان «نظرا لما شهدته البلاد من اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة وما بات يُشكله تواصل هذه الأعمال من مخاطر على أمن الوطن والمواطن، تقرر بداية من اليوم 22 (كانون الثاني/يناير) إعلان حظر التجول بكامل تراب الجمهورية «من الثامنة ليلا وحتى الخامسة صباحا». وأكدت الوزارة أن «كل مخالفة لهذا القرار يتعرض مرتكبها إلى التبعات القانونية اللازمة في ما عدا الحالات الصحية والمستعجلة وأصحاب العمل الليلي». وأهابت بكل المواطنين «الالتزام بمقتضيات حظر التجوال الليلي». وأكد مسؤول في الحرس الوطني الجمعة أنه تم خلال الليل الفائت توقيف 16 شخصا في تونس الكبرى «بعد أعمال تخريب ونهب للمتاجر والمصارف في حي التضامن الشعبي» في شمال غرب تونس.