رواية جديدة للزميل سعد الدوسري ">
الثقافية - محمد المرزوقي:
منذ اللحظة الأولى التي تبدأ معها الأسئلة عن معاني الأشياء، والانشغال بما يربك، وما يثير تساؤلات حركة زمنية.. تتقاطع عقارب تفاصليها في سرد المكان بريشة روائية ترسم الحدث، وتستنطق زوايا الأمكنة.. ومواطئ الوقت فيها، في إيقاع حياتي لا يمكن أن يمر مرور الحكايات.. لتسمع خطوات الحياة اليومية التي بدأت تسابق أحداثها بدايات مشاوير المشي من حي المرقب إلى شارع الخزان.
هكذا تلوح الخيوط الأولى من الحبكة في رواية «مواطئ الوقت» للزميل الروائي والكاتب سعد الدوسري، التي أصدرها مؤخراً عن المركز الثقافي العربي، في ست وخمسين ومئة صفحة من القطع المتوسط.
لم تكن الأسئلة وحدها أولى أدوات الكاتب، التي أعملها في حفريات مواطئ الوقت، لاستنطاق الكثير من ذاكرة المكان، وتحولات الحياة اليومية.. التي تتجاوز مجرد البحث عن إجابات لأسئلة الألوان المحببة، وطريقة تركيب العبارات المفضلة.. والتعرّف على معالم الوجوه.. لتكون أكثر من مجرد القرع على ذاكرة أبواب الزمن.. إلى نبش تلك الموطئ التي يرصدها الدوسري في روايته مستثمراً طاقات فنية، منها ما ينطلق من داخل النص، وأخرى من خارجه، جاءت في سبك روائي محكم.
لقد تناغمت الأحداث بينما هو محلي، وما هو عربي، اتخذ في تداخله بالمحلي أحداثاً مركبة في الفكرة.. والفكر.. والعمق السردي، تجاه المتغيّرات التي يرويها الدوسري لرصد مرحلة اجتماعية.. وحالة فكرية.. يمتد نسيجها بين مد الوافد الثقافي عربياً، وجزر (الوقت) محلياً.
وإلى جانب كتابة الصوت، والكتابة لمقام العشق تارة.. والرمز تارة أخرى.. مشارف الكتابة لنص جديد.. أماكن الكتابة.. ومواطئ وقتها.. جاءت منسابة في سير أحداث آخذ بعضها رقاب بعض، في حالة تتصاعد فيها (الدراما) الحوارية التي جمعت بين السهل الممتع.. الممتنع.. وبين كثافة اللغة التي كانت أبرز الأدوات التي وظفها الدوسري، لاستثمارها في استنطاق مواطئ الوقت.