كامرأة أبحث دائماً عن الأمان، لأن الخوف جزء من تكويني البشري، مما أخاف؟!
من نهاية الأشياء. لا أحب أن أكون جزءاً من مشروع له نهاية، لذلك اخترت أن أكتب، فالكاتب لا يتقاعد ولا تنتهي خدماته، سأجد دائماً شيئاً أفعله حتى لو بلغت من العمر عتياً, لذلك أسعى أن يكون لديَّ ما أقولة دائماً، لذلك اتخذت من التفكير بالأشياء هواية.. المرأة تأخرت كثيراً بمشاركة الرجل في الخطاب الثقافي لكنها كانت موجودة.. شهرزاد اقتحمت بحكاياتها التاريخ، وزرقاء اليمامة وولاَّدة بنت المستكفي والخنساء قصائدهن لم يخلو منها الأدب، إذن هي موجودة, ليس بكمية الحضور الثقافي نفسها للرجل. إن وضع المرأة في مجتمعاتنا العربية وحتى في المجتمعات الأوروبية وضع لا يزال يطرح إشكالاً كبيراً، نتناوله في مجتمعنا العربي بصورة خاصة، المرأة كانت، ولا تزال في قلب معضلة الحداثة. إذن هي مشتتة بين متطلبات الحداثة، ومتطلبات الحداثة جعلتها تواجه فعلاً الكتابة، وبين التقاليد هذه التقاليد التي تفرض عليها في الوقت ذاته أن تكون أُمّاً، وأن تكون ربة بيت، وأن تحسم مجموعة من الأدوار.
الرجل «الكاتب» متفرِّغ تماماً للكتابة، لكن المرأة تنتسب لأبناء وزوج، وعن هذا تقول د. رضوى عاشور «تجربة التوزيع هي يمكن أن تتحول إلى ثراء حقيقي للكاتبة المبدعة. إننا نساء نركض، نركض باستمرار، إننا تحت ضغط، إننا أمهات، وعاملات وكاتبات ونقوم بأكثر من مهمة.. هذا من زاوية من الزوايا مرهق، من زاوية من الزوايا قد يكون مهلكاً، لكنه إن لم يهلك فهو يعطي للكاتبة ربما امتلاءً بخبرات أكثر، بمعارف أكثر وبمساحات من المشاعر والتوتر».
وترى العديد من الأديبات أنه من غير الإنصاف القول: إن المعوقات الاجتماعية والتاريخية والسيكولوجية أثرت بشكل مطلق على قصور عوالم الإبداع الفكري لدى المرأة، فالعديد من النساء ظهرن على الساحة ووقفن نداً للرجل في نتاجه الأدبي لتشكل المعوقات السالفة فيما بعد تجربةً غنية، رفدت مسيرة المرأة الأدبية، وشكلت أساساً صلباً لنجاحها.
فالمرأة عندما تكتب ما تريد هو فعل حرية، ممارسة للحرية أمام مجتمع لا يقبل كثيراً امرأة شاعرة أو روائية، كما كان صعباً عليه سابقاً أن يقبل تعليمها وتثقيفها، وكانت الكتابة ناتجاً طبيعياً لهذا القرار التعليمي، وأصبحت تكتب لهذا المجتمع رغباتها ومشاعرها وأحلامها وما تحتاجه لتكون إنسانه أفضل، فبعد أن كان الرجل يتحدث عنها بالوكالة، أصبحت هي تحكي وتشخص، بالنسبة للمرأة السعودية فإن لها نشاطاً أدبياً كبيراً سواء على مستوى الشعر أو القصة أو الرواية، كما تشارك في المؤتمرات، وخير مثال على ذلك مشروع الجنادرية والذي يعد واحداً من أهم الأحداث الأدبية على مستوى العالم العربي.
- أحلام الفهمي