قوات التحالف تتعهد في منشورات ألقيت وسط تعز بفك الحصار والقضاء على الانقلابيين ">
تعز - الجزيرة:
استجابة لنداءات الاستغاثة من النساء والثكالى والأطفال والمحاصرين والأطباء العاملين في مستشفيات تعز جراء الظروف التي يعانيها سكان مدينة تعز جراء الحصار المطبق الذي تفرضه ميليشيا الحوثي وصالح على المدينة منذ أكثر من خمسة أشهر وما نتج عنه من انعدام تام لمتطلبات الحياة الأساسية التي تكفل لهم العيش الكريم، إضافة إلى خلو مستشفيات المدينة من الأدوية والمستلزمات الطبية والأكسجين، الأمر الذي تسبب في وفاة العشرات من النساء والأطفال والجرحى، قامت قوات التحالف العربي الأسبوع الماضي بعملية انزال ناجحة بالإسقاط الجوى فوق مناطق في مدينة تعز المحاصرة لنحو 40 طنا من المساعدات الطبية والإغاثية المقدمة من مركز سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أوضح في تصريح صحفي أن قوات التحالف قامت بإسقاط أربعين طناً من الأدوية الخاصة بالأطفال والمضادات الحيوية والمحاليل الطبية والمواد الغذائية الجافة لتأتي هذه العملية لكسر الحصار المفروض على أجزاء من محافظة تعز لتصل إلى المنكوبين هناك حيث تعاني مستشفيات المحافظة من إغلاق شبه كلي, فقد أغلق 37 مستشفى ومركزًا صحيًّا من أصل 40, جراء الحصار وانعدام الأدوية والمستلزمات الطبية ومنع إدخالها من منافذ المدينة وبلغ عدد ضحايا انعدام الأكسجين في تعز 25 مدنيًّا, ما بين طفل وامرأة وشيخ.
مجلس الوزراء السعودي أشاد خلال الجلسة التى ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأسبوع الماضي بما قامت به قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من إيصال المساعدات الطبية والإغاثية في الأحياء المحاصرة والمناطق الوعرة بمحافظة تعز من خلال عمليات إنزال المساعدات الطبية والمواد الغذائية وكذلك المواد الإغاثية بالإسقاط الجوي لكسر الحصار المفروض على تعز.
وكان ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز قد اعلن تسلمه المساعدات الطبية والاغاثية العاجلة التى قامت طائرات التحالف بإسقاطها في المناطق المحددة في مدينة تعز، معتبرا ذلك بادرة أولية لكسر الحصار الخانق المفروض على مدينة تعز منذ ما يزيد عن ثمانية أشهر.
وأكدت مصادر طبية ومحلية بتعز لـ«الجزيرة» أن لجنة طبية قد قامت باستلام الأدوية وعملت على إيصالها إلى مخازن طبية في المدينة لتوزيعها على المستشفيات المختلفة.
الآلاف من أبناء محافظة تعز عبروا بالتظاهر رغم القصف العشوائي المتواصل لميليشيا الحوثي وصالح على الاحياء السكنية في المدينة، فخرجوا غير ابهين بنيران الميليشيا رافعين وللملك سلمان بن عبدالعزيز على جهودهم الكبيرة ومساعيهم النبيلة لكسر الحصار المفروض على مدينة تعز من خلال إرساله سرب من الطائرات لتقوم بعمليات إسقاط جوي لأدوية ومستلزمات طبية اغاثية.
ووفقاً لمصادر طبية ساهمت في عملية الإنزال الناجحة في إنقاذ آلاف الأطفال والنساء والشيوخ من المرضى والمصابين وفتحت بارقة أمل جديدة بعد فتح المستشفيات أبوابها مجددا لاستقبال المرضى، حيث تمت عملية توزيع المساعدات الطبية بحسب الاحتياجات الخاصة بكل مستشفى، والطاقة الاستيعابية له، وعدد المرضى والجرحى الذين يستقبلهم يومياً.
«صحيفة الجزيرة» كانت قد نشرت قبل أسبوعين في صفحة (اليمن) تقريرا خاصا عن حصار تعز وانعدام الادوية والمستلزمات الطبية والأكسجين في مستشفيات المدينة وما خلفه ذلك من خسائر كبيرة في الأرواح وتدهور الوضع الصحي في المدينة، وقد تناول التقرير مناشدات للأطباء في مستشفيات المدينة الذين طالبوا قوات التحالف العربي بالقيام بعمليات إنزال عاجلة للأدوية والمستلزمات الطبية لتمكين مستشفيات تعز من الاستمرار في تقديم خدماتها بعد أن توقفت معظمها عن ممارسة نشاطها.
من جانب آخر قامت طائرات التحالف العربي بإلقاء منشورات ورقية فوق عدة أحياء وسط مدينة تعز، تتعهد فيها بقدوم النصر وفك الحصار عنها من المليشيات الانقلابية التي تحاصر المدينة منذ عدة أشهر.
وأفاد شهود عيان أن المنشورات الورقية التى سقطت في العديد من الأحياء وسط المدينة، كتبت عليها عبارات (إلى أهلنا الكرام في تعز، نعاهد الله ومن ثم نعاهدكم السير على طريق النصر وستقتلع قوات الشرعية وقوات التحالف كل الخونة والمتآمرين على حصاركم).
مصطفى إسماعيل قال: «إن كسر التحالف للحصار المفروض على المدينة من خلال عملية الإنزال للمساعدات الطبية ومن ثم القاء منشورات تتعهد فيها قوات التحالف بكسر الحصار عن تعز والقضاء على الميليشيا بعث فينا روح الأمل من جديد، بعد أن كدنا أن نصل إلى حالة من اليأس والإحباط».
فيما ترى الناشطة الحقوقية عبير خالد أن كسر الحصار عن تعز من قبل قوات التحالف سيعزز من صمود أبناء تعز في وجه الانقلابيين، وسيكون له أثر طيب وايجابي في رفع معنويات المقاتلين والمحاصرين بأن النصر آت وأن الأشقاء لم يتخلوا عنا.