يوسف بن محمد العتيق ">
كثيرون يرغبون في عمل الخير، وكثيرون يحملون هم المجتمع، وهذه سمة بارزة في أبناء هذا المجتمع السعودي النبيل الذي يسعى كل أفراده لعمل الخيري سواء كان عملهم الخيري بشكل فردي أو مؤسساتي، وسواء كان العمل الخيري عملا تطوعيا أو جزءا من طبيعة عملهم اليومي والوظيفي.
لكن ما يجب أن نقف عنده ونؤدي له كل عبرات الشكر وأصدق الدعاء من كان عمله الخيري تطوعيا لكنه بقالب مؤسساتي، ويمسك العصا من المنتصف فيكون عمله الخيري منضبطا مراعيا لشعور الفقير والمحتاج وكرامته، وفي الوقت نفسه يضمن لهذا العمل طابع الاستمرارية والديمومة بحول الله.
متى ما حرص القائمون على الجمعيات الخيرية على هذه الجوانب، وقبلها الإخلاص لله ثم السعي لتحقيق تطلعات ولاة الأمر في خدمة المجتمع بكافة أطيافه فإن هذا سيكون بحول الله سببا في خدمة المجتمع.
أقول هذا الحديث وفي ذهني جمعية وليدة بعمر الساعات والأيام إلا أنها تثبت جذورها في الأرض وتسارع أغصانها في الفضاء بفضل الله لحرصها على خدمة المجتمع من بوابة العمل الخيري والإنساني المنضبط.
جمعية بنيان الخيرية في عاصمتنا الغالية الرياض، والتي لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات إلا أنها تسعى لثبت وجودها في قلب كل محتاج وفي دعاء كل جريح أو مكلوم.
هذه الجمعية وكما وصفت نفسها: (تأسست جمعية بنيان الخيرية عام 1432هـ، في مدينة الرياض على أيدي سيدات سعوديات، هدفها الأساسي تحويل الأسر الفقيرة في منطقة الرياض من متلقية إلى منتجة لتستقل بذاتها. ومن أهدافها رفع المستوى المعيشي ومستوى الوعي والطموح لدى الأسر الفقيرة، والمساهمة في تفعيل الدور التنموي للأسرة، وإنشاء مراكز تدريب واستشارات أسرية، وأيضاً التعاون مع الجمعيات الخيرية الأخرى).
حديثها هذا عن نفسها يذكرنا بالدور الخيري والكبير لسيدات كن من رائدات العمل الخيري في هذا الوطن العزيز وعلى رأسهن الأميرة نورة بنت عبدالرحمن آل سعود شقيقة الملك المؤسس والتي اشتهرت بعمل الخير، وتذكرنا جميعة البنيان هذه بالأميرة حصة بنت أحمد السديري والدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وأشقائه الكرام التي عرفت بأنها أم المساكين، وتذكرنا جمعية البنيان بالأميرة العنود بنت جلوي حرم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحم الله الجميع.
فسيدات جمعية بنيان يسرن على الخطى نفسها والتوجه نفسه.
هذا وهن يضعن لأنفسهن أهداف جميلة ومستقبلية أذكر منها:
1. توفير السكن الملائم للأسر المستحقة.
2. تبني مفهوم التنمية الأسرية ذات الأثر المستدام لأفراد الأسر المستحقة.
3. زيادة وتنوع الموارد المالية للجمعية.
4. تبني مفهوم العمل المؤسسي في عملية التأسيس والبناء للجمعية.
5. بناء وتطوير مهارات منسوبات الجمعية.
وفي برامج هذه الجمعية ما يثلج الصدر وأذكر منه:
- برنامج الأسر المتعففة
- برامج الأوقاف
- برامج الإسكان
- برنامج الطالب
- برنامج التوظيف
- برنامج الأسر المنتجة
وقبل أن يضع القلم عصا التسيار لابد من شكر لمهندسة هذا العمل الإبداعي والتي تضحي بوقتها ومالها وجهدها لاستمرار هذه الجمعية في عملها الأستاذة ندى بنت عبدالله البواردي حفظها الله ووفقها وكل من يعمل معها في هذا الصرح الوطني والديني الكبير.
أخيرا أدعو الله لهذه الجمعية بالتوفيق والاستمرار لتحقيق تطلعات ولاة الأمر الكرام وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن نايف، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وكافة محب عمل الخير في هذا الوطن.
وفق الله وطننا لكل خير ونصر جنودنا في الحد الجنوبي.