علي بن إبراهيم بن علي الحبيب ">
الوفاء نغمات تتراقص على أوتار القلوب ِبخفة، تتسلّل منافذ الروح بمنتهى الرقة، الوفاء هو نشيد للغة الإحساس، لغة ليس كلّ البشر، لغة لا يتقنها الا الكبار، ولا يستشعرُ عظمتَها سوى العظماء، فالوفاء لدى سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- سجية وطبع، ومسلك عفوي ينم عن نقاء في القلب، وسمو في النفس، وشفافية في الروح، مكسوة بقوة الرجال، وحكمة الحكماء، وحزم النبلاء، يعلو كل ذلك نسائم من رحمة، تتجلى في كل موقف يظهر فيه عطفه وحلمه، إن الوفاء لدى سلمان الإنسان خصلة لم تنفك، ولن تنفك إن شاء الله، فالوفاء صفة غرسها الله -عز وجل- به وجعلها فيه غريزة فطرية تجاه الوطن ومواطنيه، بل حتى المقيمين على أراضيه، إن خادم الحرمين الشرفين -حفظه الله- صاحب عاطفة إنسانية صادقة، نشأت متلازمة مع وفائه الصادق، وأخوّته الحانية، وما ملازمته الدائمة والمستمرة لأخوته من قبله الا دليل على نُبلِ وفائه، لقد ضرب قائد الأمة وكبيرها بوفائه لإخوانه مقاماً عالياً يندر أن يقوم به غير، لقد كان سلمان بن عبد العزيز -وسيبقى إن شاء الله- أنموذجاً مشرقاً ونبراساً يحتذى به في الوفاء والتضحية والإخاء، سواء في هذا الجيل أو في الأجيال اللاحقة، فلقد كان -حفظه الله- وفياً، صادقاً، مخلصاً للجميع لدينه، ووطنه، وقيادته، ومواطنيه، بل حتى للمقيمين على تراب هذا الوطن المبارك، حتى أصبح الجميع يشهد لسلمان الوفاء بهذه المكانة الشامخة، والمحبة السامية، في قلوب الجميع، ومواقفه شاهدة صادقة على ذلك، نفاخر بكم يا قائد الأمة وحكيمها لأن تماسككم كأسرة وحنكتكم كحاكم ترتب عليه أن أصبحتم أنموذجاً في الحكم منذ عهد المؤسس -رحمه الله- الملك عبدالعزيز حتى عهدكم الميمون الغدق الكريم، كما نفاخر بكم يا خادم الحرمين دوماً وأبداً، فوفاؤكم يا سلمان الحزم فتح أمامنا المجال للشعور بالحب والثقة بيننا وبين الآخرين وجعلهم ينشدون المثالية في التعامل، مثاليّة بالتأكيد تصحبُها حساسية مرهفة نحو أدنى تقصير لأحبائنا، وفاء سلمان بن عبدالعزيز هو زهرة يستمد عبيرها من عطاء قلبه الكبير، فتنمو وتزهرُ ويزدادُ فوحُها مع كل عطاء متجدد ومع كل عطاءٍ صادق، أتمنّى أن تكونوا أبحرتم في بحر الوفاء مع تلك الصور المعبرة لزيارة المليك لأخوته الكبار.. ومن هنا أدعوكم لأن تبقى قلوبُكم نابضة بالوفاء، الوفاء لأهلِكم، لأصدقائِكم، لمن تحبون، شكرًا يا خادم الحرمين الشرفين فأنت كل الوفاء وأنت أهلالوفاء، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأدام على إخوته من حوله موفر الصحة والعافية.