أحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - التغير الأكبر والأهم في تنظيم الحكم السعودي وبدأ بالمرحلة الأهم في بداية دور أبناء الجيل الثاني للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - رحمه الله - في الحكم وتوليهم المناصب السياسية العليا.
وبهذا تبدأ المرحلة الكبرى والمهمة في مسيرة العمل السياسي داخل بيت الحكم السعودي. وكثير من المتابعين والمراقبين.
كان يجزم أن وصول تنظيم بيت الحكم الى هذه المرحلة سيكون بداية مرحلة جديدة من مراحل الدولة السعودية. يمكن أن تطلق عليها بداية الدولة السعودية الرابعة.
كانت الأنظمة السعودية - غير المكتوبة - والتي تنظم شئون الحكم في المملكة العربية السعودية منذ أعلن قيام الدولة السعودية الثالثة عام 1351هـ المؤسس تنص أن يتولى الحكم الأكفأ والأصلح من أبناء الملك. حتى وضع الملك فهد بن عبدالعزيز عام 1412هـ الدستور (النظام الأساسي للحكم) والذي تنص المادة الخامسة أن يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنه رسوله- صلى الله عليه وسلم- وبهذا كانت بداية التنظيم الرسمي لمن يحق لهم الحكم، كما كانت بداية الإقرار بحق أبناء الابناء بشؤون الحكم.. وظل المراقبون ينتظرون قرابة ربع القرن هذه المرحلة المصيرية. لأنهم يرون بها بداية لمرحلة جديدة وحقبة جديدة من مراحل الدولة السعودية حتى أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هذه المرحلة التي هي بحق مرحلة بداية الدولة السعودية الرابعة.
والآن ووسط الظروف والمعطيات الحالية يلحظ الجميع درجات التفاؤل الكبرى التي يعيشها المجتمع السعودي في هذه التغيرات التنظيمية الكبرى.
إن وجود الجيل الثاني من أبناء الملك عبدالعزيز في الحكم يعني بوضوح كبير أن المرحلة التنموية والإدارية الجديدة قد بدأت وانتقل الحكم الى العمل المؤسسي الشامل، فالجيل الأول الذي شهد بدايات التأسيس وبدايات تكوين الدولة وبدايات التنمية.. يسلم الراية إلى الجيل الثاني الذي شهد الطفرات الاقتصادية وعايش المتغيرات السياسية والاجتماعية.. وشهد مراحل الاضطرابات التي عاشتها المنطقة.. وعاش تجربة نجاح الآباء في أبعاد وطنهم وشعبهم عن القلاقل والفتن.
جيلان يتفقان في الرسالة والمهمة والمصير ولكل منهما رؤية خاصة بالتحديث والتطوير والتنمية وفق الثوابت الإسلامية والاجتماعية.
نجح الجيل الأول في الحكم بامتياز تسعة من القادة الكرام (سعود - فيصل - خالد - فهد - عبدالله - سلطان - نايف - رحمهم الله تعالى ومن ثم سلمان - مقرن - حفظهم الله) ويكمل محمد بن نايف ومحمد بن سلمان بقيادة الملك سلمان.
يمتاز الشعب السعودي في مجمله بأنه مجتمع شاب والغالبية العظمى دون 35 عاماً.. وتتميز هذه المرحلة بكون الرجل الثالث في الدولة وهو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. بأنه ضمن هذه الفئة العمرية التي هي الغالبية من السعوديين.
ومع اتفاق الأعمال تتفق المفاهيم والطموحات. وبالتأكيد وبحول الله تعالى فإن وطننا ينتظره الكثير من الخير والازدهار في هذا العهد الميمون والمبارك.