بمناسبة مرور عام على البيعة المباركة الأولى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - شهدت المملكة العربية السعودية خلال عهد الملك سلمان إنجازات قياسية في عمر الزمن تميزت بالشمولية والتكامل لتشكل ملحمة عظيمة لبناء وطن وقيادة بلاد مباركة خطط لها بسمات حضارية وتفانٍ في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية وإقامة العدل والمساواة بين الناس في تطبيق شرع الله، وتنمية مجتمع من أجل أن يعيش بأمن وأمان، وأضاف فضيلته: إن مما امتن الله -عز وجل- به على المملكة العربية السعودية أن جعلها الدولة الإسلامية الرائدة في هذا العصر، فوفق قادتها المخلصين إلى تأسيسها على منهاج الشرع القويم.
إنها ذكرى عظيمة لهذه البيعة، رسم فيها مقامه الكريم ملامح المستقبل لهذا البلد بمشيئة الله، شخصية علت همته فهامت به أمته، كرم فيها من قبل منظمات دولية، إشادة عربية ودولية بهذه الشخصية العظيمة، فكان خير خلف استطاع أن يحقق العدالة للجميع، فيمخض نفوسهم ليذهب الزبد جفاء، ويبقى بريق أخوة الإيمان، وأصالة النفس الإنسانية، فتوخى العدل والإحسان.
وهكذا تتوج إنجازات خادم الحرمين الشريفين في هذه الحقبة الزمنية على هذا الوطن الغالي ببصمات شخصيته العظيمة التي طوعت العمل السياسي باستشراقه للمستقبل، فعمل على تنظيم شؤون الدولة لتعمل على أسس مرسومة لتسمو وتعلو بخطى ثابتة راسخة بإذن الله، منطلقا من خصوصية هذه البلاد المباركة متميزا على ما سواه من الأنظمة البرلمانية في العالم، فبحلول هذه الذكرى الأولى للبيعة المباركة تكون المملكة قد شهدت في عهده العديد من التحولات والتغييرات في مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، بما فيها أحداث اليمن الشقيق وعمليات (عاصفة الحزم) لإعادة الشرعية بتحالف عربي خليجي، إضافة إلى تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب.
فبحمد الله وتوفيقه وامتداداً لهذا الصرح العظيم من قيادة هذا الوطن من خلال الخلف الصالح، يمر عام على هذه البيعة المباركة لمقامه الكريم قائد همام وحكيم وصاحب الرؤية الثاقبة والأب الحنون، مدرسة في كل شأن ونموذج يبتدئ به في كل فعل. إنجازاته شواهد تجسيد لمدى حرصه -حفظه الله- على وطنه وأبنائه، حيث تناولت خطوطاً عريضة وخريطة عمل تحمل أسمى معاني العطاء لاستمرار مسيرة البناء والعطاء في جميع المناطق والمحافظات للاهتمام بالمواطن والسعي في تلبية احتياجاته، باعتباره المحور الرئيسي في اهتمامه- حفظه الله- مما يمنح الوطن والمواطن طمأنة كبيرة لمواصلة مسيرة التنمية المتوازنة والشاملة تنير الطريق وترسم السياسة لتكشف ملامح العصر السعودي الحديث، ترجمة حقيقية تتمثل في قرب المواطن من قلب المليك المفدى الذي شد العزم بتوفيق الله، معززا بذلك مكانة الوحدة واللحمة الوطنية كوسيلة أساسية لمواجهة التصنيفات وكل ما يمس استقرار وأمن وعزة هذه البلاد المباركة.
إن ذلك ليس مستغرباً من مقامه الكريم، فمنذ صغره كان -يحفظه الله- محل ثقة من المؤسس، ولفت نظر إخوانه الملوك - يرحمهم الله - بما يملكه من حصافة، صاحب همة سامية في العمل الإنساني والخيري، فقامت على يديه الجمعيات الخيرية التي كفلت عناء كل مريض وخففت من أعباء كل متألم، تتجلى فيه صفات الإنسانية بكل معانيها صاحب القلب الرحيم، صاحب الفكر النير والحكمة وبعد النظر والمهتم دائما بالتاريخ المشرف لهذه البلاد.
والآن، وبعد مرور عام على هذه البيعة المباركة، فالجميع في هذه البلاد المباركة على ثقة كبيرة بمقامه الكريم بما يبشر بالخير الوافر لكافة قطاعات الدولة بانتقالها إلى الأفضل لمواصلة التطوير والتقدم، خلاصة لهمة مقامه الكريم نموذج لخبرات متراكمة لسنوات متواصلة من العمل في خدمة وطنه، نموذج لرجل المهمات الصعبة، صاحب مبادرات عديدة سعت إلى تطوير هذه البلاد المباركة، يتوج مسيرة الحب العميقة التي أرساها في الرياض، يسجل له فيها التاريخ أنه استطاع تأسيس رياض الحب في عاصمتنا الجميلة أميرا وقائدا، وتجلى ذلك من خلال تحويل الرياض إلى عاصمة نموذجية متكاملة البنى التحتية والمنظومة الإدارية، وكانت لبيوت الله وأوقافها ومنسوبيها النصيب الوافر من اهتمام مقامه الكريم، حتى أصبحت محل فخر واعتزاز لهذا الوطن بما شهدته من نقلة حضارية فريدة في كافة المجالات الحضارية.
ذكرى - بيعة الحزم والإصلاح- يبتهج بها كل مواطن في هذا البلد- العامر بالإنجازات، فالجميع يعبر عن نبض مشاعره تجاه -ذكرى هذه البيعة- نسأل الله أن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وقيادتنا الحكيمة تحت ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها ورخاءها وتلاحم جبهتها الداخلية.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وبالله التوفيق،،
عبدالله بن عبدالعزيز الناصر - المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالرياض