هدفنا تنمية الفكر العلمي في الفقه الإسلامي بما يتواءم مع العصر وتغيّر المجتمعات!! ">
الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكّد رئيس الجمعية الفقهية السعودية الاستاذ الدكتور جميل بن عبد المحسن الخلف أنّ الجمعية منذ إنشائها عملت بحاجة المجتمع إلى طرح القضايا التي تتعلّق بالخطاب الشّرعي، ونظراً لتغيّر بعض الأحكام الشرعيّة تبعاً لتغيّر أعراف الناس وأحوالهم وظروفهم الاجتماعية والبيئيّة.
وقال د. جميل الخلف في حواره مع « الجزيرة « أنّ الجمعية عقدت عدداً من المحاضرات والنّدوات والحلقات العلميّة لتحقيق الأهداف الرئيسة لها الرامية لتنمية الفكر العلمي في مجال الفقه الإسلامي وتطويره وبما يتواءم مع العصر. كما تناول الحوار استعراض بعض ما نفّذته الجمعية من برامج وأنشطة مختلفة.
* ما دور «الجمعية الفقهية السعودية» تجاه بعض المسائل الخلافية في الفقه؟
- يبرز دور الجمعية الفقهية السعودية تجاه بعض المسائل الفقهية في إجلائها والعمل على دراستها ومناقشتها مناقشة علمية متعمقة من خلال عقد الندوات العلمية أو المحاضرات العامة حولها؛ لأن من أهداف الجمعية الفقهية السعودية تنمية الفكر العلمي في مجال الفقه الإسلامي وتطويره بما يتواءم وروح العصر وسرعة تغيرات المجتمعات والدول والثورة المعلوماتية في العالم.
* هل عقدت الجمعية برامج علميّة في هذا الشأن؟
- نعم، عقدت الجمعية عدداً من المحاضرات والندوات والحلقات العلمية في هذا المجال، فمن ذلك: محاضرة عن الرهن العقاري ومستجداته في ظل النظام الجديد للرهن العقاري، ودورة في مهارات دفع التعارض بين البينات والاختصاص عالج ما قد يحدث من تنازع في السلطات والصلاحيات بين الأنظمة مع صدور الأنظمة القضائية وافتتاح محاكم التمييز والأحوال الشخصية ودوائر الإنهاءات القضائية.
كما عقدت الجمعية بالتعاون مع كرسي الشيخ راشد بن دايل لدراسات الأوقاف حلقة وورشة عمل تتعلق بتعمير الوقف بصيغتي البوت (BOT) والمشاركة المتناقصة.
كما أن اللجنة النسائية في ممثلية الجمعية الفقهية السعودية بجامعة أم القرى عقدت حلقة نقاش في مسألة: سن النضوج بين الفقه والقانون خصوصاً مع التغير الحاصل في فكر المجتمعات وبيئات الناس، وعقدت ممثلية الجمعية في جامعة الملك خالد بأبها حلقة نقاش تتعلق بقضايا الإعدام خارج الحدود والقصاص، قراءة في المرجعية الشرعية، وعقدت ممثلية الجمعية في جامعة القصيم حلقة نقاش عن زكاة الديون، وعقدت ندوة في مقر الجمعية الرئيس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ندوة حضرها عدد من المتخصصين في الشأن العقاري والمالي تتعلق بزكاة الأراضي (رؤية تأصيلية تطبيقية) نوقشت فيها عدد من القضايا المتعلقة بزكاة الأراضي، وتداول الفقهاء فيها الرأي، وتوصلوا إلى عدد من القرارات، ويمكن الرجوع إليها في موقع الجمعية على الإنترنت.
* وماذا ينتظر المجتمع من الفقهاء بشكلٍ عام ومن الجمعية الفقهية السعودية بشكلٍ خاص؟
- إن من أهداف الجمعية الفقهية السعودية تنمية الفكر العلمي في مجال الفقه الإسلامي وتطويره بما يتواءم وروح العصر وسرعة تغيرات المجتمعات والدول والثورة المعلوماتية في العالم، ولذا فقد عنيت الجمعية الفقهية بدراسة نوازل العصر وقضايا المستجدة خدمةً لفئات المجتمع، وعلى رأسهم المتخصصون في الفقه وأصوله، والجمعيات المؤسسة العلمية ذات العلاقة بالقضاء والفتوى على الصعيد المحلي والدولي، وفي هذا الإطار فقدت نظمت الجمعية عدداً من المحاضرات والندوات وحلق النقاش.
إن الجمعية منذ إنشائها عملت على حاجة المجتمع إلى طرح القضايا التي تتعلق بالخطاب الشرعي عموماً والفقهي خصوصاً؛ نظراً لتغير بعض الأحكام الشرعية تبعاً لتغير أعراف الناس وأحوالهم وظروفهم الاجتماعية والبيئية، وفي هذا المجال قامت الجمعية بطبع عدد من الكتب والمؤلفات في هذا المجال، منها على سبيل المثال:
- صيغ العقود للدكتور صالح بن عبد العزيز الغليقة.
- نوازل السرقة وأحكامها الفقهية للدكتور فهد بن بادي الرشيدي.
- الأحكام الفقهية المتعلقة بأمراض النساء والولادة للدكتورة أسماء بنت عبد الرحمن الرشيد.
- الرجوع عن الإقرار للأستاذ الدكتور عبد الله بن علي الركبان.
- الاعتداء الإلكتروني للدكتور عبد العزيز الشبل.
- النوازل في الأطعمة للدكتورة بدرية بنت مشعل الحارثي.
- الصياغة الفقهية في العصر الحديث للدكتور هيثم الرومي.
- تعارض دلالة اللفظ والقصد للدكتور خالد آل سليمان.
- استدلال الأصوليين باللغة العربية للدكتور ماجد بن عبد الله الجوير.
* وماذا عن أعضاء الجمعية الفقهية؟
- لقد اعتنت الجمعية بتنمية الملكة الفقهية لأعضاء الجمعية وغيرهم، فأقامت عدداً من الدورات العلمية التطويرية، ومنها على سبيل المثال: دورة في مهارات البحث العلمي، ودورة في المهارات الإلكترونية لكتابة البحوث الشرعية للرجال والنساء، ودورة في تنمية الملكة الفقهية.
كما أصدرت الجمعية عدداً من الكتيبات، ومنها: كتاب طهارة المريض وصلاته لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، حقوق المطلقات للأستاذ الدكتور إبراهيم بن ناصر الحمود، ورسالة إلى طبيب للدكتور صالح بن فوزان الفوزان، وصناعة الفقيه للدكتور صالح بن حميد، والوسطية في الإسلام لمعالي الشيح صالح الفوزان.
وللجمعية مشاركات إعلامية كالبرنامج الإذاعي: قضايا فقهية معاصرة بالتعاون مع إذاعة القرآن الكريم، وبرنامج الفواصل التلفزيونية (وأقيموا الصلاة)، كما شاركت الجمعية في عدد من معارض الكتاب في الرياض وجازان عرضت فيها نتاج الجمعية العلمي والفقهي.
ومن أبرز أنشطة الجمعية هي مجلة الجمعية الفقهية السعودية، وقد صدر منها حتى الآن سبعة وعشرون عدداً، نشرت فيها عدد من البحوث العلمية المحكمة من داخل المملكة وخارجها.
* وماذا قدّمت «الجمعية الفقهية السعودية» لعلماء المملكة؟
- إن الجمعية الفقهية السعودية تحظى بأن سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء رئيساً شرفياً لها، وفي عضويته الشرفية عدد من أصحاب الفضيلة والمعالي العلماء.
ومما قدمت الجمعية لهؤلاء الكوكب المباركة تنفيذ عدد من اللقاءات العلمية مع هؤلاء العلماء يتناولون فيها سيرهم الذاتية وتجاربهم الحياتية والعملية، فقد نظمت الجمعية في هذا الصدد ثلاثة لقاءات، وهي : لقاء مع معالي الشيخ عبد الله الركبان، ومعالي الشيخ عبد الكريم الخضير، ومعالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.
كما خصصت الجمعية ملاحق في أواخر أعداد مجلتها بذكر نبذة مختصرة عن العلماء الأحياء والمتوفين منهم، وتعمل الجمعية تحت مظلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتعمل وفق خطة علمية، ولديها عدد من المشروعات العلمية والبحثية والتي سترى النور قريباً.
وبهذه المناسبة نشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين بقيادة الملك سلمان - حفظه الله - على دعمها للجامعات والمراكز البحثية المتخصصة والجمعيات العلمية والكراسي البحثية، وحرصها على رفعة العلم وأهله، ورقي البلد وتطورها.