إخفاء عيوب الزوجين قبل الزواج غشّ قد ينتهي بالطلاق!! ">
الدمام - خاص بـ«الجزيرة»:
حذّر فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل رقيب رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية من الغش والتدليس في المجتمع المسلم، الذي له صور شتّى وأنواع عدة، أخطرها حينما يغش الإنسان الناس في عقائدهم ودينهم، ففي ذلك افتراء على الله
-سبحانه وتعالى-، وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- خاصة حينما يجمل لهم العقائد الباطلة بأحاديث مكذوبة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأما الغش التجاري فله حالات عدة، ومن ذلك الكذب والتدليس حينما يقدّم الرديء على أنّه جيد سعراً ونوعاً، أو أن يخلط الرديء بالصالح، ويخفي عيوب السلعة، ويبرز الوجه الحسن منها، كما في الحديث الذي رواه أبوهريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: (أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشنا فليس منا) رواه مسلم.
وأضاف الشيخ آل رقيب أنّ من الغش والتدليس -أيضاً- أن يذكر البائع أن السلعة دخلت عليه بمبلغ أكبر من المبلغ الحقيقي ليوهم المشتري أنّها من الصّنف الغالي، أو أنّه يريد مكسباً فوق هذا المكسب، ومنه -أيضاً- أن يذكر البائع أنّ هذه السّلعة جاءت من البلد الفلاني خلاف الواقع بقصد نسبة السلعة إلى البلد المشهور في جودة الصناعة أو في الزراعة، مشيراً إلى أن الغش لا يتوقّف على البائع وحده، فالمشتري قد يغش البائع، وهناك صور عديدة لذلك قد أبرزها الرسول -صلى الله عليه وسلم- من النهي عن تلقّي الركبان لأنهم يجهلون قيمة ما يحملونه فيتلقاهم المشتري، ويستغل جهلهم بشراء بضاعتهم بأقل من سعرها الحقيقي. ولا يقف الغش عند حد البيع والشراء فهناك من الآباء من يغشون أولادهم وأزواجهم حينما يضيعون الأمانة فيجلبون لهم ما يفسد دينهم، وأخلاقهم من توفير أجهزة المجون والعري، أو السفر بهم إلى أماكن تشجيع على الرذيلة وتمارس أمامهم فيها المنكرات ويرتاد بهم أماكن الفجور، أو تسهيل الخلطة مع الأجانب وغير ذوي المحرم يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «ما من راع يسترعيه الله رعية يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة».
واستطرد آل رقيب قائلاً: ومما يقع الناس فيه من الغش، وتنجم عنه المشاكل، والنهاية بالطلاق، والشقاق إخفاء عيوب الزوجين من قبل أهلهما قبل الزواج، خاصة بعض الأمراض والعيوب، لذا وجب على المسلمين التحلّي بالأمانة لأنها صفة من صفات المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} المؤمنون:8، ولأن الأصل في المسلم النصح والتناصح فيما بينهم، وليس الغش والكذب وإيقاعهم فيما لا يرغبون فيه، مؤكداً أنّه ما من خلق فاضل إلا حثّ عليه الإسلام ورغب فيه، وفي المقابل جاء الوعيد الشديد لكلّ سلوك مشين يرتكبه الإنسان، ومما نهى الإسلام عنه، الغش فهو مأخوذ من المخالفات الشرعية والمعاصي الكبيرة التي نهى الإسلام عنها، والغش ضد النصح، ومأخوذ من الغشش وهو المشرب الكدر، ويكفي ما جاء في التحذير من الغش أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «من غشّنا فليس منا» فيكفي ذلك الوعيد الشديد، والتحذير الأكيد الذي يبعد صاحبه عن هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكامل، ومنهجه القويم، والغش لا يتعاطاه إلا من ضعف إيمانه، وسهل عليه الحرام.