حجر النرد ">
على الرصيف المحاذي...
هناك حيث يكثر المارة والباعة الجائلون...
هناك حيث تصطف المقاهي...
ويعلو الضجيج
وهنا يجلس رجل هرم نحيل القلب عليل
يقلَب على الطاولة حجر النرد بين يديه...
كأنه يقلَب الأيام...
في انتظار حظه الزهر...
يخاتل الوقت...
ينتظر صاحباً أو رفيق...
ينظر إلى عابري الطريق
يستجدي أحداً يشاطره اللعب...
ولا سبيل
يدس حجر النرد في كفه...
يقذف الحجر
تسمع صوت الحجر يكركر على الطاولة...
كأنه مفتاح الصبر...
أو كأنه وقع حافر خيل بلا صهيل
يعد الرجل العجوز نقاط الحجر...
كأنه يعد سنوات عمره العليل
مسكين هذا الرجل العجوز...
كلما جاهر بالصبر
مسَه الوجد واستطاب له العويل
غائر في الحزن حد الاستحالة...
موغل في البؤس...
يجرع كأس الرحيل
محمد الخضري - (البستاني الرياض ديسمبر 2015م)