جدة - صالح الخزمري:
قدّم الباحث والكاتب صالح بن خميس الزهراني عصارة فكره للقارئ في محاربة آفة الإرهاب (التحدِّي في مواجهة الإرهاب.. فكرًا وسلوكًا) الصادر عن دار أسياد للدراسات، وقد جاء في 455 صفحة من القطع المتوسط. ويعتبر إضافة مهمة للمكتبة السعودية بوجه خاص، والعربية بوجه عام؛ كونه جاء قراءة متأنية فاحصة لقضية الإرهاب في كل سياقاتها التاريخية والفكرية, إضافة إلى محاولة المؤلف الموفقة في حشد الأرقام، والحقائق، والأطر، والمحددات, التي شكلت ما يمكن أن نقول إنه بحث منهجي متكامل, جمع ما بين التوثيق الممنهج, والتنظير الفكري الواعي, وقراءة البعد العميق للظاهرة. يقول المؤلف إن ظاهرة الإرهاب تحتاج إلى وقفة متأنّية متأمّلة، إذ لا يَكفي شجبها وإدانتها، أو وصف من آثروا الانخراط في زمرة أعداء الدِّين والإنسانيّة، ومن آثروا الوقوف ضدّ مجتمعهم وأهلهم، يعملون فيهم تقتيلاً، وتدميرًا، وترويعًا، بأبشع النّعوت والصّفات..؛ لأنّ هذا الفعل لا يَحتاج إلى الشجب والإدانة، فهو ببساطة يدين نفسه ويشجبها؛ لأنّه مناقض، ومضاد للفطرة السليمة. ويشير صاحب الدراسة إلى أن الأصل في العلاقة بين الكائنات الحيّة في مجتمعاتها هو التعاون والتآزر، وتأمين الحماية؛ حفظًا للنوع من الهلاك.. متعجبًا من خروج هؤلاء عَلى هذه الفطرة، تحت ستار الدِّين الإسلامي، والإسلام منهم براء، فهو الدين الذي يدعو إلى إعمار الأرض. مضيفًا إلى أن الإرهاب يحتاج إلى وقفة جادّة؛ لأن الخطر الذي يُهدّد به هؤلاء مجتمعاتهم وأوطانهم، يَفوق كلّ خطر. وفي مواجهة هذه المشكلة، يرى الزهراني عدم الاكتفاء بالتحليلات، والإجابات السهلة التي تريحنا، وترفع عنّا، وعن كواهلنا مشقة البحث الجاد عن إجابات عن أسئلة حارقة. داعيًا إلى محاربة هذا الفكر الضال، وحماية شبابنا منه مضيفًا إلى أن التصدي لهذه الظاهرة ومحاربتها، إنَّما هو مسؤوليّة الجميع، لا يُستثنى أحد من هذا الواجب؛ لأنّ الوطن في مواجهة هذا الخطر يتدرَّع بكل أبنائه.