نوير ">
لفتتني بصباها وأعطافها المخملية فيما الوجنتان مثل الصبح إشعاعاً عدا إغراء في تلك الشفايف الزهراوين
وخطاها المتكسرة.. تشي أن ليست من ذي مضغ الكلام.. و لا صبغ الحواجب..
سألتها عن اسمها قالت:
نوير.. ثم أدلت بابتسامة كلها حياءً، وهي تصوّب أن أصل التسمية نور لكن على وزن سوير..
بعدها أغضّت الطرف ألى الأرض وكأن مخافةً عليّ أن يشع ضياءها، فعلت ذلك عنوةً والتردد قد تملّك كل أركان هذه الغضة التي قارب صبها أن يُنبئ عن بزوغ أنثى تسلب القلب واللب معاً مضت بخطى مثقلة وكأن شيئاً كبّل حركتها فلم تجد مسعفاً سوى حياء العذارى الذي كان من أن تسديني بعض ما يشبع شبقي نحوها بالمرصاد..
فكان وحده الذي استلبها من جواي..
وإلا كم مما في دواخلها تمنى أن يفيض علي قبلها..
مضت الهوينا، وهي تسترق بين هنة وأخرى إلى النظر لتتأكد أبقت في ما أعقل به لأنهي الموقف وأمضي لسبيلي، أم بعد ما زلت في ركني أقاسي مما وخزتني به سهامها، وخاثراً مما صوبتني به مقلتها نور.. أنارت طريقاً ربما زهدت بأن أمضي وراءه عجباً بعد أن أمضيت سنين لا ألوي على صدى أنثوي يسلب ربما لقلة الشاردات فيه ممن يستحققن أن تملأ العواطف نحوهن الفؤاد ما يغيض من اللوع أو يفيض من العبير.
[نور] اسمها.. لكنه بالفعل حمّلها كثيراً من دلالته..
ألا يكفي أنه أشعل بي فتيل غزل تركته ورائي بيوم تولى من عهد غابر كان آخر آثاره بهندٍ وما أدراك ما هند..؟
وكأن الصبايا يسلمن القلب واحدة تلوى أخرى ليتعاهدن بي الشباب أن ينقضي وإن حاولت..
لكن أنى لي منه هذا التعقل وهو بعد لم يقض منهن إربه وبقايا حاجاته ما زالت لدى ابنة حواء لم يشبعن وطره
.. بل كيف يستكين للرشد وأسهمهن تطيش على قلبي وهو الغر وإن مالت السنون بلا اختيار منه تجلله بالخجل وهو لذاك أقرب مخافة أن يُرمى بالعتب أو يلحق بملامة، إلا وتبقي عليه ما يريب!!
[نور] نوّرت وإن مضت قبل أن تغرقني في يمّها مخافة على قلبي فقط، فكان علاجها لهوىً علي بدا نحوها بأن تلقي علي صفحة الإعراض عن أقع بشباك من ليس لي إليها سبيل..
مضت الخميلة بتثاقل من ودّ أن يبقى.. عدى خطى من الخجل تحفزها فقط من كانت إلى مسربها تسحبها (أن تتم ) المضي خلف وجهتها..
.. أو كذا بدا لي عن حالها إن لم أخادع نفسي أو بالأصح أغش قلبي الذي بالفعل غشى عالمها الصغير ليستنير فيزهر من فواحها المبهر..
أو عساه يزخر مما من أعطافها يتعطر..
- عبد المحسن المطلق