أبكيك حباً ورفيقاً ">
في رثاء الأخ العزيز: زيد بن فهد الزيد -يرحمه الله-
تأمل في حياتك باعتبارٍ
فهل أعمارنا إلا عواري
فما كانت لنا الأقدار طوعًا
وما كانت وفاتك باختياري
ولكنْ حكمُ من خلق البرايا
وأمر الله في الأكوان جاري
إلهي قد رضيت بما أتاني
نوائب كم أشد لها إزاري
إله الكون عفوك يا إلهي
فما بي غير حمدك واصطباري
وهب لي من لدنك هدى وعفوًا
واتبع ليل حزني بالنهار
فيالله كم فطرت قلوب
على كمد ودمع العين جاري
ويالله كم فُجعت نفوسٌ
لباكية وأولادٍ صغارِ
فهل أبكيك حبًا أم رفيقًا
وهل يكفيك عن لومي اعتذاري
سقى هطل الغمام ثراك سحًا
بأنواء كأمواج البحارِ
وأُلبستَ الحرير بدار خُلدٍ
وأُدخلتَ الجنان بلا انتظارِ
أما والله لا أنساك دومًا
وإنْ نطق الجدار عن الجدارِ
ولو عصفت رياح الكون تعلو
تهيل الترب تكسو كل عاري
فهد عبد العزيز المناع - تمير - سدير 1437هـ