للفقد طعم مر ومالح يشعر به من فجع بأحد أحبائه.. وكتاب (الغرفة 29) إعداد جاسم بن علي الجاسم يحيك تجربة قاسية.. هي تجربة الفقد بعد رحيل أحد الغالين.
يقول: كانت تجربتي قاسية عندما جربت الوداع الأبدي.. لم أصدق بأنها تودعني إلى الأبد..
خرجت من باب غرفتها رقم 29 بالطابق الثالث في وقت متأخر من الليل..
على غير العادة.. إحساس قلب الوالد دليله، يقول لن تلتقي بها ثانية.
عدت مرة أخرى بعد خروجي قبلتها قبلة وداع طويلة وكأن هذه القبلة الأخيرة في الحياة رغم علمي بأنها في حالة غيبوبة قد لا تحسس بوجودي.
رحلت سعاد في لحظة ساكنة باردة.. كفراشة جميلة بكل هدوء فتك بها المرض
وخانتها الظروف
وسيطر على حياتها لا خوف
أذكرها بالأمس كيف كانت صغيرة بريئة تلعب بالدمى طاهرة تشبه ماء زمزم.
كانت كالسعادة تنتشر حين تدخل المكان
تلفت نظر كل من حولها
كان لها جمال خلق لا يختلف كثيراً عن جمال أخلاقها متمسكة بالحياة إلا أن الحياة أفلتت من يدها.