إعداد - فواز أبو نيان:
في بلادنا رجال مخلصون قدموا الكثير للوطن ولأبناء الوطن.. عملوا بجد وعلى مدى سنوات طويلة وفي مجالات متعددة وساهموا في تقدم ورقي الوطن.
من هؤلاء الرجال الشيخ أحمد صلاح جمجوم.. وقد أحسن الأستاذ بدر العباسي حين ألف كتاباً عنه وكشف المزيد عن شخصية ذلك الرجل العصامي.. وأبرز بعض الجوانب من سيرته العطرة وحياته العلمية والعملية..
وقد تضمن الكتاب معلومات قيمة وحكايات نادرة وتجارب ناجحة تحدث عنها قيادات بارزة في مجالات مختلفة أنصفوا الشيخ أحمد صلاح جمجوم رحمه الله.
وجاء في الكتاب: من مآثر الشيخ أحمد الحميدة تمسكه بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حيث وضع نصب عينيه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) في كل أعماله التي كان يقوم بها..
وتجلى ذلك خلال اجازته السنوية التي كان يقضيها في مزرعته بتونس حيث بنى جسداً ضخماً في طرف المزرعة سماه مسجد أم هاني.. وهي السيدة الفاضلة نائلة عجاج زوجة الشيخ وأم أولاده ورفيقة الدرب من أوله..
كان يمشي مسافة كيلو متر يومياً ويصلي الفجر ويعود إلى الراحة ثم يبدأ قراءة القرآن الكريم، ثم يعمل في المزرعة مع الفلاحين ويشرف على الزراعة بنفسه.
وأشار عدد من المثقفين والكتاب إلى نجاحاته المبهرة في الأعمال التي تولاها.. وكذلك إلى أفعاله الانسانية التي لا تنسى..
يقول الأستاذ خالد المالك:
جاء إلي من يطلب شفاعتي لدى الفقيد في دين مستحق عليه لم يكن قادراً على سداده وكان الرجل قد أفلس، ولم يستطع سداد قيمة السيارات التي اشتراها من شركة الشيخ أحمد صلاح جمجوم واخوانه بثمن كبير، وكنت على يقين من صدق ما يدعيه المدين وأن السيارات التي اشتراها وأجرها لسائقين لنقل البضائع بين المملكة وبعض الدول المجاورة لم تعد في يده بعد أن استولى عليها سائقوها من جنسيات عربية وأجنبية خارج المملكة، لذا توجهت إلى جدة وهناك اجتمعت بالشيخ أحمد وبأخي الدكتور صالح المالك، وعرضنا عليه الأمر وكان الوقت ظهراً فأجل الرد لأن وقت صلاة الظهر قد حان، وبعد أداء الصلاة وتناول القهوة والشاي واستماعه إلى مزيد من التفاصيل أبلغنا بتنازله عن كامل المبلغ ودون أن يترتب على من توسطنا له أي مطالبات مالية.
ويقول الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين: كان أحمد صلاح جمجوم مثالاً للمواطن الصالح الحقيقي فمثله قليل في الرجال.. ومثله قليل في المواطنين، فقد كان يذيع صيته بالخير والحب والتواضع والوقوف على حاجة الناس.
ويقول أ. محمد عمر العامودي: كان يوصف برجل الادارة ورجل الأعمال لكنه كان يتربع على عرش الأدب بجدارة.. كانت حياته أدباً وشجاعته أدباً.. كان انساناً ومعلماً.. كان أحد رجال جدة المعتمدين شعبياً لفض الخلافات بين الناس.. تحس بوجوده بقوة في كل دوائر الخير والعمل الصالح.
ويقول أ. أحمد محمد محمود: الشيخ أحمد صلاح جمجوم رحمه الله رجل الفضل والاحسان رجل المبادرات رجل الإخلاص والجد والتواضع، رجل الكرم، رجل الصفاء والنقاء والخير.