الحمدلله أنعم على من شاء من عباده وأفاء وجعل منهم أئمة وملوكاً وسلاطين وخلفاء وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم الجهر والخفاء وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله إمام الحنفاء صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه السادة الشرفاء وبعد: فإن سلمان بن عبدالعزيز.. سابع ملوك الدولة السعودية الثالثة، وقائد الأمة.. ونصير السنة هو شبيه أبيه الذي نطق بِحِجَاجِه، وسار على منهاجِه، وقائد الأمة الذائد عن حوزتها والمناضل عن بيضتها، سليل المجد والملك والرياسة، وسيد الحكم والإدارة والسياسة، حكيمُ ذوي الأقدار وعظيمُ ذوي الأخطار، أحكم في عام، ما أبهر به الحُكَّام، فنصبَ أعلام الدين، ونهج سننَ الصالحين، وقطع يد العابثين، وحافظ على جماعة المسلمين، وصان الدولة عن أطماع الطامعين وعبث الجاهلين وسفه الغَاوِين، وسلّ سيف الحق في وجه من لجّ في الغلو والإفراط، وجار عن سواء الصراط، وقطع يد العميل الدخيل، الذي يُعِدُّ الدواخيل، ويصنع الدواحيل، ويحفر الأحافير، فثقلت على المفسدين المتربصين وطأتُه، وشردت بهم ولايته وسياسته، وأثخنتهم قوته وصولته، ونالتهم بالخزي نقمته، وهالهم حزمه وعزمه وصرامته، ونكّس أعلامَ الفسقة المراق، وخضد ما ظهر من نواجم أهل الشقاق، فأطفأ نائرتهم، واجتث ثائرتهم، وأخبى فتنتهم، فشكراً أيها الوالد القائد فقد عزّ في عهدكم الميمون وطنٌ سمت بحزمكم مراقيه، وثبتت بعزمكم سواريه، وخسئ بجولتكم من يعاديه وفشلت بصولتكم مرامي من يناويه، وتلك والله عزيمة القائد الذي تواضع لحكمته العظماء وذلّ لهيبته الأقوياء ذلكم هو سلمان الوفاء والله أسأل أن يحفظه بحفظه ويمده بعونه ويمتعه بالصحة والعافية ويجزيه خير الجزاء وأوفاه على ما قدمه لدينه ووطنه وشعبه والأمتين العربية والإسلامية وأن يبارك في عضديه ولي عهده وولي ولي عهده ووزرائه وأعوانه إنه جواد كريم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كلمة إلى من شق عصا الجماعة..
يا من تمسّكتَ بالشِّراد، وأخذتَ بالعناد، ولججتَ في البغي والفساد، يا من قلتَ ما يُستفظعُ في السمع، وتفوهتَ بما يستبشعُ في الطبع، يا من خلعتَ الطاعة، وشققتَ عصا الجماعة، يامن أُخِّرَت وأُنظرت، وأُجِّلَت وأُمهلت، فما زادك الإنظارُ إلا اعوجاجا، ولا التنفيسُ إلا ارتدادا، فخرجت مزهوّاً في باطلك، تائهاً في معاطنك، أقصرْ وأبصرْ وراجع الحق، وإلا سوف تُؤخذُ وخدُّكَ عافرْ، وتوقفُ للقضاء العادل وأنت صاغرْ، يا صاحب الثؤاج خلفك النحيم، يا صاحب الجؤار خلفك الزئير، يا صاحب النزيب خلفك الصهيل، فتبْ وبادرْ، قبل أنْ ينزلَ بك ما تحاذرْ، وإن لم تتب مختارا، فانتظرْ البتّارا.
صلاح بن محمد البدير - إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف والقاضي بمحكمة الاستئناف بالمدينة المنورة