في مضايا حكايةٌ سوف تروى
أنّ يوماً يقالُ ماتوا جياعا
في مضايا وليس شيئاً جديداً
أن نرى أمةً تُعاني ضَياعا
هل ترانا نحسُّ أم قد فجعنا
بشعورٍ كما فجعنا طباعا
بين نفسي حديثُ لومٍ طويلٍ
ونزاعٍ أحال عني اهتجاعا
من ترانا ومن يكونون حتى
لا نرى بأساً أن يموتوا وجِاعا
كل شيءٍ يهونُ إلا شعوبٌ
مسَّها ظلم من لها قد أجاعا
في مضايا حكايةٌ من دموعٍ
سوف تُحكى لمن يطيق استماعا
في مضايا تجول أشباحُ هلكى
وتمصُّ التراب فيها ارتضاعا
في مضايا مناحةٌ كلَّ يومٍ
وثكالى شققْنَ فيها القناعا
في مضايا يموت طفلٌ وشيخٌ
وصبايا ملأن تلك الضِّياعا
في مضايا يفتُّ قلبي فتاتٌ
قد أحاطوا به وراموا انتفاعا
في مضايا طعامُ قومٍ حشيشٌ
ونساءٍ فقدن حتى النخاعا
في مضايا يجيّشُ الموتُ جيشاً
استباحَ الحمى وهدَّ القلاعا
في مضايا حساؤهمْ ماء وحلٍ
لصبيٍّ أراد يوماً رضاعا
في مضايا تعبت مما أراه
وفؤادي يذوق منها التياعا
في مضايا شككت أنا أناسٌ
أي شيءٍ نعدُّ إلا سباعا
في مضايا وأي شيءٍ مضايا
غير نزفٍ يدوم يأبى انقطاعا
أطعموني على فمٍ من جراحٍ
ناشدت متخمين فينا شِباعا
أطعموني أليس فيكم أبيٌّ
أو كريمٌ يمد نحوي ذراعا
أدركوني فقد تحققت أني
سوف أفنى إذا أطلتم خداعا
إنَّ حزباً تكوّنَ الشرُّ منهُ
هو من جرَّ هذه الأوضاعا
ومحالٌ بأن يرام صلاحٌ
أو ترجِّي البلاد منا انتفاعا
ورؤوس الفساد دبّت تبثُّ
السّمَّ حتى أتى علينا تباعا
فأفيقوا فليس في الأمر مزحٌ
ثمَّ جدّوا فقد سئمنا اضطجاعا
فاقطعوا رأسَ حيَّةٍ إن أردتم
أن تداووا بما ألمَّ الصداعا
بؤرة الشرّ إن أردنا علاجاً
ودواءً فليس إلا اقتطاعا
قد رأينا إيران تغلي بغيظٍ
ولوجهِ إيران منا امتقاعا
يا جزى الله الحادثات بخيرٍ
قد عرفنا الصديقَ ممن تداعى
قد رأينا الذين قاموا بنصرٍ
ورأينا الذين مرّوا سراعا
من كسلمان وابنه في البرايا
حاز مجداً مؤثلاً لن يضاعا
قاد للحزم أمةً من إباءٍ
وتعصّى على العدوِّ اختضاعا
ألجم الفرسَ يوم أن قال موتوا
يا غلاظاً بغيظكم لن نراعا
فاستكانوا وأيقنوا أنَّ سلما
نَ قويٌّ إن همْ أرادوا قِراعا
أيها الفرسُ لا جديدٌ لدينا
نحن شمُّ الذرى فكونوا رعاعا
اقرأوا الماضيْ إنْ جهلتمْ ففيهِ
كلُّ شيءٍ لمن أراد اطّلاعا
أولسنا الأباة إن ريم ضيمٌ
أو لسنا الحماةُ ذبّوا دفاعا
نحن بالله إن أردنا محالاً
يا بغاةً فلن نضيق اختراعا
نحن في أمةٍ تداركها الله
بسلمانَ يوم أن رمنا ابتياعا
إن شعباً أراد سلمان شعبٌ
قد أحبَّ الوفا ورام اقتناعا
من ترى غيرهُ نرجّي لخطبٍ
مدلهمٍّ إذا أردنا ادَّراعا
فهْو إن جدَّ جدَّ حتى تراهُ
ليس شيءٌ عليه يلوي امتناعا
آهِ إني أحبُّ سلمانَ حباً
يملأ الأرضَ لو تبدّى وذاعا
بيعةٌ في أعناقنا سوف يقفو
من أتى بعدنا يريدُ اتّباعا
والإله الذي رعى سوف يحبو
مجدَهُ قائداً كريماً مطاعا
إن آل السعود كانوا قديماً
هم حماة البلاد قولاً مذاعا
فتأنوا فسوف يأتي زمانٌ
سوف نحيا المنى ونلقى اتساعا
- خالد الغيلاني