المعارض الاستهلاكية ينقصها الإبداع والابتكار.. ونعمل لجعلها حدثًا ينتظره الجميع ">
"نحن في تنظيم الرياض، نسعى لجعل المعارض الاستهلاكية السعودية، حدثًا عالميًا ينتظره الجميع " ـ بهذه العبارة اختتمت سيدة الأعمال السعودية، سارة بنت عبدالوهاب بن سلوم السلوم لقاءها مع "الجزيرة" ـ ونحن ابتدأنا هذا الحوار بهذه الجملة الختامية لما تحمله من أهمية تعبر عن المنهجية التي تسير عليها شركة تنظيم الرياض للمعارض والمؤتمرات.
o حدثينا عن اختيارك لإلقاء ورقة عمل في يوم لقاء قادة المستقبل في المنتدى السعودي للمؤتمرات والمعارض الذي أقيم مؤخرًا في مدينة الدمام؟
* بداية أود أن أتقدم بالشكر للقائمين على البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات وعلى رأسهم المهندس طارق العيسى المدير التنفيذي للبرنامج الوطني على الثقة التي منحوها لي، ولا أخفيكم أن الاختيار كان مفاجئًا بالنسبة لي لكنه بمنزلة التحدي الجديد الذي لا بد أن أخوضه فنحن في الشركة أسسنا طوال الفترة الماضية خطًا جديدًا في المعارض الاستهلاكية ومختلفًا جدًا وهذا الاختيار جاء مكملاً للتميز الذي نعمله مما جعلني أقبل هذا التحدي الذي أخوضه للمرة الأولى فإلقاء ورقة عمل أمام شخصيات لها باع طويل في القطاع وفي مؤتمر يرعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات ليس بالأمر السهل، لكن ولله الحمد استطعت أن أتجاوز هذا التحدي بكل نجاح وقدمنا ورقة عمل كانت محل استحسان الجميع.
وبهذه المناسبة ومن خلال هذا المنبر، أود أن أبعث بشكري لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث ورئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، على الثقة الكبيرة التي أسندت إلى وذلك باختياري من ضمن المجموعة الاستشارية في البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات.
o ما هو تقييمك لمشاركات تنظيم الرياض في عام 2015 من حيث المعارض والمؤتمرات التي أقيمت تحت إشرافكم؟
* في الحقيقة أننا في الشركة كنا نرى أن عام 2015 سيكون هو بداية فعلية لتطبيق أفكارنا ذات البعد الاسترتيجي التي نريد من خلالها أن نؤسس لعمل احترافي 100 في المائة فالبداية عالم سارا 2011 كان أشبه بمحاولات ولا استطيع أن اسميها بعمل متكامل لأسباب كثيرة، لعل أهمها أنني كنت جديدة على المجال، وأيضًا كانت هناك صعوبات لتقبل عمل المرأة، لكن ولله الحمد كان هناك من ساعدني ووقف معي في البداية وجعلني أصل لما أنا عليه الآن فوالدي ووالدتي كانا أهم داعم لي ولم يشعرونني بأي خوف من هذا المجال بل كان لوجودهم دور كبير في تجاوز عقبات البدايات.
o عالم سارا الخامس كان واحد من أهم الأحدث في قطاع المعارض على مستوى المملكة في عام 2015 ما هي أسباب هذا النجاح الكبير لكم في هذا المعرض؟
*لقد كان لدينا طموح كبير في الشركة خصوصًا بعد إقامة الدورات الأولى والثانية والثالثة والرابعة لعالم سارا وكنت أتحدث كثيرًا مع الزملاء في الشركة أنه رغم النجاح الكبير الذي تحقق في الدورات الأربع السابقة، إلا أنني لست راضية حتى الآن عن مستوى المعرض، فكنا نجتمع بشكل يومي مع المستشارين لكي نوجد فكرة مختلفة وجذابة ومبتكرة بغض النظر عن التكاليف لأننا نملك القدر والطموح لكي نجعل العمل أكثر إبهارًا وتميزًا، وبعد شهور من الأفكار توقفنا عن (عالم سارا من قلب أوروبا) هذا الاسم الذي اخترناه لعالم سارا الخامس، بدأنا التصاميم واعمل عليها قبل المعرض بـ 9 أشهر فخرجنا ولله الحمد بمعرض وبحسب ردود الفعل يعتبر الأميز والأكثر إبهارا والدليل هو ارتفاع عدد زوار المعرض من 35 ألف زائرة عام 2014 حتى وصلنا ولله الحمد لـ80000 زائرة في 2015 وهذا الرقم كان مفاجئا بالنسبة لي لكن اتضح أن العمل كان يستحق هذا الحضور.
o قطاع المعارض الاستهلاكية يشكل رافدًا مهمًا للاقتصاد الوطني من خلال دعم عمل المرأة وإيجاد بيئة مناسبة لها أنتم في تنظم الرياض ما هي رؤيتكم لهذا المجال عمومًا؟
* الكل يعلم مدى أهمية قطاع المعارض عمومًا في كل بلد بحيث تشكل ركيزة أساسية يعتمد عليها في دعم السياحة ونحن في المملكة خطونا خطوات جيدة لجعل هذا القطاع محوريًا وذا رؤية تصب في الناتج المحلي الاقتصادي لكن رغم الجهود المبذولة إلا أننا ما زلنا متآخرين عن الكثير من الدول في هذا المجال وأنا متفائلة أن البرنامج الوطني لديه رؤية شاملة عن هذه السلبيات التي لا بد أن نتلافها لكي نصل لمصاف الدول المتقدمة في هذا المجال عمومًا، أما من ناحية المعارض النسائية (الاستهلاكية) خصوصًا فلا أخفيك أن العمل بها ليس على قدر الطموح فالغالب من المشاركات أصبحت تعمل فقط لأجل إقامة معرض يضاعف الدخل لهذه الشركة أو تلك ونحن هنا لا نغفل أن الجانب الربحي عنصر مهم لكن لا بد أن تكون هناك رؤية واضحة تعكس جودة هذه المعارض تميزها فالابتكار أصبح معدومًا وحتى ما يقدم داخل هذه المعارض أصبح مكررًا ولا يرتقي لما نريده نحن النساء، فما نريده في معارضنا أن تنعكس أفكار المرأة السعودية وتطورها ورقيها وذكاؤها على تنظيم معارضها فالمرأة عمومًا يعرف عن الاهتمام بالتفاصيل والإبداع واللمسات الجميلة غير المتوقعة لكن في الفترة الأخيرة للأسف لا نرى هذه الأشياء في المعارض النسائية، وحتى لو سألتني عن أسماء معينة لأخبرتك ماذا ستقدم في معرضها ومن المشاركين وما هي طبيعة التصاميم بسبب أننا للأسف نبحث فقط عن الربيحة وهي حق مكفول لكل من ينظم لكن لا بد من التغير والتطوير والإبداع، فالمساحة التي أعطيت للمرأة من حكومة خادم الحرمين الشريفين سواء في مجلس الشورى أو في العمل لا بد أن تستغل بشكل جميل يعطي انطباعًا مميزًا أننا نستطيع أن نقود للتغير والتطوير في بلدنا الذي يستحق منا أكثر مما قدمنا.
o الكل في هذه الفترة يتحدث عن عالم سارا 2016 خصوصًا بعد التغيرات الكبيرة في عالم سارا 2015 ما هو الجديد؟
*عالم سارا الماضي أوقعنا في تحدٍ صعب جدا، بحيث جعلنا نعمل منذ آخر يوم في المعرض الماضي حتى اليوم لكي نخرج بابتكار جديد وغير مسبوق ويكون أفضل من سابقة، لأن المشاركين والزوار لديهم شغف وحماس كبيرين لما سنقدم والعمل تحت الضغط متعب وفي نفس الوقت جميل لأنه يشعرك بأهمية ما تعمله وأن هناك من سيشاهدك وهناك من ينتظرك وهناك كذلك من يتحرى سقوطك وكل هذه الأسباب تجعلك تحت الضغط لكننا ولله الحمد قادرين على التحمل والإبداع، أما عالم سارا 2016 فقد انتهينا من خطوطه العريضة وأصبحنا جاهزين للعمل عليه وقد قررنا أن سيكون في نهاية شهر شعبان القادم بإذن الله حيث سيكون اسم المعرض هذا العام (عالم سارا من الشاطئ) وسيتم الإفصاح قريبًا عن طبيعة التصميم المنفذ في المعرض، إضافة إلى حدث جديد سنعلن عن كافة تفاصيله لاحقًا حيث سيكون هناك معرض لتنظيم الرياض لكن خارج الحدود وتحديدًا في بريطانيا وسيكون مرتكزًا حول تراثنا السعودي بين المحلية والعالمية بإذن الله.