بغداد - وكالات:
اتفقت القوى السنية العراقية، خلال اجتماع لها مع رئيس البرلمان، سليم الجبوري، على مقاطعة جلستي البرلمان والحكومة، يوم أمس الثلاثاء، بسبب انتهاكات الميليشيات الشيعية بحق المدنيين في ديالى.
كما بحثت القوى السياسية السنية رفع مطالباتها للمؤسسات الدولية؛ للتحقيق في انتهاكات الميليشيات في ديالى، حيث شهدت المقدادية مقتل 100 شاب من أهالي المدينة، بحسب مصادر عراقية، إضافة إلى تفجير نحو 10 مساجد سنية خلال الأيام الماضية.
وتعاني منطقة المقدادية، التي تبعد 60 كلم عن العاصمة بغداد، من حصار خانق لليوم السادس، حيث تحاصرها الميليشيات المسلّحة بالكامل بعد أن انتهكت حرمة مساجدها وقتلت عدداً من الأهالي الذين ناشدوا - وما زالوا - رئيس الحكومة، حيدر العبادي، فك الحصار عنهم وإنهاء الوجود المسلح.
وقد دفعت واقعة المقدادية بمسؤولين كبار إلى زيارة المنطقة والإدلاء بتصريحات عما آلت إليه الأوضاع، لكنّ تصريحاتهم، وبحسب مصادر مقربة، لم تكن مباشرة منها بل من بعقوبة التي تبعد عنها 35 كلم، حيث لم يتمكن أي من المسؤولين الوصول للمدينة المحاصرة، إلا رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان، حاكم الزاملي.
ويقطن المدينة أكثر من 200 ألف نسمة بعد أن عادت إليها عائلات مهجرة باتت مهددة بالخطف والقتل من قبل الميليشيات التي ولّدت مخاوف لدى الآخرين من عدم العودة لديارهم، وهو أمر وصفه بعض الساسة بالخطير, قد يدفع إلى التغيير الديمغرافي، وفقاً لمصادر برلمانية وعشائرية.
أما الأوضاع الإنسانية في المدينة، وبحسب مصادر عشائرية وطبية، فأصبحت متدهورة بسبب نقص الغذاء والدواء وغلق الأسواق، إضافة إلى تخوّف الأهالي من التنقل الذي قد ينتهي إلى مقتلهم، كما حدث مؤخراً لطبيب وشيخ جامع لم يمتثلا لأوامر الميليشيات.
ورغم التقارير الأمنية عن اعتقال مسلحين من الميليشيات، فإن المراقبين أكدوا أن تدهور الأوضاع الأمنية في المقدادية ينذر بكارثة إنسانية وسط عجز الحكومة عن حسمها.
من جهة أخرى لقي رجلا أمن عراقيان مصرعهما, بينما أصيب 4 آخرون بجروح متفاوتة؛ إثر حادثي عنف منفصلين في بغداد أمس.