احتفلنا بمناسبة غالية على قلوبنا جميعاً, مناسبة الذكرى الأولى لبيعة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» ملكاً للمملكة العربية السعودية في الثالث من ربيع الآخر من عام 1436هـ الموافق للثالث عشر من يناير لعام 2015م.
كم أنا فخور ومحظوظ أنني كنت من الذين شرفوا بالعمل في خدمة سيدي «حفظه الله» لأعوام عديدة في إمارة منطقة الرياض، لأكون قريباً من هذه الشخصية العظيمة, لذا ما حدث من إنجازات إدارية واقتصادية وسياسية في هذا العام يدعو للفخر والاعتزاز لكل مواطن ومواطنة وسيخلّدها التاريخ، إن شاء الله, (وأمدّ الله في حياة سيدي خادم الحرمين الشريفين).
عندما تتحدث عن الإدارة والسياسة والاقتصاد, فإنّ أول ما يدور في الفكر هي شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز «رعاه الله».
ولأنّ الكثير ممن كتب عن هذه المناسبة الغالية علينا جميعاً تناول ما تم إنجازه خلال هذا العام على يده الكريمة، لذا سأركّز على نقطة هامة جداً ألا وهي (توقيت اتخاذ القرار).
لعل المتابع الحقيقي لسيدي الملك سلمان منذ توليه سدة الحكم يرى التسلسل في اتخاذ القرارات وتوقيتها, لذا تجد المراقبين انبهروا بهذا التناغم والتسلسل في اتخاذ القرارات.
فبداية من البيت الداخلي وأعني مجلس الوزراء, فعملية دمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم في وزارة واحدة تسمى (وزارة التعليم) ثم اتخاذ عدد من القرارات بإدخال دماء جديدة لتفعيل المجلس مع التأكيد على الجميع أنّ قرار التعين ليس تشريفاً, بل هو تكليف ومحاسبة. وإلغاء (12) هيئة وجهازاً, ثم توقيت قرار إنشاء المجلسين (مجلس الشؤون السياسية والأمنية برئاسة سمو ولي العهد وزير الداخلية, ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية برئاسة سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع.
تم يأتي توقيت قرار (عاصفة الحزم)، والذي أعاد الشرعية لدولة اليمن الشقيق, حيث علّق عليه بعض الخبراء السياسيين والعسكريين من الدول الأجنبية بأنّ هذا القرار لو تأخر فترة بسيطة؛ لعانت المنطقة من تداعيات التدخل الأجنبي، فقد أعاد هذا القرار الصعب الهيبة للأمتين العربية والإسلامية في تحالف عربي إسلامي, وكانت رسالة واضحة للعالم بأسره أن المملكة تملك قائداً يستطيع أن يقودها بكل قوة واقتدار. وبعد ذلك جاء قرار (إعادة الأمل ) والذي بعث برسالة للجميع أن التدخل هو لصالح إخواننا في اليمن من حكم العصابات والمليشيات.
قرار إنشاء حلف إسلامي يضم (34) دولة لمحاربة الإرهاب في هذا الوقت الصعب جاء رداً على كل المشككين في دور المملكة القيادي في محاربة الإرهاب.
تنفيذ الأحكام الشرعية في (47) متهماً بالإرهاب، والذي علّقت عليه بعض الأقلام المأجورة بأن التوقيت لم يكن مناسباً لتنفيذه، واتضح العكس من خلال تصرف إيران حيال السفارة والقنصلية السعودية في إيران, مما كشف الوجه الحقيقي لها. تضامن الدول العربية مع المملكة في وجه الغطرسة الإيرانية كل هذه تداعيات خلفها هذا القرار.
قرار عدم تخفيض إنتاج المملكة للبترول، صحيح قد يؤثر على المملكة في نقص عائداتها في الوقت الحاضر ولكن مستقبلاً وكما شهد به خبراء الاقتصاد سيؤتي ثماره الإيجابية في نهاية هذا العام 2016م ليس على المملكة فقط ولكن على دول منظمة الأوبك جميعاً. إذن نحن أمام شخصية فذة تعلم متى وأين ولماذا تأخذ قراراتها.
أسال الله العلي القدير أن يحفظ سمو سيدي خادم الحرمين الشريفين وأن يمد في عمره؛ ليقود هذه البلاد إلى تطلعات مواطنيه وأبناء الأمتين العربية والإسلامية، ويحفظ نائبيه سيدي ولي العهد وزير الداخلية، وسيدي ولي ولي العهد وزير الدفاع.
سحمي بن شويمي بن قويز - المستشار الخاص المشرف العام على مكتب سمو أمير منطقة الرياض