من يرى ويسمع ويقرأ تفاصيل العهد الجديد للمملكة العربية السعودية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في للبلاد، يدرك مفتخراً بأن هذه البلاد عادت كما كانت قائدةً لأمة الإسلام وموحدة لصف العرب تحت راية العز والفخر والمجد «لا إله إلا الله محمداً رسول الله».
إن السياسة السعودية الجديدة ليست وليدة الصدفة بل هي إمتداد للفكر الحكيم والرأي السديد لقادة هذه البلاد في التعامل مع كافة الظروف الجيوسياسية وفق ما تقتضيه المرحلة، نظراً لوقوف هذه البلاد على قاعدة صلبة تأسست منذ عقود على نهج قويم ورؤية واضحة وسياسة متوازنة في التعامل مع كل المقتضيات الراهنة التي تمر بها المملكة العربية السعودية.
خادم الحرمين الشريفين ومنذ توليه مقاليد الحكم استطاع بخبرته الطويلة في قيادة منبع الحكم السعودي لأكثر من 40 عاماً أميراً لمنطقة الرياض ولكونه مستشاراً قوياً وصلباً لإخوانه ممن سبقوه في قيادة هذه البلاد المباركة في أحلك الظروف وأصعب المراحل، أزالت من العقول الغرابة والتعجب عن كيفية إدارته لدفة الحكم بحنكته الإدارية وسداد رأية وقوة منهجه المستمد من الكتاب والسنة ووضوح تعامله مع كافة الأطراف على المستويين السياسي والمحلي بكل أطيافه.
عام مضى عكس الملك القائد عبر قراراته التاريخية الكثير من الدلالات على أن منهجه لن يتوقف عند القول والدبلوماسية فقط بل سيتعدى ذلك إلى تفعيل الرؤية وتقويم الخطأ إن وُجد بكل حزم وعزم دون إعطاء المساحة في التمادي والمزايدة تجاه مصالح المملكة المنبثقة من مصالح الأمة الإسلامية والوحدة العربية، ومما لا شك فيه أن الكثير من القرارات الداخلية والخارجية المتزامنة في التوقيت المتوافقة في الحزم لهي دليل على أن زمن الصمت والهدوء تجاه كل مقصر أو معتد لن يستمر بأي حال من الأحوال.
إن ما تحقق من منجزات داخلية في عهد هذا الملك الاستثنائي وفي هذا التوقيت الاستثنائي هو نتاج تخطيط إداري ناجح تحقق من خلال إدخال العديد من التغييرات في مؤسسات الدولة ومنهج التعامل والمرونة العالية في متابعة الخطط والبرامج وترسيخ مبدأ المحاسبة لكل مقصر يتواني في خدمة الوطن والمواطن عبر التغيير الجذري والنقلة النوعية في قيادات شابة تدير مستقبل هذه البلاد نحو تغيير إيجابي لا يتعارض مع قيمها ومبادئها التي نشأت عليها، ويؤسس لمرحلة جديدة لدولة كانت ولا زالت تصدع بالحق وتدافع عن قضايا الأمة وتنصر الأشقاء وتصد كيد العابثين من أعداء الأمة. فسلمان الحزم والعزم ومنذ توليه الحكم إنطلق بقوة نحو أسمى أهدافه في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم وترسيخ مبدأ العز والفخر لتكون جسداً واحداً كالبنيان المرصوص تصد بترابطها وتلاحمها كل من يتربص للإسلام والمسلمين. أطال الله عمرك يا خادم الحرمين الشريفين وأعانك على طريق الحق والخير وسدد خطاك لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين.
عبدالعزيز بن محمد البابطين - العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة نادك