من النعم الكثيرة للمولى جلت قدرته علينا في بلادنا الغالية أن مَنّ الله علينا بقيادة حكيمة وأمينة تسعى لكل ما فيه خدمة الدين والشعب وراحته ورقي الوطن، وهي سياسة حكيمة ونهج كريم بدأه مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيّب الله ثراه - وتابعه أبناؤه البررة من بعده.
والمناسبات الغالية والجميلة في مملكتنا العزيزة كثيرة، وهي تمر علينا بين الفينة والأخرى، نفرح بالاحتفال بها ونسعد بذكرها ونستلهم العبر منها، من تلك المناسبات: مناسبة وطنية عزيزة على قلوبنا تعتبر منعطفا هاماً وسجلاً حافلاً من الإنجاز في تاريخ بلادنا الغالية، وهي مرور السنة الأولى لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.
ها هو مليكنا خادم الحرمين الشريفين يقود السفينة بحنكة واقتدار في ظروف عصيبة ودقيقة تمر بها المنطقة والأمة وتحيط بنا من كل حدب وصوب، فالحروب والجماعات الإرهابية تهدد الأمن والاستقرار العالميين وتتربص بالأمن والاستقرار والتنمية، كما أن عجلة الاقتصاد العالمي تدور في تباطؤ ملحوظ، مما أثر على سعر البترول، وهذا بدوره سيؤثر على نفقات الدول المنتجة وميزانياتها.
إن ما يمتاز به الملك سلمان وحكومته الرشيدة هو إدراكهم التام لهذه الظروف، فقد عاصر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - قيام وتطور هذه البلاد المباركة، وفترات الملوك السابقين -رحمهم الله جميعاً- وما شهده العالم من تقلبات وأحداث سياسية واقتصادية كبيرة وخاصة خلال فترة الثمانينيات الميلادية في القرن الماضي عند انهيار سعر البترول وأزمة الخليج الأولى والثانية إلا إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - لم يَحِدْ عن الثوابت في عهد من سبقه من الملوك - رحمهم الله جميعا- ابتداء بالمؤسس - طيب الله ثراه - حيث كتاب الله، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم للبلاد منهجها، وأمن الوطن ورفاهية المواطن هدف.
إن خادم الحرمين الشريفين يمتاز بالحكمة البالغة وبالشجاعة المطلقة، ويصدح بالحق بدون مجاملة ولا مراءاة، فالمدة الزمنية التي قضاها أميرا للرياض وما تلاها من مناصب أثبتت أنه رجل حكم وإدارة وتخطيط وحزم وعزم.
عام اعتلى فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم يجد المتأمل فيها كل المؤشرات الحاضرة والمستقبلية والمنجزات الحضارية تدل على أننا نعيش فترة ذهبية بإذن الله على كافة الأصعدة والمستويات السياسية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها.
إن كل الإنجازات التي تزخر بها بلادنا ما هي إلا شواهد على عطاء هذا القائد الكبير لشعبه، في مقابل الحب الصادق والتقدير من الشعب المخلص الأبي، تمثّل هذا الحب في صور رائعة من التلاحم والتعاضد والتأييد بين الشعب وقائده في هذه الظروف العصيبة.
فقد كانت لتلك النجاحات التي حققها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الصعيد الدبلوماسي وفي السياسة الخارجية وأسلوبه المتفرد في الحكم وفي التعامل مع الأحداث والأزمات تؤكد ما لدى هذا القائد الفذ من إدراك ورؤية واضحة ومواهب نادرة وباع طويل باعتباره سياسيا مخضرما ومتمرسا واستراتيجيا من المعيار المتميز.
ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نعتز بعاصفة الحزم والعزم والأمل، هذه الخطوة الحازمة في تاريخ مملكتنا الحبيبة حين أراد الأعداء الاقتراب من تراب الوطن وحدوده متجاهلين بأن الشعب السعودي يفتدي بروحه عقيدته ووحدة تراب أرضه، ضاربين عرض الحائط تاريخًا مجيدًا من البطولات والفتوحات وكيف استطاع ملك ورجاله بتوفيق الله توحيد جزيرة كاملة بعد شتات وفرقة وتناحر ليضمها وطن يعمه الأمن والأمان والإيمان والنماء والرخاء والاستقرار.
إننا نعيش مرحلةً حازمةً ليست بالسيف وإنما بالعلم والعمل الجاد، لذلك علينا جميعاً أن نقف وقفة جادة في الإخلاص والحزم بشتى أمور حياتنا ولا ندع صغيرة ولا كبيرة إلاّ وقد سخرناها من أجل بناء وطن تنعم فيه الأجيال القادمة مستقبلًا مجيداً تضاهي به الأوطان الأخرى تقدمًا وحضارةً وتنمية.
أخيراً نسأل الله سبحانه لهذا الوطن الغالي مزيداً من الاستقرار والتقدم والتنمية والازدهار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء ويرحم شهداءنا في الحد الجنوبي ويثبت أقدام جنودنا ويحمي لنا هذا الوطن من كيد الكائدين وحقد الحاقدين، وأن يجعل بلادنا ملاذاً وذخراً للإسلام والمسلمين وقوة على الحق والدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
- د. عبدالله بن حضيض السلمي