قرية بني جار التراثية .. تاريخ يتربع على قمة جبل في محافظة تنومة ">
تنومة - تقرير - محمد آل حصان:
محافظة تنومة واحدة من أجمل محافظات ومراكز منطقة عسير، بما حباها الله سبحانه من تباين في التضاريس، من تشكيلات صخرية ذات طابع خاص، وجبال شاهقة وتدفق لشلالات المياه التي تعد من أشهر الشلالات على مستوى المملكة مثل: شلال الدهناء، وشلالات جبل منعاء الشهيرة.
وتتميز محافظة تنومة بالعديد من المتنزهات الطبيعية التي تطرزت بالوشاح الأخضر الطبيعي، كما تكثر في هذه المحافظة العديد من القرى التراثية التي لا زالت متماسكة بما تكتنزه من إرث للإنسان والمكان.
ومن تلك القرى التراثية.. قرية بني جار الأثرية، الواقعة جنوب محافظة تنومة في جبل قريش إلى الغرب من الطريق الرابط بين أبها والطائف؛ والتي تشتمل على مبان تاريخية قديمة متربعة على قمة جبل يطل على محافظة تنومة. وتشتمل القرية على مساكن من أدوار عدة مبنية من الحجر ومسجد. وقد لمستُ حرص بعض أصحاب البنايات والأهالي على إبقاء معالم التراث على ما كانت عليه، إلا أن هناك بعض المباني - مع الآسف - بدت وكأنها ستؤول إلى السقوط؛ حيث لم تجد الاهتمام من أصحابها بعد أن شيدت من حولها المباني الحديثة.
أحد أبناء هذه القرية محمد بن علي الشهري، تحدث لـ(الجزيرة) فقال: إن قرية بني جار الأثرية من المواقع السياحية الرائعة، لتميز موقعها المرتفع، وإطلالتها على محافظة تنومة من كل الجهات، ولقربها من الشارع العام طريق الطائف أبها. ويضيف: تحوي القرية مباني قديمة عدة ذات تصميم فريد، ومنها: حصن آل عوض المكون من أدوار متعددة، وحصن آل عبدالكريم، وكذلك بوجود مسجد القرية ومبان أخرى عدة ذات تصاميم أثرية وبناء من طراز نادر؛ وهذه القرية تعد مرجعاً تاريخياً للسياحة وعاشقي التراث، وهي وغيرها من القرى الأثرية والتاريخية في المحافظة بحاجة لاهتمام وتأهيل من الجهات المختصة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لكي تحافظ على صمودها أمام عوامل الزمن.
كما أشار الشهري إلى عثوره على قطعة حجرية صغيرة بيضاء اللون تحتوي على حفر وتشكيل قديم ورسومات؛ وقال: إنها تحتاج إلى من يفك ويحل رموزها. الجدير بالذكر أن محافظة تنومة تحتوي على العديد من القرى التراثية المتميزة، كقرية: الدهناء والقرية والحصون وآل سودة والصبيات وغيرها، والتي لا تزال متماسكة وشامخة منذ مئات السنين.