الكرة السعودية اقترن تاريخ إنجازها بحقبة زمنية لم تكن مبالغ تعاقدات اللاعبين ترتبط بالمبالغ الفلكية التي نسمعها ونشاهدها اليوم، كرة الثلج للديون كلما كبرت كلما قلّت بركة الإنجاز للكرة السعودية حتى بات أكثر المتفائلين يردد أمجاد الماضي، ويقول هكذا كنا نحن فأين أنتم اليوم.
الكرة السعودية دخلت في نفق مظلم اختفت كرة الثلج في أروقته حتى باغتت جميع ساسة الحراك الرياضي بحجمها المخيف وبديون باتت الأندية الكبيرة تئن من تضخمها والعجز عن سدادها وأصبح العائق الذي يهددها.
لجنة الاحتراف بحراكها الأخير بقيادة الدكتور عبد الله البرقان وضعت أول الحلول والتي يرى الشارع الرياضي أنها تُعد باكورة العلاج والحراك وأول خطوات التصحيح الذي ينتظر معه أن تذوب كرة الثلج لتصغر وليكون مع اضمحلالها عودة العافية من جديد والتي تمحورت بالقرارات التالية:
1 - تحديد السقف الأعلى للاعب المحلي الذي تتحمّله الأندية وما زاد عنها يتحمّلها الرئيس حتى بعد استقالته.
2 - تُعتبر المبالغ المالية الزائدة عن السقف الأعلى ديوناً شخصية لا تتحمّلها الأندية، ولا تُعد جزءاً من ديونها وعلى اللاعب المطالبة فيها الرئيس خارج المنظومة الرياضية.
3 - يُعتبر حصة وكيل الأعمال جزءاً من عقد اللاعب ومرتبطاً به ولا تتحملها الأندية مما يعني عدم تضخم العمولات بتأخير السداد عما هو بالسابق وارتباط العمولة بين وكيل الأعمال وبين اللاعب.
4 - تقديم المسيرات وتصفيتها بين كل فترة تسجيل وأخرى وتصفيتها أولاً بأول مما يعني عدم وجود ديون بالرواتب وأصبح التسجيل مقترناً بتصفيتها وسدادها.
5 - عدم تسجيل أي لاعب في فترة التسجيل عند وجود أي قضايا بين اللاعبين وأنديتهم أو على النادي من ناد آخر مما يعني تصفية الحقوق المالية مرتين سنوياً الأمر الذي يساعد في إنهائها بوقت أسرع مما كان منتظراً.
هذه بعض المجهودات التي تساعد على الحد من اتساع حجم كرة الثلج للديون إلا أن توجه الاتحاد السعودي بتحميل الأندية قروضاً للعجز المالي وتضخم الديون والذي ينظر إليها أنها علاج للمشكلة إنما هي مخرج للأندية من تخليص الرؤساء من تبعية الديون التي تسببوا بها لإلصاقها بالأندية في فترة الرئاسة ليجد الرئيس نفسه في آخر المطاف عند انتهاء فترته أو استقالته بمخالصة مالية لكون الديون باسم النادي وليس باسمه الشخصي.
هنا ثغرة استفاد منها ساسة الكرة بمباركة من رئاسة الشباب وبموافقة على الضمانة بناء على حقوق الأندية ليجد مسيرو أنديتنا مخرجاً جديداً لاستمرارهم بدحرجة كرة الثلج للديون من جديد لتعود بدحرجتها لسابق اتساعها.
عذراً للجنة الاحتراف.. جهود مباركة لكن اليد الواحدة لن تصفق أبداً ولن يكون لمجهوداتكم أثرٌ إن لم يكن العمل جماعياً وباتفاق الجميع لإنهاء كرة الثلج الأخطر على مسيرة رياضتنا.
- محمد الموسى