غدير عبدالله الطيار ">
دائمًا ما يلفت أنظارنا المظهر الخارجي وما يحدثه من انطباعات قد تؤثر أحيانًا علينا، نعم جميل جدًا أن يلفت نظرنا الجمال الظاهري ونعجب به ونتمناه، أو يكون لنا جزء منه، وهذا شيء طبيعي بل إن الشيء غير الطبيعي ألا نكون كذلك!! ولكن الأمر سوف يكون أكثر جمالاً حينما نضيف لهذا الجمال جمالاً آخر هو جمال الروح، تلك الصفة أو الميزة أو الخاصية التي تجعل لصاحبها صفة التَّميز والتفرّد وتكسبه جاذبية من نوع آخر قلما توجد في أي إِنسان!!؟ والجمال الداخلي الذي أقصده أنواع كثيرة، منها الخير المزروع بداخل كل منا ولا يعرفه الآخرون أو لا يعرفون عنه إلا الشيء البسيط كمساعدتنا للآخرين والعمل معهم وقضاء حوائجهم وتفهم مشكلاتهم والإنصات إليهم، وهناك العطاء الذي لا يعرف حدودًا والتضحيات المتواصلة التي لا تعرف مقابلاً، وهناك القلب الكبير الصافي الذي لا يعرف بداخله أي مكان للحقد والكرة والانتقام، وإنما الحب والتسامح وإعطاء المجال للآخرين لكي يصححوا أخطاءهم ويقدموا ما يدل على صفة الخيرية بداخلهم، وهناك العقل المفتتح الواعي الذي يفهم ما يقال ويزنه بكل عقلانية، وهناك الابتسامة التي تأسر كل من رآها بحكم صفائها وصدقها، وهناك حسن التعامل مع الآخرين ومعرفة كيفية اكتسابهم، كذلك حسن التصرف والقدرة على الاتصال والتواصل بطريقة جيدة وفاعلة مع الآخرين والإصغاء إليهم، وكذلك التفاؤل والثقة بالنفس لكل من حولك جماليات داخلية حباها الله في النفس الإنسانية تحتاج منا إلى توظيفها في شخصياتنا في كل مكان وزمان، جميل أن تتحلى بها أيها الإِنسان، والأجمل عندما تكون مجتمعة في المسؤول الذي يتولى رئاسة قطاع معين أو مؤسسة معينة حيث يعي ويعرف هذا المسؤول واجباته من خلالها يستطيع التأثير في موظفيه، ليحققوا هدفهم المشترك.
ويستطيع أن يأخذهم أيضًا إلى حيث يريدون ويبحثون عنه، يأخذ بيدهم يشد أزرهم ليحققوا ما يريدون، بذلك يكون مسؤولاً موثرًا ناجحًا وقادرًا على قيادة الآخرين لتمتعة بالقدرة على الاتصال والتواصل بطريقة جيدة وفاعلة مع الآخرين. وكذلك القدرة على تشكيل علاقة مباشرة مع كل فرد في المؤسسة والقدرة على الاستماع والإصغاء جيدًا للآخرين، والاحاطة بعقليات تتناسب مع عقليته واتجاهاته، وكذلك رفض أن يوجهه الآخرون أو أن يملوا عليه ما الذي يجب أن يقوم به، وهنا لا نقصد المشورة.
وتحديد الجوانب التي تحتاج إلى تغيير، وإظهار أعلى درجات التفاؤل والثقة بالنفس لمن حوله والعاملين معه والعمل بشغف وعلى قدر من الانتماء، والخوف من الله في كل خطوة يخطوها، ولا نغفل التشجيع والتحفيز ولكن معناهما يختلف أيهما أفضل التشجيع أو التحفيز؟ المسؤول حينما يشجع يكسب موظفيه لفترة حتى ينتهي مفعول التشجيع، وهذا المفعول وقته قصير وتأثيره صغير ومحدود، لكن التحفيز في نظري يستمر طويلاً ويدوم كثيرًا. إن التحفيز يقوم على ركائز - منها الاستحواذ على القلوب. فمتى ما كان الموظف يعمل بحب، ويؤدي عمله بحب، فأعلم أنك أوصلت الموظف لقمة التحفيز الذي يؤدي في النهاية لإنتاج أعظم وأكبر، ولتصل عزيزي المسؤول بموظفيك لدرجة الحب، وتستحوذ على قلوبهم، عليك التركيز على أمرين أولهما شاركهم في الرؤية وصناعة المستقبل، وأوضحها لهم، واجعلهم يشاركونك هم النجاح، وهم تحقيق الأرباح، فالرؤية والهم يجب أن تكون مشتركة بين المسؤول وفريق العمل.
ثانيهما: كسب الموظفين من خلال التعامل معهم بإنسانية تسأل عن حالهم، تشاركهم أفراحهم، وتواسيهم في أحزانهم، أعجبني من يقول: (حاول أن تصطاد موظفيك وهم يعملون أشياء رائعة) البعض يعملون على اصطياد موظفيهم في أخطائهم وهذا خطأ كبير. إن أعظم رجلٍ طبق الاستحواذ على القلوب ونجح فيه هو رسولنا صلى الله عليه وسلم، لدرجة أن الصحابة رضي الله عنهم وصلوا لمرحلة تفضيل النبي على زوجاتهم وأولادهم بل وعلى أنفسهم، والسبب في هذا بسيط وهو أنه صلى الله عليه وسلم قد أوضح للصحابة الهدف والمستقبل في الدنيا والآخرة، في الدنيا المرأة تسافر من الحيرة إلى الحجاز لا تخشى إلا الله، واطلعهم أنهم سيهزمون كسرى، وأن المسلم يخرج بصدقته لا يجد من يأخذها، وفي نفس الوقت كان يزاورهم ويعود مريضهم ويشيع موتاهم ويسأل عن أفرادهم، في غزوة تبوك، المسلمون ثلاثون ألفًا لما انتهت المعركة أخذ يسأل أين أبو خيثمة أين معاذ؟! كذلك من عوامل النجاح الشعور بالتلاحم والاندماج، فالمسؤول الناجح والمحفز لفريق العمل هو من يشرح مستقبل منظمته لموظفيه، ودور كل واحد منهم في صناعة المستقبل، وأنهم جزء كبير من صناعة المستقبل لهذه المنظمة وأساس في تحقيق النجاح.
ومن أهم الأشياء أيضًا التمكين والتفعيل، من وجهة نظري الإدارية أنه متى ما مكّن المسؤول فريق العمل، وقام بتفعيل دورهم بإيجابية، وأعطى لكل أحد قيمته الحقيقة، فإنهم سيكونون على أعلى درجات التحفيز، وبالتالي سيحققون أعلى إنتاجية. بذلك نستطيع القول بأن المسؤول كان مؤثرًا وناجحًا وحلق بإدارته، إلى قمة النجاح، وجعل الجميع يتنافسون من أجل الإبداع، كل هذه الكلمات والعبارات لكل مسؤول عمل وقاد ونجح في القيادة نكتبها بقلب صادق ومفعم بالولاء للوطن وللمؤسسة التي ننتمي إليها، وكذلك إلى من تجمعت به كل تلك الصفات الذي لم يبخل بوقته عنا، الذي يحاول التحفيز لنا كان بعد الله سببًا في أن ننجح، وأن نصل إلى تحقيق ما نصبو إليه من رفعة لإدارتنا، حيث المشورة والأسلوب، وبث روح التعاون، والوقوف في أصعب المواقف وحلها لإدراكه بأهمية حل تلك الأمور.