يباهي الوطن والشعب السعودي بذكرى مرور عام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيده الله - مقاليد الحكم ملكاً للمملكة العربية السعودية، والذي يُعدُّ امتداداً لمسيرة البناء والنماء التي بدأها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - مستكملين تلك الخطى من بعده أبناؤه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله - رحمهم الله - وصولاً إلى العهد الزاخر بالحنكة والحكمة والحزم والعطاء.
وقد حظي الوطن والمواطنون في عام مضى بالعديد من الشواهد التي تنجلي فيه إنجازات قائد مسيرة هذه البلاد - رعاه الله - الذي استهل حكمه بجملة من الأوامر الملكية التي رسمت معالم السياسة الداخلية وفق خطط إستراتيجية تواكب التطورات العالمية في المجالات كافة «الحضارية والتعليمية والثقافية والسياسية والاقتصادية» مما يعزز مكانة المواطن، وتنمية قدراته للنهوض به، حتى يسهم في خدمة دينه، وبناء مجتمعه ووطنه؛ بما يتوافق مع دستور المملكة العربية السعودية الكتاب والسنة.
فأنشئ في عهده - أيده الله - مجلسين، سياسي وامني، ومجلس اقتصادي وتنموي، يحملان البعد والملامح الفتية لهذا الوطن ومقدراته، فصدر الأمر الملكي باستحداث مجلس الشؤون السياسية والأمنية بقرار سامٍ في 29 يناير 2015 يترأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، ليبني هذا المجلس السياسة الواضحة الأمنية داخلياً وخارجياً، فيما يخدم كيان وحماية الوطن ومواطنيه والمقيمين على ثراه.. وكان التوجيه الكريم ملازماً لهذا المجلس بصدور أمر ملكي كريم في 29 يناير بإنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، والذي يترأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد ووزير الدفاع، ليكون هذا المجلس لبنة في تحقيق الرفاهية للمواطنين وتطوير التنمية والاقتصاد بصورة تتلاءم مع تطورات العالم وما يحقق للمواطن كل ما يتمناه من هذا المجلس الكريم.
كما امتدت عطاءاته - حفظه الله - على المستوى الخارجي برسم العديد من السياسات التي تؤكد وتعزز مبادئ هذه الدولة المباركة القائمة على الحق والعدل ونصرة المظلوم، ونبذ الفوضى والاضطرابات والفتن، ومحاربة الإرهاب بصوره كافة، وتجفيف منابعه داخل الوطن وخارجه, ومن نماذج ذلك موقفه الحازم الرشيد من قضية اليمن وأهله, التي أعلن الملك - رعاه الله- فيها وقوف المملكة وأهلها مع الأشقاء في اليمن، وإفشال محاولة الحوثيين للانقلاب على الشرعية اليمنية، وقد جمع ذلك الموقف النبيل بين الردع وإعادة الأمل, لتكون حكمة وحنكة الملك سلمان - حفظه الله - ذات أبعاد إنسانية وأخلاقية وذات طابع عربي أصيل، فقد أتبع تلك الحكمة والأصالة التي لازمت عاصفة الحزم، بإعادة الأمل لأهل اليمن الأعزاء، ليؤكد أن المملكة حكومة وشعباً ليست دولة حرب، بل دولة سلم وسلام ونصرة للمظلوم، ومما يظهر ذلك - أيضاً - تدشين خادم الحرمين الشريفين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يحقق سبق هذه البلاد المباركة إلى خدمة البشرية في العالم، ومد يد العون لهم، من بطش الانقلابيين الحوثيين المدعومين من دول وميليشيات طائفية تريد الخراب لهذا الوطن وأهله، وليكون هذا المركز الإنساني رافداً مهماً لرفع معاناة أهلنا في اليمن الشقيق، وتحقيقاً لمبادئ ديننا الحنيف الذي يحث على البذل والعطاء ونجدة المستغيث.
وتشرأبت فرحة الأمة العربية والإسلامية بأن تبنى - حفظه الله - تشكيل تحالف عسكري لـ 34 دولة تعنى بمحاربة الإرهاب، انطلاقاً من «تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة وأحكامها التي تحرّم الإرهاب» وتمقته من جذوره.
ولم يكن ذلك سوى قطرة من المنجزات التي حققها - حفظه الله - خلال عام منذ توليه مقاليد الحكم.. واضعاً نصب عينيه حماية المقدسات الإسلامية واهتمامه - أيده الله - بالحرمين الشريفين والقدس الشريف الذي يعاني من بطش الصهاينة، وتجاوز هذا الهم الأبوي والعناية اهتمامه في كل صغيرة وكبيرة بما يمس المواطن في تحقيق الخدمات له من خلال العناية بالأوامر الملكية لاختيار من هو كفؤ لإدارة مصالح الدولة في القطاعات كافة يحفظه الله.
سائلين الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء لجهوده المباركة لخدمة الدين والوطن وخدمة الأمتين العربية والإسلامية، وأن يحفظ قادتنا ووطننا، ويديم لوطننا الأمن والأمان والعزة والاستقرار..
أ.د. عبد العزيز بن سعد العامر - عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية