سكاكا - واس:
عادت الأجواء بحي الضلع الأثري بعدما هجر منذ عدة عقود عندما اقام مهرجان الزيتون بالجوف «زيتوننا_بركة» فعالياته التراثية فيه وسط حضور الكثير من أبناء المنطقة كبارا وصغار لتحاكي حياة الطيبين التي انقرضت.
وقد قدّم المهرجان من خلال بيت الشعر الجو في بساحة الحي وسط البيوت الطينية القديمة التي صمدت في وجهة الزمان رغم قساوة الطبيعة تعطره رائحة الهيل وتزينه ألوان السدو الجوفي والوجار ودلال القهوة وأبريق الشاي، فقد اجتمع أبناء المنطقة كبارا وصغارا يحتسون القهوة العربية ويسبقونها بتمرة «حلوة الجوف» الشهيرة بالمنطقة، يتبادلون قصصا مضى عليها عقود وحياة اندثرت مع تطور الزمان لسنين جميلة تحت أسقف الطين.
واجتمع أهالي الحي في ساحاته يومياً بوجود الألعاب الشعبية يقدمها فرقة عيال الطيبين «شد الظهر وطاق طاقية وغيرها»، كما قامت لجنة المهرجان بإعداد وليمة الفطور والغداء وهي عادة أهالي الجوف في احتفالتهم، وقد تم طبخ الولائم وسط الحي كما كان عليه في السابق، ولم يغب عن المشهد خبز الصاج المشهور في تلك الحقبة.
وزين المكان أطفال حضروا بالزي الشعبي السائد في ذاك الزمان ويستمتعون بالألعاب الشعبية القديمة، ويقف في ساحات الحي سيارات قديمة تعود صناعتها لأكثر من 50 عاما بجوارها جلسات أرضية من السدو والزل يجلس عليها شباب الحي الذين يقدمون لون سامري الجوف الفلكلوري بأنغامه المعروفة وشاركهم أطفال الحي هذا اللون الشعبي، وبعد أن قدمت هذه اللوان الشعبية تناول الحضور وليمة الحميس والكمأة مع خبز الصاج في أجواء لا تختلف عما كانت عليه في السابق.