الجزيرة - ناصر السهلي:
وصل إلى أرض الوطن مساء أمس المواطنان المعلمان عبدالرحمن بن مقبول الشراري وسالم بن مسفر الغامدي قادمين من جمهورية جيبوتي إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض، يرافقهما مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد بن سعيد آل جابر، ونائب مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن كيني جلوك، وكان في استقبالهما معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، وعدد من منسوبي الوزارة وذويهم.
الجدير بالذكر أن المعلمين السعوديين عبدالرحمن وسالم يعملان في جمهورية جزر القمر في معهد تابع لرابطة العالم الإسلامي، وفي يوم الخميس 5 جمادى الآخرة 1436هـ غادرا مطار الملك عبدالعزيز بجدة إلى مدينة موروني مروراً بصنعاء، وبعد نزولهما «ترانزيت» تم تعليق الرحلات بسبب بدء عاصفة الحزم، فاستضافتهما بعثة الأمم المتحدة في فندق موفنبيك بصنعاء حيث مقر بعثة الأمم المتحدة، بعد ذلك حضرت مجموعة مسلحة من الحوثيين، وتم احتجازهما واقتيادهما إلى مكان غير معلوم، وبقيا رهينَين طوال الفترة الماضية حتى تسلمهما المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بتاريخ 4 ربيع الآخر 1437هـ، وتم تأمين مغادرتهما إلى جيبوتي، وكان في استقبالهما سفير المملكة لدى اليمن، ومن هناك تم نقلهما إلى الرياض، وسيتم إخضاعهما للفحوص الطبية الشاملة والمتكاملة، كما ستقدم لهما العناية الصحية اللازمة انطلاقاً من اهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ـ حفظهم الله ـ.
من جهتهما، عبَّر المواطنان عن شكرهما وامتنانهما لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين, وسمو ولي ولي العهد ـ حفظهم الله ـ على اهتمامهم وحرصهم حتى الوصول إلى أرض الوطن, معربين عن سعادتهما الغامرة بعودتهما إلى الوطن ورؤية ذويهما وأسرهما بعد الفترة العصيبة التي مرا بها, مشيرين إلى ما تعرضا له من سوء معاملة.
من جانبه، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد بن سعد آل جابر أنه منذ الوهلة الأولى لاختطاف المواطنين من قِبل المليشيات الحوثية كانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ بالبحث عنهما، والاطمئنان على صحتهما، والعمل على الإفراج عنهما بشتى الوسائل، وقامت أجهزة الدولة بكل قنواتها بالعمل على إخراجهما حتى تكللت جميع الجهود بفضل الله بإخراجهما بمساعدة مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مهنئاً القيادة الرشيدة وذوي الغامدي والشراري والشعب السعودي كافة بوصولهما إلى أرض الوطن سالمين.
وحول آلية المفاوضات مع المليشيات الحوثية أكد مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أنه لم يكن هناك أي إجراءات خاصة ما عدا طلبهم ما يزيد على 6 أشهر من التحضيرات، وذلك بمتابعة حثيثة من سفير المملكة لدى اليمن وكذلك عدد من السفارات الداعمة لهذه القضية، وقال: «إنه عند وصولي لليمن كان من ضمن النقاط المطروحة أن يؤخذ بعين الاعتبار أن قضيتهم قضية إنسانية؛ كونهما معلمين، وليس لهما علاقة بالسياسة».
بدوره، عبّر معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى عن سعادته بوصول المعلمين إلى أرض الوطن، مؤكداً اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين وسمو ولي ولي العهد ـ حفظهم الله ـ بسلامتهما منذ أول يوم تم اختطافهما فيه، حتى تم الإفراج عنهما - ولله الحمد.