د. أبو أوس إبراهيم الشمسان
هي (المجمعة حاضرة إقليم سدير)، وهذا عنوان كتاب أستاذنا المربي الشاعر الأديب عبدالله بن حمد الحقيل جمع فيه (لمحات تاريخية وثقافية) عنها. قال شاعر الوشم حمد السياري (حميدان الشويعر):
الفيحا ديرة عثمان*** ومقابلتها دار الزيرة
سميت المجمعة في أرجح الأقوال عندي لاجتماع الأودية فيها، وأما عثمان فهو جدّ آل عثمان رؤساء المجمعة وهم أحفاد عبدالله الشمري الذي بدأ عمارة المجمعة.
جعل أستاذنا عبدالله الحقيل كتابه في خمسة فصول لم يسمها؛ لأنها جملة من المقالات، تحدّث في الفصل الأول عن (أهمية العناية بتاريخ مدننا وتراثها الثقافي)؛ ولذا بدأ بكلام عن (موقع المجمعة وجغرافيتها وحدودها الإدارية)، و(أحياء المجمعة القديمة والحديثة)، و(سوق المجلس القديم)، ثم (الاستيطان في المجمعة) التي هي مسقط رأسه وله فيها (أيام وذكريات من نبض الزمن الجميل والحاضر السعيد) معرجًا إلى رحلته (ما بين المجمعة والرياض)، وكان ختام فصله الأول (لمحات عن المجمعة وقصر إمارتها).
ويبدأ الفصل الثاني بالجامع (جامع الملك عبدالعزيز روضة من رياض العلم وصفحة مضيئة من تاريخ العلم والعلماء)، وهذا (الملك سعود يؤم المصلين في جامع المجمعة)، ثم ينتقل إلى (المسيرة التعليمية في المجمعة)، ومن ذلك (المدرسة السعودية في المجمعة نقوش في ذاكرة التعليم والمجتمع ومسيرة ثمانين عامًا) و(ذكريات وانطباعات لرواد التعليم) و(تأسيس أول مكتبة مدرسية بتعاون الأهالي في المجمعة (1370هـ) ومنها (المعهد العلمي في المجمعة مركز إشعاع علمي وثقافي).
وخصّص الفصل الثالث لجملة شهادات، فثمة (المجمعة في مرآة الرحالة والمؤرخين) و(المجمعة في ذاكرة أبنائها) و(المجمعة في عيون الشعراء).
وأما الفصل الرابع فهو عن (المجمعة في إشراقتها الحاضرة) التي من أبرزها أن (جامعة المجمعة منارة علمية)، وربما عاد به الحديث إلى الحديث عن القديم ليلم بشيء (من سوانح الذكريات ما بين المجمعة وشقراء)، ثم يعود إلى الحاضر ليتحدث عن (النشاط الثقافي والرياضي)، ومما يتصل بذلك (مدينة الأمير سلمان الرياضية في المجمعة)، ويذكره هذا بالماضي ليقفنا على (صور من بعض الأمثال والألعاب الشعبية)، و(العادات والتقاليد الموروثة)، و(المواقع الأثرية والمعالم التاريخية)، و(النخلة والجصة شاهد مهم في تاريخ المدن النجدية)، ويطوف بنا (بين رياض المجمعة وروابيها) محسًّا (أهمية توثيق تاريخ المجمعة)، ولعل من ذلك التاريخ بمعناه الثقافي العام (أهازيج العيد في المجمعة لوحة من الذاكرة) و(أسماء أسر مدينة المجمعة)، ولعل مما يجدر بالتسجيل ما كان من (المجمعة ونصرة الشعب الفلسطيني)، ولما كان الشيء بالشيء يذكر ذكر (جوانب من العمل الخيري).
ونجد في الفصل الخامس عودة إلى التأصيل في الحديث عن (أصل تسمية سدير ومدلولها)، والمجمعة حاضرة سدير؛ ولذا كان (لقاء الأمير سلمان بأهالي محافظة المجمعة)، وليشير إلى النقلة الحضارية بانتقال المجمعة من بيئة زراعية إلى حداثة صناعية. ختم الفصل بكلام عن (مدينة سدير الصناعية).
ما يكتبه أستاذنا عبدالله بن حمد الحقيل شاهد على العصر، جامع بين الماضي والحاضر، ليس فيه جفاف الرصد التقريري ولا إنشائية الأديب الممعنة في الخيال؛ بل هي كتابة ممتعة تطرزها الأشعار المختارة التي تميز كتابة أستاذنا وحديثه فهو لا يكتب أو يتحدث إلا استشهد بقول شاعر، وإن هذا الكتاب بما روي فيه من تاريخ وثقافة وذكريات جدير بالقراءة والتأمل.