عبدالعزيز صالح الصالح ">
عندما يتحدث المرء عن تاريخ هؤلاء القادة في عالمنا العربي الكبير وعالمنا الإسلامي الواسع الذين اعتلوا قيادة هذه الشعوب لفترة من الزمن فقد سقطوا تباعاً في فترة وجيزة لماذا؟!!
لأنهم خرجوا عن السطح فوقعوا في مستنقع مظلم لا نهاية له ولا قاع أمام شعوبهم أوَّلاً وأمام العالم الخارجي المتقدم وخسروا ما خططوا له خلال وجودهم على مناصب السلطة منذ زمن طويل وهم يأمرون وينهون بعيدا كل البعد عن أبجديات القيم الحضاريَّة الراقية وذلك بسبب التخلف والتسلط والعنجهية الحاقدة والعنف المؤلم مع إصدار الأنظمة والقوانين المحزنة تجاه أفراد الشعوب إلى جانب العلو والتبجح والزهو والتكبر.
فالمتابع عبر وسائل الاعلام المتعدِّدة من مقروءة ومسموعة ومرئية وعبركافة القنوات الدولية المتعدِّدة فإن المرء العربي والإسلامي يصاب بنوع من الحسرة والندامة والألم والحزن على ما يشاهده بأم عينيه من قتل ودمار وتشريد واغتصاب ونهب وسلب بدون حق - فالقارئ الكريم يدرك تمام الإدراك عبر هذه الأمور المؤلمة أن هؤلاء القادة لم يعرفوا التاريخ جيِّداً أو أنهم يتجاهلون أسس التاريخ وأهدافه - علماً أنهم طوال وجودهم في قمة السلطة لم يقدموا لشعوبهم كافة الخدمات الضرورية بصفة دائمة حسب إمكانيات كل دولة من تلك الدول.
إلا أن أسس مبادئ الأمانة والإخلاص والعدل والخوف من رب العباد لم تكن بالصورة المطلوبة الذي يتمناها كل فرد من أفراد تلك الشعوب المظلومة من قادتهم الذين أتاحوا لهم الفرصة أن يعتلوا هذه المناصب القيادية المرموقة والمهَّمة بعد اختيارهم كقادة لهم ولبلدانهم بعد تمكنهم من السلطة بعد فترة من الوقت أصبح هؤلاء القادة لم ينفذوا مطالب شعوبهم ولم يعملوا على مقدرات أوطانهم بالشكل الذي يطمح له كل فرد من أفراد تلك الشعوب... فقد أصبحوا في نظر شعوبهم قادة نهب وسلب وجباية لا نظير لها عالمياً... فكانت هذه الأموال تسند لهم ولأسرهم وأقاربهم والمتعاونين والمتواطئين معهم على الخير والشر.
على حساب شعوبهم ومستقبل بلدانهم. فالقادة الذين وقعوا في هذه الأمور أعدادهم كثيرة فعلى سبيل المثال لا حصر - رئيس الجمهورية العراقية صدام حسين - وكذلك رئيس الجمهورية العربية اليمنية - علي عبد الله صالح - وكذلك رئيس الجمهورية العربية السورية بشار حافظ الأسد - وكذلك رئيس الجمهورية الليبية معمر القذافي.... الذين يتجاهلون التاريخ العربي بشتّى صوره وأنظمته وقوانينه التي كانت سائدة في عهود تلك القادة الذين سبقوهم في مناصب السلطة منذ أزمنة طويلة ولم يدركوا تمام الإدراك ماذا قدموا وماذا عملوا وماذا أنجزوا لهؤلاء الشعوب.... إن القادة الذين لم يحققوا ما يتمناه كل فرد من أفراد تلك الشعوب تكون نهايتهم سوداء فقد تنهار البراكين والزلازل والأنظمة والقوانين ودمار البلدان وإثارة الشعوب عليهم في كل لحظة في عصور سابقة وفي مجتمعات متعدِّدة وفي قارات مختلفة وذلك بسبب حرمان شعوبهم من حقوقهم وآمالهم وتطلعات بلدانهم المستقبلية وتحقيق آمالهم وأحلامهم وأمنياتهم وأهدافهم من تلك القادة الديكتاتوريين الذين يفتقدون أسس الأمانة والإخلاص والعدل.... فأصبحوا في نهاية المطاف قادة بعيدين كل البعد عن المصداقية العالية.
وأصبحت بلدانهم في دمار وعنف وقتل وتشريد لا مثيل له في العالم.
فأدعو الله سبحانه وتعالى أن يعود الأمن والاستقرار والرخاء والرفاهية لكافة تلك الشعوب المظلومة في عالمنا العربي والإسلامي على أيدي قادة جدد أمناء وشرفاء كما يتمناه كل مواطن عربي غيور يعيش على هذه المعمورة..
والله الموفق والمعين...
- الرياض