عبد الرحمن الشلفان ">
إذا كانت الأمة العربية قد صارت إلى الأشد من حيث التنبه والحذر من أعدائها لا سيما بعد أن تناهت تجاوزاتهم وازدادت مخاطرهم مما صار له الأثر الضار في البعض من أقطارها. فإن من واجب الأمة ممثلة في قياداتها أن تكون في ذات الوقت إلى الحذر الأشد من فعل عملاء أولئك الأعداء ممن لا يألون جهداً في سبيل زرع الفتن بين أبناء القطر العربي الواحد مثلما التشكيك في كل شأن قد يراه قادتها مما ينبغي السعي إليه باعتباره مما يصب في مصالحها، وهؤلاء مما لا يخفى وجودهم عبر القوى الناعمة مقصد الأعداء منذ الأزل لما لها من أثر وتأثير في البعض من عناصرها المختلفة، لا سيما ونحن في عصر الإعلام المؤثر بحكم ما يتيح لعناصره من أسباب النجاح في بلوغ المراد من خلال إمكانياته وتقنياته الهائلة، وبما أن الأمة فيما يشبه الحرب فمما ينبغي عليها أن تلجم أولئك العملاء وتمنعهم من الفعل المؤثر في وسائل الإعلام المختلفة كالصحافة والقنوات الفضائية بل ورصد صلاتهم وانتماءاتهم ومحاسبتهم لا سيما وهم يمثلون حضوراً لافتاً في بلدانهم مستغلين ما فيها من هامش الحرية المتاح.