وهب الله بلادنا الغالية، ومنذ توحيدها على يد المؤسس الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، ملوكا من أبنائه، يقودون دفة سفينتها إلى بر الأمان، إذا اشتدت الأمواج من حولها، ويبحرون بها إلى كل ما يرفع من شأنها بين الدول ويعود بالنفع على مواطنيها والمقيمين على أرضها، ممن قدموا طلبا للرزق بين أبنائها، فإذا رحل قائد أتى قائد آخر، نهل وتعلم وتتلمذ على يد والده المؤسس الملك عبد العزيز الذي جعل من هدي القرآن وسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- نبراسا ودستورا لهذه الدولة العظيمة، بكل سلاسة وهدوء ينتقل الحكم وتتم البيعة بكل هدوء بفضل وتوفيق من الله، وقبل عام من الآن، تولى دفة القيادة لهذه الدولة العربية الإسلامية الأصيلة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-، وتمت مبايعته على الطريقة الإسلامية الشرعية من جميع أبناء البلد في جميع المناطق، فجاء هذا الملك الشجاع الحازم الذي أذهل العالم أجمع بقراراته الحكيمة، سواء داخليا بترتيب نظام الحكم بين أفراد الأسرة الحاكمة، وتعيين ولي للعهد وولي لولي العهد من الشباب، ولأول مرة من أحفاد الملك المؤسس وليس من أبنائه، فعيّن صاحب السمو الملكي الأميرمحمد بن نايف وزير الداخلية وليا للعهد، وعيّن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع ولي لولي العهد، ثم جاءت قراراته خارجيا بالوقوف في وجه المخططات الخارجية التي تستهدف أمن الوطن وقبلة المسلمين، والمتمثلة بإطلاق عاصفة الحزم بقوة في وجه المجوس وأذنابهم في اليمن الذين ينفذون أجندة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة عامة وفي المملكه العربية السعودية على وجه الخصوص، بل وأعلنوا ذلك وكشفوا عن مخططاتهم وأهدافهم عبر وسائل إعلامهم وخطب زعيمهم المجرم الذي يدعى الحوثي الذي انقلب على السلطة الشرعية في الجارة اليمن بقوة السلاح وأخذ يتوعد ويهدد المملكه بكل وقاحة، لكن سلمان العزم والحزم -بعون الله تعالى وتوفيقه- كان لمخططاته بالمرصاد، فأطلق العاصفة التي أعادت أكثر من 75 في المائة من أرض اليمن للشرعية، كما وقف للعبث الداخلي بأمن الوطن بكل عزم وحزم أيضا، فقدم الإرهابيين للمحاكمة ونفذ شرع الله في القتلة المجرمين من الإرهابيين الذين تلطخت أيديهم بالدماء، وتوعد كل من تسوّل له نفسه بالإخلال بأمن الوطن، بأن هذا مصيره، إنه ملك العزم والحزم، ولا يسعني في ختام هذهلكلمة، إلا أن أرفع يد الضراعة لله بأن يمده بالنصر على أعدائه ويحفظه للإسلام والمسلمين.
- م/ عبدالحكيم بن عبدالله الخليفة