تحل علينا هذه الأيام ذكرى غالية وعزيزة، على كل مواطن سعودي.. إنها الذكرى الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية؛ خلفاً لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز - رحمه الله - والذي سار بقافلة النهضة التي عاشتها وتعيشها المملكة في شتى مجالات الحياة، للوصول بها إلى الشأو المرسوم لها تقدماً ونهضة.
ويأتي سلمان الأديب والمثقف، والمؤرخ وصاحب الخبرة الطويلة والإداري الفهيم، والسياسي المحنك،لإتمام مسيرة هذه القافلة، لتحقيق ما يصبو إليه الشعب من تقدم ورفعة، ولتعزيز ثوابت نهضتها وإنمائها، واستدامة أمنها وأمانها واستقرارها.
سلمان قدم خلال السنة الأولى من البيعة، إنجازات يعجز القلم حصرها في هذه العجالة ويمكن الإشارة لبعض المهم منها:
كادت تكون المملكة في يوم من الأيام في عزلة عن العالم، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وفي العلاقات العامة محتكرة من بعض الدول وتتحكم في بعض حاجاتها الاستيرادية.
وبفكر سلمان النيِّر، وبعد نظره، فك هذه الاحتكارية وانفتح على العالم، وقام بزيارات موفقة لدول غربية تمثل الأهمية في مجالها. وعقد معها اتفاقات عديدة وتحسين العلاقات في شتى مجالات الحياة، وظلت هذه الزيارة -لنفس المهمة- مستمرة بواسطة ولي العهد، وولي ولي العهد وبعض المسئولين في الدولة.
ومن خلال هذا التواصل وهذه الزيارات، أثمرت في فترة قصيرة جداً وإذا بالمملكة تنفتح على معظم دول العالم، وتحتل مكانة عالية بينها وخاصة الدول العظمى منها استيراداً وعلاقات ومواقف.. وعلَّمت من كان يحتكرها من الدول أن في المملكة العربية السعودية عقولاً مفكرة وبناءة، تعرف كيف تتعامل وتؤمن مصالحها وبالطرق المتعارف عليها نجاحا ًوتعاملاً.
وفي عهد سلمان الزاهر العديد من مسارات البناء في الأنظمة والعمل والروتين بالأجهزة الحكومية، لتحسين الأداء في الدولة وتسهيل مساره، واختيار بعض العناصر المسؤولة في الدولة بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب لأنه صاحب خبرة ودراية من خلال المسيرة التي اكتسبها مسؤولاً ناجحاً وإدارياً موفقاً لأكثر من نصف قرن في إمارة مدينة الرياض.
ومن مواقف سلمان الخالدة -يحفظه الله- نصرة الشعب اليمني عندما استجاره من عدوه اللدود (الحوثي والمخلوع صالح) بتكوين عاصفة الحزم المؤلفة من المملكة وبعض الدول الشقيقة المحبة للسلام وقامت بما يقوم به الجار لنصرة جاره وقضت على أطماعهم وحررت العديد من المدن الهامة، وما هي إلا فترة يسيرة إن شاء الله وينصر الشعب اليمني على عدوه وتحرير بقية مدنه ويعمه الأمن والاستقرار والسلام.
ومن مواقف سلمان المشرفة والخالدة وغير المسبوقة، أيضاً تخصيص أسطول الإغاثة المستمر للشعب اليمني لتوزيع المساعدات الإغاثية من مأكولات وأدوية طبية وأثاث ومستلزمات الأطفال والعلاجات بأنواعها.
ومن رجاحة نظر سلمان أيضاً، ما ذكره في كلمة لتقديم الميزانية الجديدة للدولة التي ركزت في بنودها توخي الترشيد، تعاملاً مع الأحداث الاقتصادية والعالمية والاهتمام بخدمة التعليم والصحة، وهي ناحية هامة، رحب بها الشعب وأيدها.
كانت هذه من أهم إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- خلال السنة الأولى للبيعة المباركة، وهي غيض من فيض من إنجازات رائدة وعديدة تجري كالنهر الذي لا ينضب معينه في خدمة الشعب وسعادته ورفاهيته وأمنه وأمانه واستقراره أشارك بها فرحة الشعب بتجديد العهد والبيعة والدعاء بأن يوفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأن يمده بالصحة والعافية والعون والقوة للمضي قدماً في تحقيق آمال الشعب ومقوماته وكل عام والوطن والمواطن في خير وأمن وأمان واستقرار بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قائد المسيرة الموفقة ومتمم غافلة النهضة تقدماً ورقياً وحضارة.
خاتمة:
وأختم هذه المشاركة: برائعة من روائع صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الشاعر الأديب خالد الفيصل بن عبدالعزيز عن مناسبة البيعة الكريمة نشرت في عدد يوم الأحد 30-3-1437هـ من هذه الجريدة بعنوان «العزايم»:
في عهد سلمان العزايم عزمْنا
وعلى وليّ العرش حنّا اتّكلْنا
ما ننْتظر من طايش العقل حكمه
أو موقف لحزام خوص خذلْنا
ما ينْفع الأوطان إلاّ أهلْها
ما نحْتزمْ - عقب الله - إلاّ باهلْنا
أبطالنا شفْهمْ على الحد حرّاسْ
إذا اسْتغاث الجار قالوا وصلْنا
حُمْر العيون بساحة الموت شجْعانْ
شاف العدو منْهمْ نتايج زعلْنا
عيبٍ على الطيّب إذا ما الرّدي هابْ
ما يفْعل الّلي بالمواقفْ فعلْنا
ياما نقلْنا الهمّ عن كتْف مهمْومْ
وياما عن العاجزْ حموله حملْنا
إمّا حياة العزْ في دارالامجادْ
والاّ عزيز الروح لاجْله بذلْنا
- علي خضران القرني