الشائعات مرض اجتماعي نفسي أساسه الحسد وأمراض القلوب ">
جدة - خاص بـ«الجزيرة»:
عدّ الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم الدكتور عبدالله بن علي بصفر أن الشائعات مرض اجتماعي نفسي، أساسه الحسد وأمراض القلوب، ويؤدّي إلى البغضاء ويسبب الضغائن والأحقاد فيما بين المسلمين.
وقال د. عبدالله بصفر أن الشرع المطهر حذّر من هذا المرض، وخاصة في مثل هذا العصر، وفي مثل هذا الزمان الذي انتشرت فيه وسائل الاتصال وتنوعت وتيسرت، وأصبحت تنقل الكلام من شرق الأرض إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، في سرعة مذهلة، وشاعت شائعات على العلماء وطلبة العلم وولاة الأمر، وهو لأمر خطير، ومثل هذه الأمراض تضعف الأمة وتقلّص من قوتها، خاصة أمام أعدائها وهذه الشائعات التي تضعف المسلمين وتضعف هذه الأمة لا يستفيد منها إلا أعداء الإسلام؛ هم المستفيدون الوحيدون من ضعف المسلمين.
وأضاف د. بصفر قائلاً: مما يؤلم أن هذه الأمة تعيش في هذه الأيام في ظروفٍ كالحة وفي فتنٍ متلاطمة، وفي بلاء شديد، وهاهم أعداء الله شدّوا على هذه الأمة، وكشّروا عن أنيابهم، وأظهروا ما في قلوبهم من الحقد ومن الحسد ومن الإيذاء لهذه الأمة المسلمة، والعجب كل العجب أن ترى في المسلمين، وفي هذه الأوقات العصيبة والمحن العجيبة التي تمر بالأمة؛ من يروج للشائعات ويقع في أعراض المسلمين؛ علماء ودعاةً بل وولاة أمر، ويسبب بفعله هذا تمزيقاً للأمة، وإثارة للأحقاد والضغائن فيما بين أفرادها؛ في وقتٍ الأمة تحتاج فيه إلى اجتماع كلمتها، ووحدة صفها حتى تدافع عن نفسها، وعن دينها؛ عن رسولها وعن قرآنها وعن معتقداتها.
وقال: إن الواجب علينا في مثل هذه الظروف أن نتكاتف ونتعاون، وأن نوحّد صفنا لعلّنا ننتصر - بإذن الله - تبارك وتعالى، ولعلّنا ندحر هذه الافتراءات وهذا الكذب وهذا الهراء الذي يذاع ويبث ويكتب ليلاً ونهاراً عن الإسلام والمسلمين، ومنبّهاً إلى أن من أشاع هذه الشائعات فهو ممن قال الله - عز وجل - فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، فهذه الآية بيّنت أن من أحب إشاعة الفاحشة في أهل الإيمان فإن الله يتوعّده بعذابٍ أليم في الدنيا والآخرة، وقال - سبحانه وتعالى - فيمن ابتدأ بالإشاعة: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، كما جاء في قصة عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - الطاهرة المطهرة، في حادثة الإفك. إذاً في الأمة من يتولّى كبر الإثم وكبر الإشاعة، ويأخذ على عاتقه هذا الذنب العظيم، فيهلك نفسه ويغضب ربه تبارك وتعالى.
عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أيما رجلٍ أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء، يشينه بها في الدنيا، كان حقاً على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ ما قال)، هذا جزاؤه أن يذيبه الله تبارك وتعالى في نار جهنم والعياذ بالله.
وأما من أعان على نشر الإشاعة وترويجها، فقد قال الله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ}، كل بقدر ظلمه وما أشاعه من باطل وزور.
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعاً: (من أعان على خصومةٍ بغير حق كان في سُخطِ الله حتى ينزع). سخط الله، يعني: غضب الله، يعني: ينام، ويقوم، ويأكل ويشرب، ويذهب إلى عمله، ويدخل في بيته وهو في غضب الله، فإن مات والعياذ بالله فبئس الميتة التي مات فيها، وهو في غضب الله وسخطه.