كتاب (المواهب الربانية من الآيات القرآنية)، تأليف الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، صدرت منه طبعة جديدة عن دار الحضارة للنشر والتوزيع.. وقد اعتنى به أ. عمر بن عبد الله بن محمد المقبل.. وجاء في مقدمة الكتاب: هذه تحفة ثمينة من آثار العالم الرباني العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله، والتي نثر فيها شيئاً من كنانة تأملاته لكتاب الله، فأتى في هذا الكتاب - على صغر حجمه - بالفوائد، واللطائف التي لم يذكرها في غير هذا الكتاب، بل إنه بعد تتبع الفوائد التي ذكرها في هذا الكتاب، ومقارنتها بتفسيره، وبمختصره (تيسير اللطيف المنان) أن جل ما في هذا الكتاب لا يوجد في الكتابين المذكورين.
ومن الفوائد العظيمة في هذا الكتاب ما قاله عن فضل الدعاء: قال المؤلف رحمه الله: لما كان الدعاء مخَّ العبادة ولبَّها وخالصها؛ لكونه متضمناً للافتقار التام لله، والخشوع، والخضوع بين يديه، وتنوع عبوديات القلب، وكثرة المطالب المهمة، كان أفضله وأعلاه، ما كان أنفع للعبد، وأصح من غيره، وأجمع لكل خير، وتلك أدعية القرآن التي أخبر الله بها عن أنبيائه، ورسله، وعباده الأخيار، التي كان سيد المرسلين يختارها على غيرها، ولما كان من شروط الدعاء، وآدابه: حضور القلب، واستحضاره لمعاني ما يدعو به.
ومن أجمع الأدعية وأنفعها: دعاء أرباب الهمم العالية الذين جمع الله لهم بين خيري الدنيا والآخرة..
قال تعالى: {وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (201) سورة البقرة.