منتصف القرن الرابع الهجري من خلال الوثائق المرسلة إلى عمر بن عبدالرحمن بن محمد العُمري رحمه الله ">
عرض: سلمان بن محمد العُمري
المؤلف: أبوسهيل عمر بن عبدالله بن عمر العُمري
التعريف بصاحب الوثائق:
هو عمر بن عبدالرحمن بن محمد بن عمر العُمري العدوي القرشي.
له ثلاثة أشقاء: محمد، وسليمان، وصالح.
والجد عمر من الذين عملوا بالغوص في البحار.
وكان صاحب سفرات تجارية.
ولد في عنيزة سنة 1303هـ وتوفي في المدينة المنورة سنة 1354هـ وقبره بالبقيع.
التعريف بأشقاء صاحب الوثائق: أشقاؤه ثلاثة:
الشقيق الأول: محمد بن عبدالرحمن مات شاباً في معركة المليداء عام 1308هـ ولم يتزوج - رحمه الله -.
الشقيق الثاني: سليمان بن عبدالرحمن كان طالباً للعلم، تولى الإمامة والتدريس في المسجد النبوي، إضافة إلى عمله رئيساً لمحكمة المدينة المنورة، ثم محكمة حريملاء، ثم محكمة الأحساء وبها توفي - رحمه الله -.
الشقيق الثالث: صالح بن عبدالرحمن تولى رعاية عم المؤلف، ووالد المؤلف بعد وفاة الجد عمر - رحمهم الله -. كان من المكثرين لتلاوة القرآن الكريم وكان يطيل الجلوس في المسجد، وكان رجلاً صالحاً، وله غرفة خاصة في المسجد يعتكف فيها كل عام في رمضان، وكان يؤذن حسبه مكان المؤذن وكان صوته حسناً.
التعريف بولدي صاحب الوثائق:
لصاحب الوثائق عمر ابنان:
الابن الأول: عبدالرحمن. عمل مراقباً في المعهد العلمي في عنيزة.
وشهد له كل من عمل معه بالتفاني في أداء واجبه. وله دكان لبيع الأواني المنزلية توفي عام 1406هـ رحمه الله.
الابن الثاني: عبدالله (والد المؤلف) كان ملازماً لدروس الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله. وله دكان لبيع الملابس ولبعض الآثار توفي عام 1426هـ رحمه الله، وهو الذي حفظ هذا الكم من الوثائق التي بني عليها هذا الكتاب.
التعريف بالمؤلف:
الكتاب في خمسة أجزاء، قدم له المؤلف ست مقدمات، وعرض المؤلِّف للوثائق.
وكانت الوثائق من اثنين وأربعين تاجراً.
وكان مبدأ التجارة من عنيزة، ومنها انطلق إلى المدينة المنورة.
عدد الوثائق: 450 وثيقة
تحتوي الوثائق على مخطوطات لأئمة الدعوة. ومنها خطب وعظية. وفتاوى علماء نجد المتأخرين.
وقصائد في تهنئة الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله -.
موقع عنيزة في نجد وقيمتها الثقافية:
موقع عنيزة في نجد الضفة الجنوبية لوادي الرمة، وهي حاضرة من حواضر جزيرة العرب.
وقد ذكرت في كتب التاريخ والأدب القديم والحديث.
وقد أنجبت علماء في الشريعة، وأدباء وفلكيين، ومؤرخين. وسياسيين. وأهل تجارة وزراعة وصناعة.
وموضوع الكتاب في التجارة:
فهو يعد من حفظ التراث المحلي تدوين التاريخ الاجتماعي لجزيرة العرب عامة ونجد خاصة، ولمجتمع عنيزة على الأخص.
واستنتاج الدقة في تلك الفترة من خلال الوثائق.
ما يستنتج من الوثائق:
هذه المراسلات والوثائق تبين سعة الرقعة التي تحرك من خلالها الشيخ عمر بن عبدالرحمن وتُبرز عراقة نشاطه الممتد مع كثير من بيوت التجارة في زمنه، وتؤكد تعدد أوجه نشاطه التجاري حيث شمل الأقمشة والأغذية والملابس والذهب والصرافة.
كما تعطي صورة جلية عن سعة الحركة التجارية في ذلك الوقت، بين عنيزة والمدن والدول الواردة في هذه الوثائق.
كما تميزت بثقافة محاسبية، ولغة تجارية، وفكر تجاري منظم ومن هذه الوثائق نلمح بعض المصطلحات التجارية مثل العبارات الآتية:
كشف الحساب، مجيرة، قيدوها، فتح حساب جديد، صح كذا، أحوالنا جميلة، موجب الموجب، الصرة = تعني المبالغ النقدية داخل الصرة، الإفادة قادمة، نرجوكم أن ترسلوا لنا ورقة طبق الأصول.
وهذا من جودة التنظيم، وهي تقابل كشوف الحسابات المعاصرة من قولهم: الحساب مطابق وموافق عليه.
تميزت هذه الوثائق بثقافة تسويقية عالمية.
كما تميزت بالعناية والتفصيل، وقد احتوت على لطائف، كقولهم: لا زلتم بعافية ويظهر في الرسائل حكمة وأدب الخلاف بين المتعاملين عند حدوث لبس بين الطرفين.
وتميزت بتحديد تاريخ وصول # رسالة سابقة من المرسل، وكذلك تحديد تاريخ الرسالة التي بين يديه.
وتميزت بالروح الإيمانية، كقولهم: (هذي أسعارنا اليوم والغد علمه عند الله) و(ربنا يحرك الأسباب المباركة). (والأسواق فاترة جداً الله يحسن الأحوال).
وتميزت بحسن التخاطب بين المتعاملين وتبادل المشاعر الطيبة بين المتراسلين. وهذا من الآداب الإسلامية. ويدل على ثقافة إسلامية وأدبية عالية، وهي من مهارات الاتصال والتبادل التجاري الواعي.
وتبادل التجارات في البلدان في ذلك العصر يوضح وجود الأمن بحيث يستطيع الناس نقل تجاراتهم وبضائعهم من مكان إلى مكان وتنقل الناس بين البلدان بشكل آمن، ولا يوجد في هذه الرسائل ما يشير إلى ضعف الأمن إلا إشارات خفيفة على عكس ما يشاع. وتمتاز رسائلهم بالديباجة الحسنة.