أ. إبراهيم بن عمر السكران صدر له عن دار الحضارة كتاب بعنوان: (سلطة الثقافة الغالبة)، وجاء في مقدمة الكتاب: في العصور الحديثة وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر أي قبل مائتي سنة تقريباً استيقظ المسلمون على فارق الامكانات بين أوروبا والمجتمعات المسلمة، فظهرت حركات تبحث عن النهضة، منذ رفاعة الطهطاوي (1873م) وجمال الدين الأفغاني (ت 1897م) ثم من بعدهم، لكن هذه الحركات سلكت الطريق الخطأ للأسف!
فبدلاً من أن تحيي معاني العزة والتحدي والثقة بالنفس الجمعية، وبهذا تنهض الأمم نشرت ما تعيشه هي في ذاتها من شعور داخلي عميق بالهزيمة النفسية لثقافة الغرب الغالب فعادت وكررت نفس السلوك التاريخي السابق، وهو: تأويل المعطيات الشرعية لتوافق الثقافة الغالبة وخصوصاً عبر آلية حقن اللفظ التراثي بالمضمون الغربي تمهيداً لتبيئته.
وفي مفتتح الستينات الميلادية نشر المؤرخ البرت حوراني كتابه الهام عن تاريخ هذه الحقبة، والذي ترجم للعربية بعنوان الفكر العربي في عصر النهضة، وقدم ملاحظات غزيرة حول نمط فهم هؤلاء الرموز لطريق النهضة ومآلات هذا الفهم، حيث يقول عن حركة الإصلاح: (كانت هذه الحركة إصلاحية لأنها استهدفت إحياء ما كانت تعتبره العناصر المهملة في التراث الإسلامي، غير أن عملية هذا الإحياء قد تمت تحت تأثير الفكر الليبرالي الأوروبي، فأدت تدريجياً إلى تفسير جديد للمفاهيم الإسلامية بغية جعلها معادلة للمبادئ الموجهة للفكر الأوروبي في ذلك الحين).