د. موسى أحمد بهكلي ">
كان هناك فيلم مصري لشاب وشابة يتواعدان على الزواج، والفتاة تقود السيارة، وفجأة تسببت هي بحياة شخص فقام الشاب عند المسائلة بالقول بأنه هو الذي كان يقود السيارة لكي يجنبها أية مناقشات، ولكي يبرز أكبر الحب والدعم لفتاته لكن كانت كل الشهود والوقائع تقول إنه لم يكن هو القائد للسيارة ولم يكن هو المتسبب في الحادث ما عدا شاهد واحد اختلط عليه الأمر أو كان بعيدا، ورغم كل ما كان يحاول الشاب الغر أن يقدمه لفتاته إلا أن أهلها عندما اكتشفوا الأمر لم يروا في صنيعه شيئا يذكر بل قال أحدهم ساخرا من محاولته تلك «هو الراجل يعمل راجل لما يشوف امرأة» كما نصحوها بعدم الزواج منه لعدم مناسبته لهم، أن هذه الحادثة قد تذكر بمن يحاولون أن يقدموا أنفسهم للمرأة كأشخاص يستبسلون في مساندتها وإعطائها الحقوق حتى لو على حساب من حولها، ومع انتشار ثقافة الحقوق والشكوى على أي شيء ظهر هناك من يسمي نفسه ناشطا في حقوق الإنسان وهو في الصحيح ناشط في حقوق بعض الناس فهو يحاول أن يعطى المرأة أكثر من ما ليس لها أو يغض الطرف عن أي سوء أو ظلم منها أو يزيح الطرف المعروف من المعادلة في أي تعامل معها، أو يضعف أي أدلة ضدها أو يصدق كل ما قالته على الرغم من عدم صحته، وتجده يتكلم عن الحق قبل أن يطلع على حدود الواقعة، وأيا كان قصد هذا النوع من الناس فإنه يظلم المرأة ويشجعها على الظلم بأخذ ما ليس لها أو التنصل من أي واجب عليها بحجة أنها امرأة، إن مثل هذا الشخص لو كان هو متضررا من المرأة، ألن يطالبها بالعقاب والتعويض؟!
إن هذه التصرفات المائلة للمرأة تقضي على الصدق المفترض في أي تعامل بين الناس كما ستضر بالمرأة فقد يبتعد الناس عن التعامل معها أو يسارعون بالهروب عنها في بداية أية إشكالية حتى لا يأتي شخص وينحاز للمرأة ويتعرضون للظلم من جراء تعاملهم معها، قديما قالوا انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقالوا هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما، فقال رسول الله تأخذ فوق يديه.