تُطلُّ علينا الذكرى الأولى على تولّي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - مقاليد الحكم، حاملةً معها الكثير من الإنجازات التي لامست مختلف المجالات، والتي تأتي امتداداً لنهج قويم عُرفت به هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - مروراً بعهود أبنائه الملوك من بعده الذين جعلوا كتاب الله تعالى، وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلّم دستوراً للحياة، وأساساً لتحقيق العدل، والمساواة. على مدى عامٍ كامل، شهدت المملكة حزمةً من القرارات النوعية، والتاريخية التي تستهدف الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، والعمل على تحقيق آمال المواطنين وطموحاتهم في شؤون التعليم، والصحة، والإسكان، وغيرها؛ سعياً لمواصلة طريق الرقي، والتقدُّم، والنماء، فكان إنشاء مجلس الشؤون الأمنية، والسياسية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، اللذين يستهدفان استمرار مسيرة التنمية، والبناء التي انتهجتها المملكة، وتوحيد التوجهات، وإيجاد نقلة نوعية على كل المستويات، بما يحقق جودة شاملة فيها، ويسهم في رفع كفاءة الأداء، وتعزيز مستوى التنسيق بين الأجهزة المختلفة، ليتبع ذلك انطلاق عملية «عاصفة الحزم»، ثم «إعادة الأمل» بقيادة المملكة لتحالف عشري، ضمَّ دولاً خليجية، وعربية، وإسلامية؛ لنصرة الشعب اليمني، ودفع الأذى عنه، وإعادة السلام، والأمن إليه؛ بناءً على طلب قيادته الشرعية نتيجة ما قامت به الميليشيات الحوثية، وأعوانها من انتهاكات، واعتداءات، وممارسات تتنافى مع القوانين الدولية، والقيم العربية، فيما يأتي القرار الحكيم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران؛ تأكيداً على اهتمام المملكة بالتصدِّي للانتهاكات، ومخالفة القوانين الدولية، ورفض التدخُّل في الشؤون الداخلية. وتواصلت حكمة القيادة الرشيدة، وحنكتها التي تنشد رفعة الوطن، وتحقيق مزيدٍ من النهضة، والرقي على كافة الأصعدة، ومنها إلحاق الطلبة، والطالبات الدارسين على حسابهم الخاص ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والموافقة على قرار الرسوم على الأراضي البيضاء الذي يهدف إلى دعم قطاع الإسكان، وتمكين المواطنين من الحصول على السكن المناسب. إن قطاع الإسكان في المملكة حظي بدعم لا محدود من القيادة الرشيدة، فكانت جملة من القرارات المهمة الرامية إلى تطويره واستدامته، إذ أكَّد خادم الحرمين الشريفين في خطابه للعب على وضع الحلول العاجلة التي تسهم في تمكين المواطنين من الحصول على السكن المناسب. وعملت وزارة الإسكان منذ تأسيسها على الكثير من المشاريع التي تشمل الوحدات السكنية الجاهزة، والأراضي المطوّرة ذات البنية التحتية المتكاملة في جميع مناطق المملكة بمختلف مدنها، ومحافظاتها، إضافة إلى تقديم القروض العقارية للمواطنين، ويضاف إلى جانب ذلك البرامج، والخطط الجديدة التي عملت وتعمل عليها الوزارة، والتي ستشكل رافداً مهماً لها، ومن ذلك مشروع الشراكة مع القطاع الخاص الذي يستهدف الإسهام في ضخ مزيدٍ من الوحدات السكنية بخيارات متنوعة، والعمل على تأسيس مركز البيانات، والمعلومات للإسكان الذي يتضمن قاعدة بيانات متكاملة حول القطاع في ظلِّ نقص المعلومات الدقيقة في شأنه، إذ يستهدف إعطاء مؤشرات حقيقية لسوق الإسكان، تُسهِم في نضج السوق، وخدمة جميع أطرافه من المواطنين، والقطاع الخاص، والمستثمرين، والعمل على إنشاء مركز خدمات المطورين الذي يجري العمل عليه، ويسعى إلى تحفيز المطورين ودعمهم، إضافة إلى تنظيم البيع على الخارطة، وجهود الوزارة في إيجاد أذرع استثمارية؛ للإسهام في خدمة القطاع، إلى جانب تفعيل نظام مجالس الملاك الذي يستهدف تنظيم إدارة العمائر، والمجمعات السكنية من أعمال التشغيل، والصيانة، وإدارة المرافق، وغيرها. في هذه الذكرى المباركة التي نعيش فيها عهد الحزم والعزم، نسأل الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي عهده، وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لكل ما فيه خير للوطن، والمواطنين، ويديم على بلادنا أمنها واستقرارها.