الرياض عاصمة القرار العربي.. والملك سلمان رد اعتبار العرب والمسلمين ">
حق سيادي للمملكة العربية السعودية الذود عن حدودها وردّ أي مساس بها وردع أي محاولة ضدها، وأي اعتداء يمس أمنها، ومملكة الإِنسانية منذ نشأتها على يد القائد المظفر والملك الهمام موحد المملكة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل - طيَّب الله ثراه - تربط سياساتها وعلاقاتها الدولية بالأخلاق والإِنسانية والمثل العليا التي تربى عليها أبناؤه واكتسبوه من الآباء والأجداد، وحين يتأمل المراقب والمتابع العاقل المنصف إقدام القيادة السعودية على المضي في قرارها بتنفيذ عاصفة الحزم حماية لحدودها وأمنها من التهديدات الخارجية التي أحاطت بها؛ يدرك أن الرياض عندما تتعرض للتهديد بمقدورها توظيف سلطتها العسكرية والسياسية والدينية والمالية لحث حلفائها من الدول العربية والإسلامية على العمل المشترك بكل تفرعاته، بمعنى ان الخطوة التي اتخذتها الرياض تبعث برسالة قوية مفادها أن المملكة لا تقف مكتوفة الأيدي عندما يتعلق الأمر بأمنها وسيادتها، لكنها في ذات الوقت ملتزمة بالسلام الإقليمي على نطاق شامل، وان (عاصمة الحزم) مستعدة لقيادة مثل هذا الجهد.
عاصمة القرارات الحازمة
يدرك العالم بأسره، والعالم العربي جيداً أن المملكة تمارس السياسة بكل دهاء، لكنها أيضاً تقف مع الإِنسان في أي مكان ضد أي ظلم يطاله؛ فالدبلوماسية السعودية عرفت بأنها متزنة تضع سياساتها ضمن مصالحها التي لا تسيء إلى أحد، على العكس من بعض الدول التي تضع سياساتها ضد مصالح غيرها حتى وإن لم يكن لها مصلحة!
حملة عسكرية لافتة في سرعتها وحجمها، قالت الرياض إنها بنيت على قرار سابق لمجلس الأمن أيد الحكومة الشرعية اليمنية، المملكة التي تلقي بثقلها في العملية، نجحت في بداية العمليات بأن وجهت الغارات لتدمير الدفاعات الجوية للحوثيين بالكامل وأكدت فرضها حظرا جويا وبحريا في اليمن، وسمّت السعودية وحلفاؤها حملتهم العسكرية في اليمن (عاصفة الحزم) التي أطلقت في جنح الظلام تلبية لطلب الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي بالدفاع عن الحكومة الشرعية ومواجهة الحوثيين ومن سار خلفهم من قوات الرئيس المخلوع.
ومن أبرز الإيجابيات ان عاصفة الحزم العربية جعلت المجتمعات العربية في اتجاه جديد مبني على احترام الذات وصناعة الأحداث والتغييرات، بعد أن اتضح لها أن هناك إرادة حقيقية لدى القيادات في مواجهة التحديات، فعاصفة الحزم العربية أعادت الاعتبار للشخصية العربية وإرادتها في حماية هويتها ودولها ومجتمعاتها، واتجه المواطن العربي إلى ثلة المتحدثين والمحللين للأوضاع الجديدة عن خريطة الأحداث السياسية التي تجري في كل المسارات، في ظل الحاجة إلى رؤية القادرين على جمع الأحداث في مشهد واحد أو في مشاهد افتراضية متعددة تساعد الناس على ربط الأحداث السياسية والميدانية ببعضها البعض، احتراما للاهتمام الجاد للمواطنين العرب بأحداث بلادهم في مرحلة الأمل الراهنة.
فالمواطن العربي غير المتخصص يتطلع إلى إضاءات من النخب الإعلامية لإيجابيات الحراك السياسي والدبلوماسي الذي أفرزته (عاصفة الحزم التي أطلقتها عاصمة العزم) كمثال؛ (وكما قال أحد الكتاب) للربط بين زيارة الرئيس المصري إلى الرياض وتطورات اليمن وسورية والعراق وليبيا، مع زيارة الملك المغربي إلى الرياض في اليوم التالي، وعلاقة ذلك بلجنة القدس العالمية التي يرأسها، والقضية الليبية التي تستضيف بلاده في الصخيرات حوار أطرافها، والعلاقات العربية - الأوروبية، وذلك قبل زيارة الرئيس الفرنسي الاستثنائية إلى الرياض وحضوره قمة قادة مجلس التعاون الخليجي، وأيضاً علاقة الرئيس الفرنسي بملف الدولة الفلسطينية وسعيه للدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وأيضاً علاقة فرنسا بلبنان، إضافة إلى ربط الزيارة الفرنسية بالقمة التي عقدت لاحقاً في «كامب ديفيد» بين قادة الخليج والرئيس الأمريكي وذلك تلبية للدعوة التي وجّهها أوباما لقادة الخليج بعد عشرين دقيقة من الإعلان عن الاتفاق الاطاري بين إيران والخمسة زائد واحد في لوزان عشية عاصفة الحزم، وغيرها الكثير من زيارات القادة العرب والدول الصديقة للعاصمة الرياض.
إن هذه الزيارات وترابطها مع الأحداث لا يجوز أن نتعامل معها كأخبار منفصلة؛ إنها أجزاء من مشهد متكامل يصح أن نراه من زوايا مختلفة وخلفيات متعددة وبنتائج مغايرة، إلا أنه مشهد واحد.
عاصمة القرار والشباب العربي
الجمعة 5 يونيو كتب خالد البعيجان في الحياة يقول: خلال أربعة أشهر فقط، غيَّر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وجه المملكة العربية السعودية، زادها ألقاً وحيوية، منذ اليوم الأول لتوليه السلطة بدأ عملية «تجديد الدماء» في شرايين الحياة السياسية بالمملكة.
إن الملك سلمان يدرك مدى الأهمية التي تشكلها بلادنا للعالم الإسلامي، باعتبارها موئل الحرمين، والشقيق الأكبر للأمة، ويدرك أكثر ضرورة تواصل الأجيال، وضخ ليس فقط الدماء الشابة إلى دوائر الحكم والمسؤولية وإنما أصحاب الأفكار البناءة غير التقليدية لخدمة بلادها.
إن اختيار «الأميرين المحمدين»، وتكليفهما بهاذين المنصبين المؤثرين، جاء بعدما حققا نجاحاً كبيراً في الفترة الماضية، من خلال تحملهما أعباء الملف اليمني و»عاصفة الحزم»، إِذْ أثبتا بحسن إدارتهما هذا الملف المهم أن المملكة تملك من الكفاءات الواعدة ما يجعلها على الدوام أساس استقرار المنطقة، وحامية الوطن العربي من أية جهة خارجية تريد العبث بأمنه.
إن الروح الشابة في الوجه الجديد للمملكة والمنظومة الخليجية ظهرت آثارها ونجاحاتها في أكثر من مناسبة، لعل آخرها التوصل إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 تحت الفصل السابع، بشأن الأزمة اليمنية، لا شك أن عملية تسليم المسؤولية من جيل إلى جيل آخر شاب يحمل تطلعات كبرى للمملكة ودورها خلال الفترة المقبلة ستنعكس على ملفات عدة للمنطقة. كان لافتاً مدى استجابة الملك سلمان للرأي العام، وهو أمر يؤكد أن القيادة السعودية على تواصل دائم مع الشعب، وتعمل على تحقيق تطلعاته، وتحسين مستواه المعيشي في المجالات كافة، فالواضح من الدماء الجديدة التي ضخَّها خادم الحرمين - ملك الحزم والعزم - في دائرة الحكم بالمملكة أنه ينظر إلى المستقبل ويعتمد على الشباب القادر على مواكبة التغيرات. ويبدو أن الرياض لن تكتفي خلال الفترة المقبلة بأن تكون عاصمة للقرار العربي، لكنها ستكون أيضاً عاصمة للشباب العربي.
من خطبتي الحرمين
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإِنسانية يأتي امتدادا للدور الرائد للمملكة بلاد الحرمين الشريفين ورسالتها الإسلامية والإِنسانية والعالمية، وإنه بحق لمفخرة تاريخية وإِنسانية ومبادرة حضارية ونقلة إغاثية نوعية في السجل التاريخي الحافل لسلمان الحزم والأمل والعزم والعمل جعله الله في موازين أعماله الصالحة.
وقال في خطبة الجمعة من المسجد الحرام 4 / 8 / 1436: إنه من روائع الأمل وبديع التفاؤل ومن أبهر مواقف النبل ومآثر المواساة والتآخي التي سطرتها بلاد الحرمين الشريفين رعاة ورعية في التخفيف من جراحات إخواننا المرزوئين والمصابين، ونصرة الحق على الباطل والعدل على الظلم مهما عتا وتجبر أهله، فكانت إعادة الأمل بعد عاصفة الحزم نورا يضيء البصائر والأبصار ويبعث في النفوس البشر والضياء بعد ما أتت عاصفة الحزم ثمارها وحققت أهدافها لرد اعتداء عصابات البغي والطغيان التي انقلبت على الولاية الشرعية، وخدمت أجندات خارجية تريد أن تزرع بذور الطائفية الإقليمية المقيتة في المنطقة برمتها.
الحرف والكلمة لعز الوطن
وكان الكاتب ماضي الماضي، قد كتب آنذاك مع هبة العاصفة يقول: بدأنا نُسخّر أحرفنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي للإشادة والإعجاب بقرار عاصمة الحزم لإعادة الشرعية لبلد شقيق عربي مسلم، جار تربطنا به علاقات لا حدود لها من الأواصر، يسعدنا ما يسعده، ويشقينا ما يشقيه، وندعو الله أن يوفق جنودنا البواسل لإعادة الشرعية والاستقرار لليمن السعيد من محاولة اختطافه من شرعيته وقيمه التي اعتاد عليها، والتي تربطه بأشقائه وفي مقدمتهم الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، التي بذلت كل جهد لاستقرار اليمن عبر كل الطرائق الدبلوماسية الممكنة، وعندما وَجَدَت أن آخر الحلول هو الحزم أطلقت «عاصفة الحزم» بمشاركة خليجية عربية إسلامية وبتأييد عالمي.
ولهذا يجب أن يكون دورنا أبناء لهذا الوطن وكل أبناء الدول المشاركة في هذا التحالف أن نُسَخّر كل إمكاناتنا لدعم جنودنا البواسل والدعاء لهم بالنصر وأن يجنب الله أبناء اليمن كل مكروه، ولأني أنا وأنت وهو وهي أصبحنا وسائل إعلام في عصرنا هذا فالمطلوب منا في هذه المرحلة بالذات أن نغير من سلوكياتنا في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، فإنَّ كنا اعتدنا أن نناقش موضوعات خلافية داخلية بين فئة وفئة من أفراد المجتمع، فالمطلوب منا أن نغلق هذه الملفات، ونعلم أننا مهما اختلفنا فإننا نقف خلف الوطن نسيجاً واحداً تجمعنا محبته ونصرته وستكشف لنا هذه العاصفة من الصديق ومن العدو، ولكن علينا أن نشد على يد صديقنا حتى وإن كنا على خلاف معه في موضوعات أخرى، وعلينا ألا ننجرف مع عدونا للنيل منا ولو بالكلمة، ولأن أصعب ما يمكن أن يُفْقِده توازنه هو تلاحمنا ودعواتنا وافتخارنا.
بأقلام مثقفي العرب
مع انطلاق (عمليات عاصفة الحزم) واستمرار نجاحاتها يواصل كتاب الصحف العربية والخليجية تأييدهم لقرار عملية العاصفة التي تقودها السعودية، مؤكدين أن الملك سلمان مثّل أول انتفاضة حقيقية لرد الاعتبار للعرب والمسلمين، فعلى سبيل المثال كتب الاستاذ وائل الحساوي بجريدة الرأي الكويتية، بعنوان: عاصفة الأمل في نفوسنا (ان الملك سلمان مثل أول انتفاضة حقيقية لرد الاعتبار للعرب والمسلمين، وقرر مع إخوانه قيادات دول الخليج ما يطلقون عليه، (enough is enough) وانتفضت دول الخليج بمساندة ثماني دول عربية وإسلامية لتحرير اليمن، فكان السيف أصدق أنباء من الكتب، وشاهدنا التعنت والاستكبار الإيراني ينهار تحت ضربات الطائرات، وشاهدنا الحوثيين وعميلهم علي صالح يستنجدون بالعالم لإنقاذهم)!.
وتابع: «إن العزة شيء ثمين لا يشعر به إلا من فقده، وإن الذل والهوان قيد مهين لا يشعر الإِنسان بالسعادة من دونه».
وأكَّد الكاتب راجح الخوري في مقاله انتصاران لعاصفة الحزم، في صحيفة النهار اللبنانية: عملية عاصفة الحزم تفتح صفحة وتطوي صفحة، وما حققه الملك سلمان بِرَوِية وتخطيط وحكمة يمثل عملياً انتصارين بارزين: الانتصار العسكري الذي وضع حداً للزحف الحوثي المدعوم إيرانيا الذي كان يريد احتلال عدن وإلغاء الشرعية المعترف بها عربياً ودولياً، خصوصاً أن عشر دول تقف وراء المملكة عسكرياً، والانتصار السياسي الأكثر إبهاراً، والذي تجلّى في الإجماع العربي والدولي على دعم العملية لمنع انهيار الشرعية والحيلولة دون انزلاق اليمن إلى الحرب الأهلية، تضاف إلى هذه البراعة في توقيت العملية عشية القمة العربية التي تبنت تشكيل قوة ردع عربية.
وذكر الكاتب الأردني عبد الهادي المجالي ضمن مقاله (عاصفة الحزم) في جريدة (الرأي) الأردنية أن الرياض أصبحت الآن عاصمة القرار العربي، واصفاً وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بأنه لم يعد يؤمن باستئجار الغرب لخوض حرب بالوكالة، وقال: إن السعودية الآن في وجه جديد وشكل جديد ونظام حكم جديد، وأنا حين أرى وزير الدفاع الشاب الأمير محمد بن سلمان، أؤمن أن ثمة نمطا جديدا للحكم هناك لم يعد يؤمن بالسلاح المكدس بالمخازن، ولم يعد يؤمن باستئجار الغرب لخوض حرب بالوكالة، ونحن ندفع الفاتورة، وأضاف المجالي: «ثمة إرادة جديدة في الرياض، إرادة قررت المواجهة، وعدم تأجيل الملفات أو ترحيلها؛ لهذا على كل عربي يملك نفسا قوميا حقيقيا، على كل مواطن يشعر بخطر «سليماني» وعصابته، أن يقف مع السعودية في حربها الضروس هذه؛ لأن الرياض أصبحت الآن عاصمة القرار العربي والمحرك الحقيقي لبوصلة السياسة».