سمو ولي العهد سنوات من العطاء والعمل الدؤوب ">
بُويع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في الثالث من شهر ربيع الآخر عام 1436هـ ولياً للعهد، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية ورئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية بقرار ملكي، أشرف على العديد من اللجان والحملات الإغاثية، وشغل سموه منصبه الرسمي الأول عام 1999 عندما عين مساعداً لوزير الداخلية، وبصفته هذه قاد حرب السعودية على الإرهاب في الداخل، ونفذ خططاً واستراتيجيات مكافحة الإرهاب بالمملكة، وقاد لفترة طويلة جهود المملكة ضد تنظيم القاعدة الإرهابي ما أسفر عن تقويض التنظيم المتطرف بشكل كبير، ويمتاز الأمير محمد بن نايف بالمعرفة العميقة بالشأن العام والتواصل مع المواطنين ورجال الفكر والسياسة والدبلوماسية في مجالسه العامة والخاصة، فضلاً عن شبكة علاقات إقليمية ودولية واسعة.
وفي ذكرى البيعة الأولى نستعرض عبر (الجزيرة) محطات مختلفة في حياة سموه وخدمته الوطنية:
مكافحة الإرهاب
أشرف الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز على تنفيذ خطط واستراتيجيات مكافحة الإرهاب ومواجهة أعماله بكل عزيمة واقتدار، وحقق في ذلك نجاحاً حظي بتقدير الجميع محلياً وإقليمياً وعالمياً، وقدم طيلة فترة عمله في وزارة الداخلية تجربة سعودية متميزة في مجال مكافحة الإرهاب أفادت منها دول عالمية عديدة، وتربى في كنف والده الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز الذي توفي في 2012 - رحمه الله -.
وشغل الأمير محمد منصبه الرسمي الأول عام 1999 عندما عين مساعداً لوزير الداخلية، وبصفته هذه قاد حرب السعودية على الإرهاب في الداخل، حيث شهدت المملكة بين 2003 و2006 موجة من الهجمات الدامية التي نفذتها القاعدة، استهدفت مقار رسمية ومنشآت عسكرية ونفطية وأهدافا غربية، وقد نجا سموه من محاولة اغتيال نفذها انتحاري ينتمي للقاعدة حينما ادّعى أنه يريد مقابلته ليعلن له توبته إلا أن الله سبحانه أحبط كيده ورده إلى نحره.
تجربة سياسية
نشأ الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في بيئة حكم سياسي عريق، فهو أحد أحفاد مؤسس المملكة العربية السعودية وباني كيانها الملك عبد العزيز، وهو ابن الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي يعد أحد أبرز رجالات الدولة السعودية، وكانت له تجربة سياسية وأمنية وإدارية عميقة، كما يعد شخصية عالمية بارزة في ميادين العمل الإِنساني.
واكتسب من والده ومن بيئة الحكم والسياسة المزيد من الخبرات السياسية والإدارية والاتصالية، كما أكسبه ذلك معرفة متعمقة بالشأن العام والتواصل مع المواطنين ورجال الفكر والسياسة والدبلوماسية الذين يلتقون والده الأمير نايف بن عبد العزيز في مجالسه العامة والخاصة، وخلال زياراته الخارجية لمختلف دول العالم.
وأضاف عمل الأمير محمد في القطاع الخاص قبل التحاقه بالعمل الرسمي تجربة ثرية في المجال الاقتصادي والمالي والتجاري على الصعيد الداخلي والخارجي، كما تنوعت مهاراته الاتصالية من خلال تعاملاته مع مختلف العاملين في هذه المجالات الحيوية والمؤثرة في شؤون الدولة والأفراد.
مسيرةٌ بخطوات ثابتة
لسمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف مسيرةٌ طويلة أمضاها في وزارة الداخلية تحمّل خلالها مسؤولياته الوطنية بحكمة، ولا سيما حفظ الجبهة الداخلية عبر تجربة سياسية وأمنية وإدارية خلال المناصب التي تقلّدها قبل أن يُصبح ولياً للعهد؛ حيث قاد عملية تطوير وتحديث شاملة لقطاعات وزارة الداخلية وفق متطلبات العمل الأمني، وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية، ورفع كفاءة عملها.
وتشير المعلومات، إلى أن الدول الغربية (تحسب له نجاحه في مكافحة القاعدة، فلطالما كانت أجهزة الأمير محمد بن نايف أول من يحبط مخططات التنظيم)، وبالتالي لم يكن من قبيل الصدفة أن استهدف انتحاري من القاعدة الأمير محمد عام 2009، حيث قام عنصر سعودي من القاعدة بالادعاء بأنه يريد مقابلة الأمير ليعلن له توبته، وخبأ متفجرات داخل جسده، وفجر نفسه إلا أن الأمير محمد أصيب بجروح طفيفة فقط.
وفي موازاة جهوده الأمنية، أطلق الأمير محمد برنامج المناصحة المعد لإعادة تأهيل العائدين من معتقل غوانتانامو الأمريكي في كوبا، وكذلك للذين يتخلون عن الفكر المتطرف، وذلك بهدف إعادة دمجهم في المجتمع، حيث تم تأسيس مركزين للمناصحة، أحدهما في الرياض وآخر في جدة يحملان اسم الأمير محمد للمناصحة، ويقدم فيهما مناصحة دينية واجتماعية للنزلاء، كما يتم تزويجهم ودعمهم، ويخضع المشاركون في تلك الدورات لبرامج دينية وفكرية ونفسية واجتماعية قبل إطلاق الجهات الأمنية سراحهم.
ونجح في تأسيس هذه المراكز التي ُتعد الأولى من نوعها في دول الخليج العربي، لتصحيح أفكار وتأهيل أعضاء الجماعات المتشددة، غير المتورطة بشكل مباشر في أعمال عنف كبيرة، خاصة المحكومين في قضايا عنف بالمملكة، ويؤدي المركز دوراً مهمّاً في تصحيح المفاهيم، والمراجعات الفكرية والدينية للعناصر المتشددة، وهي تجربة سعودية متميزة في مجال مكافحة الإرهاب أفادت منها دول عالمية عديدة.
اهتمامات وأعمال إِنسانية
يُولي سمو ولي العهد اهتماماً خاصاً بالشباب ودرء مخاطر الانحراف والإرهاب والمخدرات عنهم، ومساعدة أسرهم على مواجهة جنوح أبنائهم؛ وفي الوقت نفسه يهتم - حفظه الله - بشؤون السجناء وأسرهم، وكذلك أسر المتورطين في أعمال إرهابية الذين يتواصلون معه مباشرة، مستنكرين ما أقدم عليه أبناؤهم من تصرفات خاطئة بحق وطنهم وأسرهم.
ويحرص سموه على متابعة أحوال أفراد رجال الأمن الذين يؤدون مهماتهم في ظروف مناخية صعبة، وتذليل ما يواجهونه من صعوبات وظروف، ويوجه بعلاج ومساعدة من تعرض منهم للمرض أو الإصابة أثناء أداء الواجب الأمني، ويهتم بشهداء الواجب والمصابين في مواجهة الأعمال الإرهابية والأحداث الأمنية وأسرهم، وتقديم الرعاية والعناية لهم، وتحمل ما عليهم من التزامات مالية، وتوفير السكن المناسب لهم ولأسرهم، وتسهيل مواصلة أبنائهم لتعليمهم وتوظيفهم ليتولوا مستقبلا إعالة أسرهم.
ويُعنى الأمير محمد، بالمراجعين لوزارة الداخلية من المواطنين والمقيمين، ويتفهم أوضاعهم ويتابع إنهاء شكاواهم في إطار النظام، ويحرص على إحاطتهم بما يتم حيال قضاياهم دون تكليفهم بمراجعة الوزارة وذلك من خلال وسائل الاتصال الحديثة، ويدعم المبادرات الإِنسانية والأعمال الخيرية المخلصة، ويتابع ما يُنشر في وسائل الإعلام عن ذوي الظروف الخاصة، ويبادر سموه إلى إنهاء مشكلاتهم وتحقيق مطالبهم.
علوم ومعارف وتميز
يُعد سمو ولي العهد - أيَّده الله - من المتابعين لمختلف فنون العلم والمعرفة على وجه العموم، وما له صلة بشؤون الأمن بصفة خاصة، ولا يميل إلى الظهور الإعلامي الذي يفتقر إلى الفعل الناجز، ويرى أن الأعمال ينبغي أن تسبق الأقوال، وأنها خير من يتحدث عن فاعلها، ويمارس هواية القنص التي يُعد والده الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - من أبرز رواد هذه الهواية العربية الأصيلة، وكان يرافقه على الدوام خلال رحلات القنص، كما يمارس رياضة السباحة، وفنون الرماية، والفروسية.
درس مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة في الرياض، وواصل تعليمه الجامعي بالولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1981، داعماً مسيرته المهنية بالعديد من الدورات العسكرية المتقدمة داخل وخارج المملكة، ولا سيما المتعلقة بالشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب.
وقلّده الملك الراحل فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - وشاح الملك فيصل تقديراً لجهوده (تخطيطاً وإدارة ناجحة) في اقتحام الطائرة الروسية المختطفة في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة وإنقاذ ركابها مطلع مارس 2001، وبدوره قلده الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى مطلع سبتمبر 2009، تقديراً لتميزه في مجال عمله.
وصدر أمر ملكي بتعيينه مساعداً لوزير الداخلية بالمرتبة الممتازة في 13 مايو 1999، ثم صدر أمر ملكي بتعيينه مساعداً لوزير الداخلية بمرتبة وزير في 22 يوليو 2004، قبل صدور أمر ملكي بتعيينه وزيراً للداخلية في 5 نوفمبر 2012، وتقلد الأمير محمد عضوية الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات عام 2006، واللجنة الدائمة للمجلس الاقتصادي نهاية عام 2009، واختير نائباً لرئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، ورئيساً فخريّاً لمجلس وزراء الداخلية العرب، ومجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
ومن مناصبه العامة الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، الرئيس الفخري ورئيس مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، رئيس لجنة الحج العليا، رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي، رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني، الرئيس الفخري للجمعية الوطنية للمتقاعدين، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، الرئيس الفخري للجنة الوطنية السعودية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم (تراحم) ورئيس المجلس الأعلى لكلية الملك فهد الأمنية، الراعي لكرسي محمد بن نايف للسلامة المرورية.
مؤتمرات ولقاءات
شارك سمو ولي العهد في مؤتمرات ولقاءات أمنية عديدة خارج المملكة، كما قام بالعديد من الزيارات الرسمية لعدد من الدول في مهمات ذات صلة بالشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب، وترأس سمو الأمير محمد عدة لجان، منها: لجنة الحج العليا، والهيئة العليا للأمن الصناعي، والمجلس الأعلى للدفاع المدني، والجمعية الوطنية للمتقاعدين، واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، واللجنة الوطنية السعودية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم (تراحم) والمجلس الأعلى لكلية الملك فهد الأمنية، ورعاية كرسي محمد بن نايف للسلامة المرورية، وأشرف على العديد من اللجان والحملات الإغاثية السعودية لمساعدة الشعوب المتضررة في فلسطين والصومال وسوريا وشرق آسيا وأفغانستان وباكستان ولبنان، وعلى تنفيذ خطط واستراتيجيات مكافحة الإرهاب ومواجهة أعماله بكل حسم، حيث حقق نجاحاً نال التقدير المحلي والإقليمي والدولي، وشارك في مؤتمرات ولقاءات أمنية عديدة خارج المملكة، وعديد من الزيارات الرسمية لدول في مهمات ذات صلة بالشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب.
وقفة وفاء
رصدت كاميرات المصورين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية - مساء الأحد الثامن عشر من رمضان الكريم الماضي واقفاً أمام قبر والده، الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - في مقبرة العدل بمكة المكرمة وبرفقته عدد من الأمراء، وتداول المغردون الصور بالكثير من الفخر بوزير الداخلية الراحل، الأمير نايف بن عبد العزيز وإنجازاته الوطنية، مشيدين بلمحة الوفاء، التي عبرت عنها زيارة سمو الأمير محمد بن نايف لقبر والده ولاسيما في هذه الأيَّام المباركة.
تفقده للأجهزة الأمنية في الحج
أكد الفريق سليمان بن عبد الله العمرو مدير عام الدفاع المدني أن جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ورئيس لجنة الحج العليا، لتفقد استعدادات الأجهزة الأمنية وكافة الجهات المشاركة في أعمال الحج (للموسم المنصرم) 1436هـ والاطمئنان على الإمكانات الآلية والبشرية التي هيأتها الدولة تأتي انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - يرعاهم الله - على توفير أفضل السبل لراحة وطمأنينة حجاج بيت الله الحرام، وتقديم أرقى الخدمات لهم لتأدية نسكهم بيسر وسهولة، وقال: إن قيادة هذه البلاد اعتادت على الوقوف الميداني المباشر على سير الخدمات التي تتعلق بضيوف الرحمن، وإن زيارة سمو ولي العهد للمشاعر سيكون لها أكبر الأثر في نفوس جميع المشاركين، مضيفاً أن قوات الدفاع المدني أكملت كافة استعداداتها لخدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه والعمل على حمايتهم والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم، وأوضح أن زيارة سموه للوقوف على استعدادات الجهات المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم الحج، والاطمئنان على الإمكانات الآلية والبشرية التي هيأتها الأجهزة الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج الرامية إلى تحقيق أقصى سبل الراحة والاستقرار لوفود الحجيج؛ تترجم تطلعات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تمثل حافزاً لكافة منسوبي الدفاع المدني المشاركين في أعمال الحج لتقديم صورة مشرفة تتوج ضخامة الجهود والإمكانات المبذولة لرعاية ضيوف الرحمن.
وعبر الفريق العمرو عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد على هذا الدعم السخي لجميع قطاعات قوى الأمن الداخلي بما فيها الدفاع المدني حتى وصلت إلى هذا المستوى الراقي في التجهيزات والإمكانيات والقوى البشرية المدربة وفق المهارات المهنية لأداء مهامها في مجال العمل الأمني عامة والحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن خاصة.
ونوه بما يوليه الأمير محمد بن نايف من اهتمام كبير ودعم لهذه القوات، مؤكِّداً أن هذه الزيارة تعتبر مؤشرا قويا على عناية القيادة الرشيدة بتوفير كل سبل الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن لأداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة، وثمن ما يقدمه رجال الأمن من جهود وتضحيات خلال موسم الحج استشعاراً بالمسؤولية الضخمة المنوطة بهم وشعورهم الأصيل بشرف خدمة ضيوف الرحمن والعمل من أجل أمنهم وسلامتهم.
الاجتماع الـ 34 لوزراء داخلية الخليج
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في اجتماع وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ان دولنا تواجه حملات إرهابية شرسة مستهدفة أمن مواطنينا ومقدرات أوطاننا، وأن المستجدات الأمنية تستوجب تعاونا دولياً أكثر جدية وفعالية، جاء ذلك في ثنايا الكلمة التي ألقاها سمو ولي العهد خلال الاجتماع الرابع والثلاثين لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دولة قطر الشقيقة الذي عقد برئاسة معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة قطر، حيث رأس سموه وفد المملكة في الاجتماع.
وقال سمو ولي العهد - حفظه الله - إن لهذا الاجتماع أهميته كونه ينعقد في ظل ظروف ومستجدات أمنية دولية تستوجب تعاوناً دولياً أكثر جدية وفعالية في مواجهة الإرهاب ومعالجة أسبابه والتصدي الحازم للقائمين به والداعمين له والممولين لنشاطاته، وأضاف سموه: الإرهاب جريمة تهدد مخاطرها المجتمع الإِنساني بأكمله مما يوجب تعاون الجميع في مواجهتها وتضافر كافة الجهود في مكافحتها وعدم استغلال هوية القائمين بها في الإساءة إلى معتقد أو عرق أو أمة بعينها، وأردف سمو ولي العهد قائلاً: سوف نواصل - بإذن الله تعالى - جهود التنسيق والتعاون المشترك بين أجهزة الأمن في دولنا التي تواجه حملات إرهابية شرسة لا تقف عند حد مستهدفة أمن مواطنينا واستقرار دولنا ومقدرات أوطاننا.
أضواء إعلامية
لا يفتأ الإعلام المقروء والمرئي عن الحديث عن سمو ولي العهد وإنجازاته الأمنية المشهودة على كافة الأصعدة، حيث إن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ذو شخصية قيادية له بصماته المشهودة وإنجازاته البارزة منذ تدرجه في عدة مناصب في وزارة الداخلية، فنهج نهجا متقدما في العمل على تقديم أفضل الخدمات، وأمر بالتسهيل في تقديمها للمواطنين والمقيمين، وعمل بكل حزم على مكافحة الإرهاب والتصدي للقاعدة وتقصي الإرهابيين، فأدار سموه ملفاً من أصعب الملفات عالمياً فضلاً عن خطره الداخلي بكل قوة واقتدار، وذلك بصفته رجل الأمن الأول وممن يملكون القدرة وحسن التصرف، كما عمل سموه على تطوير وزارة الداخلية ومنسوبيها على احدث التقنيات المتطورة.
وللأمير محمد بن نايف عدة جولات خارجية التقى خلالها رؤساء دول وكبار المسؤولين وتمت خلالها مباحثات رسمية وعلى مستوى عال، اهتمت بمكافحة الإرهاب والتعاون الأمني وإبرام الاتفاقيات المهمة على أعلى المستويات والعمل على تطوير وتجهيز وتحديث وزارة الداخلية الوزارة الأهم.
كما لسمو ولي العهد مواقف لا تنسى تتجلى في زياراته الشخصية لأسر وعائلات وأبناء شهداء الواجب الذين ضحوا بأعمارهم للذود عن حمى الوطن، فزار سموه وقدم واجب العزاء وخفف المصاب بمواساته، ولن ننسى احتضانه لأطفال الشهداء في لقطات امتزجت فيها دموع الفقد مع عبارات الشكر لله على شرف الشهادة، فقدم الأمير محمد بن نايف وسهل وأعطى لعائلات فقدت مُعيلها ووليها، وكذلك زيارات الأمير محمد بن نايف للمصابين العسكريين وغيرهم من ضحايا جرائم الفئة الضالة والإرهابيين الذين سفكوا الدماء واعتدوا على حرمة الأنفس ولم يبالوا ببشاعة جرائمهم الحقيرة.
ويشهد على إنجازات وتضحيات الأمير محمد بن نايف تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة ودنيئة نجا منها سموه في العام 2009 ونفذها أحد المطلوبين الأمنيين، خلال استقبال سموه وفودا لتهنئته بشهر رمضان حيث قام المطلوب أثناء تفتيشه بتفجير عبوة مزروعة في جسمه ما أدَّى لإصابة الأمير محمد بجروح طفيفة، وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - بزيارة لسموه للاطمئنان على صحته، وأكَّد الأمير محمد أنه بصحة جيدة، وأن الحادث يزيده تصميما على العمل لاستئصال «هذه الفئة الضالة».
ومن إنجازات سمو وزير الداخلية إنشاء «مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية» الذي يهتم بتعديل الأفكار الخاطئة حول بعض القضايا الشرعية، بهدف بناء مفاهيم شرعية صحيحة تستند الى منهج الوسطية والاعتدال، فأشادت عدة دول بأهداف المركز ومخرجاته واهتمامه في تصحيح الأخطاء والإرشاد والتوجيه لكل ما هو صحيح والابتعاد عن التطرف، وعمل المركز على تلبية متطلبات المستفيدين من خدماته، وعملت بعض الدول على الاستفادة من فكرته ونتائجه.
وحظي الأمير محمد بن نايف بتفضل الملك عبد الله - رحمه الله - بتقليد سموه وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى تقديراً لما يبذله سموه من جهود في مجال عمله، وأعرب الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية - آنذاك - عن شكره وتقديره للمقام السامي على هذا التكريم، معرباً عن اعتزازه به، وعد سموه الوشاح وسام شرف لكل رجال الأمن في المملكة، ومن ابرز شواهد النجاح إشراف الأمير محمد بن نايف على خدمات وزارة الداخلية في موسم الحج من كل عام ومع مشاركة كافة قطاعات الوزارة، فاستطاع سموه من خلال المتابعة الشخصية والوقوف عن قرب للتأكد من تقديم الخدمات بكل يسر وسهولة، فترجمت التنظيم بأرقى معانيه منذ دخول حجاج الخارج ووصول حجاج الداخل فتزامن الترتيب والجهود الأمنية مع الحجاج في مراحل مناسكهم والى حين مغادرتهم الأراضي المقدسة.