تاريخ طويل من الوقفات إلى جانب الشعب الفلسطيني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقفات كان من بينها ترؤسه اللجنة الشعبية لفلسطين يوم إنشائها، إبان توليه إمارة الرياض حفظه الله، ومنذ ذلك التاريخ ومدد الجهود والعطاء لا ينقطع من لدن خادم الحرمين الملك سلمان للشعب الفلسطيني ولأبناء فلسطين الذين يعترفون لمقامه السامي الكريم بالكثير بوصفه المدافع الأكبر عن حقوقهم، وزعيم الأمة الإسلامية التي تتصدر القضية الفلسطينية قائمة قضاياها بوصفها حاضنة المسجد الأقصى ومهد الرسالات السماوية. ومنذ توليه مقاليد الحكم في البلاد -حفظه الله- وهو يحث اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني على القيام بأداء رسالتها الخيرية في دعم صمود الشعب الفلسطيني. ويشدد على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية واعتبارها شرطا لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني المشروعة والعادلة في وطنه فلسطين.
ولقد بذل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جهوداً عظيمة لن ينساها التاريخ ولن تسقط من ذاكرة أبناء الشعب الفلسطيني مكنت شعبنا من الصمود في وجه أزمات الفقر والحصار والإغلاق المفروض على الأراضي الفلسطينية من خلال تقديم العديد من البرامج الإغاثية والتعليمية والإسكانية ومشروعات البنية التحتية وبرامج عديدة شملت جميع مناحي الحياة الفلسطينية كافة.
كما أكد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للرئيس الفلسطيني محمود عباس إبان زيارة له للمملكة المواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتحقيق السلام العادل والدائم لهم، مهيباً بالمجتمع الدولي أن ينهضَ بمسؤولياته لتأمين حماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءاتِ الإسرائيلية المتكررة.
وعلى مدى سنوات ثمانية قضيتها سفيراً لدولة فلسطين في المملكة، عرفت «أبا فهد» متواضعاً، حكيماً، صادقاً، ومخلصاً للقضية الفلسطينية، وقد أثمرت جهوده المزيد من الدعم السياسي والمعنوي والمادي لأبناء فلسطين، والفلسطينيون بدورهم يكنون محبة صادقة لهذا الرجل النبيل.
إن الملك سلمان هو مفتاح الخير والأمن والاستقرار، سدد الله خطاه على الخير، ووفقه لما فيه خير شعبه والأمتين العربية والإسلامية. واليوم يقود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأمة الإسلامية والعالم العربي لمواجهة كثير من الملفات التي تستلزم بالفعل تدخلاً حازماً لملك لا تأخذه في سبيل الحق لومة لائم، ملك طالما انحاز إلى الحق الفلسطيني وأعطاه الكثير من عمره المبارك، وها هو ذا اليوم ينحاز إلى قضايا الأمة ويقود مسيرتها في مواجهة قوى البغي والطغيان.
ولقد عرف الجميع سيف عدالة سلمان على مدار عقود هنا منذ كان أميراً للرياض، فكم من أصحاب مظالم توجهوا لمجلسه المفتوح للجميع وعادوا راضين بعدما انتصف لهم ورد مظالمهم، وكم من أصحاب حاجات عادوا يدعون له بعد توجيه كريم من لدنه -حفظه الله- بقضاء حاجاتهم، كان مجلسه في إمارة الرياض -حفظه الله- مقصد عدل يؤمه الجميع واثقين بأنهم لن يعودوا إلا وقد أخذوا حقوقهم، وتشاء الأقدار أن يأتي اليوم الذي تذوق فيه الدولة الإيرانية المارقة بأس سيف عدل سلمان بن عبدالعزيز، السيف الذي لم يقبل الجور لكائن من كان، فمن باب أولى اليوم ألا يقبل الجور على وطنه ومقدراته ومستقبل أبنائه، وسيادته الوطنية التي تجرأ هؤلاء عليها كثيراً وتمادوا وطمعوا في حلم المملكة وسياستها المؤثرة للسلم، غرهم حلم المملكة، لم يدركوا أن سلمان بن عبدالعزيز شأن آخر، سلمان بن عبدالعزيز وريث المؤسس الذي أدرك جيداً إن المارق لا يصلحه إلا السيف، فانقض على كل ما دبروا له عقوداً وحاكوه من مؤامرات حول المملكة، فهدمها على رؤوسهم، فشفا الله بسيف عدله صدور قوم مؤمنين.
نسأل الله العظيم أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها، فهي مركز الإسلام وحاضنة مقدساته، وأرض حماته، ولاة أمرها الحكماء الأقوياء الذين أجرى الله بسيوفهم في الأرض عدالة السماء.
جمال عبدللطيف الشوبكي - سفير فلسطين في مصر والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية