ليست المملكة كغيرها من دول العالم فهي حالة خاصة تختلف اختلافًا تامًا من عدة أوجه أولها وأظهرها أن هذه الدولة قامت على شرع الله، تقيمه وتعتمده منهجًا لها، لا تحيد عنه بتغير الظروف وتقلبات الأيام، وحصدت المملكة نتائج هذا النهج فأصبحت دولة تنعم بالسلم والأمن، وتدفقت خيراتها فقد باركها الله وبارك لها فيما أعطاها، فأصبحت مثلاً للأمن والاستقرار تحاول الدول شرقًا وغربًا أن تكون مثلها، وأن تتحقق لشعوبها الحياة الرغيدة الآمنة المطمئنة التي يحياها أبناء المملكة.
ومن أهم ما تميزت به المملكة نظام الحكم الفريد الذي ينتقل فيه الحكم بسلاسة أدهشت العالم، فبينما ترتفع الأسلحة وتراق الدماء اقتتالاً حول كراسي الحكم في العالم أجمع فإن أبناء هذه البلاد المباركة أوكلوا أمرهم إلى قيادة راشدة تحكم فيهم شرع الله، تحفظ أموالهم وحقوقهم، يؤمن فيها الجميع أن انتقال السلطة يجب أن يتم بهذه الكيفية والرقي، وهو في أيدٍ أمينة كيف لا وقد حقق حكام هذه البلاد منذ أن شيد بناءها المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه-، وانتقل الحكم من بعده لأبنائه البررة من الملوك، الذين حافظوا على هذه البلاد وقادوها لتصبح من أرقى البلاد وما زالت تسابق الزمن بهمة لا تفتر في الصعود إلى مراقي المجد، مستمدة العزم من قادة لا تفتر عزائمهم، وشعب فريد يبذل وسعه للنهوض ببلاده التي أحبها.
إن ذكرى البيعة عند هذا الشعب فرحة عظيمة يؤكد فيها حبه لمليكه وولاءه له، وتمر علينا ذكرى البيعة هذا العام لنؤكد لمليكنا خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز اعتزازنا بقيادته ووقوفنا خلفه في القرارات الحكيمة التي يتخذها على الصعيدين الداخلي والخارجي.
لا يخفى ما تمر به المنطقة من ظروف غاية في الدقة خاصة ما يدور في القريب في اليمن الشقيق الذي كاد أن يضيع لولا استشعار المملكة مسؤوليتها التاريخية وهبتها لنجدة إخوانها، حتى يعود اليمن سعيدًا كما عرف عنه دائمًا، والظاهر من الأمر أن المملكة لم تكتف بالضربات الموجعة التي وجهتها لأعداء الحق وإنما أتبعت ذلك بعمل دؤوب لإعادة إعمار اليمن وما تسبب فيه الظالمون من خراب، وما استصحاب إخوة لنا من الدول الشقيقة إلا خير دليل على أن الحق يجد من يناصره.
لقد أظهر سلمان بن عبد العزيز في هذه الفترة التي تولى فيها مقاليد الكم حنكة وخبرة لا تضاهى في السياسة الخارجية فها هي المملكة تعلن التحالف الإسلامي فتلتف حولها الدول حتى صارت الغالبية الصالحة في خندق واحد تقريبًا لم يشذ منهم إلا دعاة الفتن والضلال.
لن نطيل الحديث عن النهضة الاقتصادية والسياسة الداخلية المتميزة لمليكنا لكن سنشير إشارة واحدة وهي ضرب مليكنا للإرهاب بيد من حديد، قام بما يجب فعله دون أن يخشى في الحق لومة لائم وهو يعلم أن الكثيرين سيثيرون دعاوى باطلة، ويكيلون للمملكة اتهاماتهم، اتخذ خطواته في جرأة وحزم وليس أمامه إلا أمن المملكة وحماية أبنائها الذين التفوا حوله في صورة معبرة عن الحب.
الدكتور صالح بن ناصر آل فرحان - رئيس مجلس إدارة شركة سنابل السلام