الجزيرة - واس:
أكَّد معالي رئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء الأستاذ محمد بن سليمان العجاجي، أن الوطن والمواطن يحتفي هذه الأيام بذكرى مرور عام على البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، على الرغم من أن العام يعد في عمر الدول والشعوب قصيرًا إلا أن الإنجازات التي تمت في هذا العام جعلته يعادل أعوامًا مديدة.
وقال معاليه في تصريح بهذه المناسبة: تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - الحكم في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية صعبة تمر بها كثير من مناطق العالم وبالأخص منطقة الشرق الأوسط والدول المجاورة للمملكة، ومع ذلك تجلت حكمته وقدراته القيادية وخبرته الطويلة، فشرع منذ الأيام الأولى لتوليه الحكم في رسم خريطة حديثة مبهرة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والإدارية وغيرها من المجالات، مع التمسك في الوقت نفسه بالمبادئ الراسخة والأسس الثابتة للدولة السعودية التي أرساها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-.
وأضاف: يضيق المجال ويعجز المقال عن إحصاء تلك الإنجازات الكبيرة ووصفها، ولعلي أعرض لمحات سريعة عنها، وعلى وجه الخصوص في مجال التنظيم والإدارة والتنمية، فقد أصدر الملك المفدى حزمة من الأوامر الملكية التاريخية، منها أمره بإلغاء عدد من المجالس واللجان العليا، وإنشاء مجلس الشؤون السياسية والأمنية برئاسة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ويظهر جليًا في هذا الأمر رغبة الملك - رعاه الله - في إعادة ترتيب الأجهزة العليا للدولة بما يزيد من مستوى التنسيق بين الجهات الحكومية، ويمنع الازدواجية بينها، ويرفع كفاية أدائها بما يتماشى مع المعطيات والتطورات الحديثة وما تقتضيه المصلحة العامة. وعدد معالي رئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء الأوامر التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين ومنها أمره الكريم بدمج وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة هي وزارة التعليم، توحيدًا للجهود، وزيادة في التنسيق؛ لرفع مستوى التعليم في المملكة وزيادة فاعلية العملية التربوية. وقال معالي رئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء: «إن أوامر الملك المفدى الكريمة بإعادة تشكيل مجلس الوزراء، وتعيين عدد من الوزراء الشباب في عدد من الوزارات والجهات الحكومية العليا، جاءت رغبة منه في ضخ الدماء الشابة في شرايين الدولة، وتشكيل مجموعة متميزة من القيادات العليا تجمع بين الكوادر ذات الخبرات المتراكمة والكفايات الشابة، سعيًا إلى تجديد الفكر الإداري في المملكة وتطوير قطاعات الدولة ومؤسساتها».
وأضاف «كما أمر - رعاه الله - بإنشاء هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة، التي تهدف إلى العمل على توليد واستحداث الوظائف لأبناء وبنات الوطن، ومكافحة البطالة والسعي إلى القضاء عليها، وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات والخطوات الواردة في التنظيم الخاص بالهيئة. كذلك أمر بإنشاء مركز الإنجاز والتدخل السريع، الذي يهدف إلى متابعة إنجاز المبادرات ذات الأولوية والأهمية الاقتصادية والتنموية للمملكة، وذلك من خلال إدارة تلك المبادرات بالكفاية والفاعلية والسرعة اللازمة، والسعي الدؤوب والجاد إلى تحقيق النتائج المرجوة منها». وتابع معالي الأستاذ العجاجي يقول: « وفي مجال التشريعات أصدر - حفظه الله- خلال هذا العام مراسيم ملكية بالموافقة على عدد من الأنظمة والتنظيمات التي ستسهم بمشيئة الله في دفع عجلة التنمية، ورفع المستوى التنظيمي للوطن، والرقي بالمستوى المعيشي والتنموي للمواطن، ومنها على سبيل المثال: التنظيم الخاص بأجهزة مجلس الوزراء، ونظام رسوم الأراضي، ونظام المؤسسات والجمعات الخيرية ، ونظام الهيئة العامة للأوقاف، ونظام الشركات، وتنظيم الهيئة السعودية للمحامين».
وأشار إلى أن الشعب السعودي الكريم والعالم أجمع شهد قبل أسابيع قليلة صدور الميزانية العامة للدولة، التي رغم الظروف الاقتصادية العالمية التي تعاني من الركود وانخفاض أسعار البترول؛ إلا أنها صدرت بمصروفات تقديرية تتخطى الثمانمائة مليار ريال، رغبة من الملك - حفظه الله- في إتمام المشروعات التنموية، والرفع من المستوى المعيشي للمواطن، وتنشيط حركة الاقتصاد في المملكة. وأبان معاليه، أن هذه التغييرات والأوامر والقرارات التاريخية تظهر فيها حنكة الملك المفدى في مجال القيادة والتنظيم والإدارة، التي تنعكس من خبرته الطويلة في هذا المجال عطفًا على المناصب القيادية الكبيرة والمهمات الجسيمة التي تولاها -حفظه الله- في حياته العملية.
وسأل معاليه في ختام تصريحه الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين إلى ما يحب ويرضى، وأن يجزيه عنَا خير الجزاء، وأن يديم على هذا الوطن أمنه واستقراره ورخاءه، إنه سميع مجيب.