زيارة الملك سلمان التاريخية لواشنطن انطلقت من حرصه على التواصل مع قادة العالم ">
انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على التواصل مع قادة العالم في كل ما فيه مصلحة وخدمة شعب المملكة العربية السعودية وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وتأكيداً لروابط الصداقة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، وبناءً على الدعوة الموجهة من فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قام خادم الحرمين الشريفين- أيَّده الله - بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الخميس 19/ 11/ 1436هـ الموافق 3/ 9/ 2015م.
وقد حظيت الزيارة باهتمام إعلامي كبير، حيث التقى الملك سلمان خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعددا من المسؤولين، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
زيارة تاريخية
وكان وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير قد أوضح أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود التاريخية إلى واشنطن ولقاءه بالرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في البيت الأبيض تأتي في إطار العلاقات المميزة والوثيقة بين البلدين الصديقين.
وقال الجبير في تصريحات للصحفيين الخميس (3 سبتمبر 2015) في واشنطن، إن الزيارة تأتي في وقت مهم جداً في تاريخ المنطقة والعالم، وهي ليست زيارة بروتوكولية، وإنما زيارة لبحث العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية ونقلها إلى أفق جديدة تساعد في خدمة مصالح الشعبين والبلدين والأمن والاستقرار في المنطقة.
وفيما يتعلق باليمن، بين وزير الخارجية «أن الهدف الاستراتيجي للبلدين واحد وهو تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 بشكل كامل وبدون شروط، ومحاولة الوصول إلى ذلك عبر القنوات الدبلوماسية أو العمل السياسي؛ لكن الأمر بيد الحوثي وصالح اللذين يرفضان قبول هذا القرار، ويستمران في عملياتهما العسكرية وفي محاولات احتلال المزيد من المدن والقرى اليمنية، ولكن - ولله الحمد - استطاعت قوات التحالف وقوات الحكومة الشرعية أن تتصدى لهذه التحركات، وأن تحقق انتصارات مهمة جداً في أماكن مختلفة من اليمن؛ ما أدَّى إلى تراجع في موقف الحوثي وصالح، ونحن نأمل - بإذن الله - أن يفتح ذلك المجال لإيجاد حل سياسي.
السفير الأمريكي
وأكَّد السفير الأمريكي لدى الرياض جوزيف ويستفول، بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين لبلاده، أن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية تشتركان في العديد من المصالح، وعلى رأسها الأمن والتجارة والأنظمة الصحية والتبادل التعليمي. وبين «ويستفول»، في تصريحات للتليفزيون السعودي، أن «العلاقة السعوديَّة - الأمريكيَّة من أقرب وأقيم علاقاتنا في المنطقة بل في العالم».
وقال: إن الرئيس أوباما قدم خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية تعازيه في الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، كما هنأ الملك سلمان وقام بمحادثات موضوعية جداً ترمز للعلاقة الأمريكية - السعودية.
وأضاف: «كل يوم يتم العمل بموضعية لبناء العلاقة بين أمريكا والسعودية وبين مسؤولي سفارتنا والقيادة السعودية، وأشار إلى أنه وخلال سنوات عديدة قام ولي العهد الأمير محمد بن نايف ببناء علاقة قوية للغاية في عدة جوانب وبنيت علاقتنا على الثقة والاحترام المتبادل، وأكَّد السفير ويستفول أن أمن المملكة العربية السعودية مهم لأمن منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وقال: لدينا صديق عظيم وحليف كبير وهو الأمير محمد بن سلمان.. إنه شخص ملتزم جداً بحماية المملكة. وأوضح أنه من المتوقع أن تثمر زيارة الملك لواشنطن عن اتفاقات في مجال التجارة والطاقة والرعاية الصحية.
كيري يكسر البروتوكول
حرص وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، على استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - خلال زيارته الرسمية إلى واشنطن، يوم (الجمعة، 4 سبتمبر 2015)، منذ وصوله إلى قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن، ومرافقته حتى مقر إقامته، وهو أمر يعتبره المراقبون كسراً للبروتوكول الأمريكي المعتاد. وأكَّد مراقبون أن هذه الخطوة تشير إلى مكانة الضيف الكبير، ودليل على أهمية الزيارة التي بدأها خادم الحرمين بعقد مباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي، في ساعة مبكرة من فجر الجمعة (بتوقيت الرياض).
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض «جوش إيرنست» للصحفيين، على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، إن الزعيمين سيناقشان الوضع في اليمن وسوريا وخطوات التصدي لأنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة.
ونقل مراسل «سكاي نيوز عربية» في واشنطن، عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن أوباما والملك سلمان سيناقشان أسواق الطاقة خلال اجتماعهما، بالإضافة إلى الوضع في اليمن وقضايا إقليمية أخرى.
مبادرة تاريخية من أوباما
سلَّط المراسلون الصحفيون بالبيت الأبيض، الضوء على مراسم الاستقبال غير العادية التي حرص الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إقامتها أثناء استقباله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، للإعراب عن مدى ترحيبه في زيارته الرسمية الأولى للولايات المتحدة الأمريكية بعد توليه زمام الأمور في المملكة.
وبحسب ما أوردته المحطات الإخبارية الأمريكية، فإنَّ الرئيس باراك أوباما حرص على الخروج بنفسه لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وهو خارج من سيارته أمام الجناح الغربي «The West Wing» وهو المدخل المؤدي لجميع المكاتب التنفيذية بالبيت الأبيض مثل المكتب البيضاوي وغرفة الكابينة الوزارية وغرفة العمليات التي تُجرى بها المؤتمرات ومركز لإدارة المخابرات وقاعة الرئيس روزفلت للقاءات.
وعلق مارك كنولر مراسل محطة «سي بي إس» على الحدث قائلاً: «حدث غير عادي، الرئيس أوباما خرج بنفسه أمام بوابة الجناح الغربي لاستقبال الملك سلمان داخل البيت الأبيض». وعلق إيمون جافرز أحد الصحفيين بمحطة «سي إن بي سي» على الحدث قائلاً: «يا خبراء البروتوكولات الرئاسية: هل رأيتم مثل هذا المشهد من قبل؟ الرئيس الأمريكي يخرج لاستقبال الملك سلمان وهو خارج من سيارته من أمام بوابة الجناح الغربي». ومن المعروف أن الرئيس الأمريكي لا يخرج بنفسه لاستقبال زواره الرسميين على البوابة.
تعاون لتحقيق الاستقرار
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن المملكة تعتزم التعاون مع أمريكا؛ لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن استقرار شعوب الشرق الأوسط أمر مهم بالنسبة إلى السعودية. جاء ذلك على هامش اللقاء الذي جمع خادم الحرمين الشريفين بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، ضمن الزيارة التاريخية.
من جانبه، عدّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن قرار الملك سلمان بزيارة واشنطن مؤشِّرا على الصداقة بين البلدين، وقال خلال اللقاء، إنه سيواصل التعاون مع خادم الحرمين الشريفين لمواجهة الإرهاب في العالم بما في ذلك تنظيم «داعش» الإرهابي. وأضاف: «نشاطر السعودية القلق تجاه الوضع في سوريا، ومن الممكن بحث تحول سياسي لإنهاء الصراع السوري»، لافتاً إلى أن أمريكا والسعودية يمكنهما بحث التحول السياسي لحل الأزمة في اليمن، وأن هناك حاجة لاستعادة عمل الحكومة اليمنية ومعالجة الوضع الإِنساني.
وعن الملف النووي الإيراني، قال الرئيس الأمريكي: «سنبحث مع الملك سلمان الاتفاق النووي والتصدي لأنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة».
من البيان الختامي
أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - والرئيس الأمريكي باراك أوباما، بياناً مشتركاً في ختام جلسة مباحثات رسمية جمعت الزعيمين، الجمعة (4 سبتمبر 2015) بواشنطن وقد جاء في اليان بحسب (واس):
بدعوة من فخامة الرئيس باراك أوباما، قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 20/11/1436هـ الموافق 4 سبتمبر 2015 م، اجتمع خلالها بالرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض. وعقد الزعيمان جلسة مباحثات إيجابية ومثمرة، استعرضا خلالها العلاقات المتينة بين البلدين؛ حيث نمت هذه العلاقة وتعمَّقت خلال العقود السبعة الماضية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية وغيرها من المجالات ذات المصالح المشتركة.
كما استعرض الزعيمان التعاون العسكري القائم بين البلدين في مواجهة ما يسمى تنظيم داعش في سوريا، وفي حماية المعابر المائية ومحاربة القرصنة، كما ناقشا تسريع الإمدادات العسكرية إلى المملكة، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وأكَّد الزعيمان أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف، كما جددا التزامهما بالتعاون الأمني بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك الجهود المشتركة لمواجهة القاعدة وداعش، وأشادا بتعاونهما للحد من تدفق المقاتلين الأجانب ومواجهة حملات داعش الإعلامية الداعية إلى الكراهية، ولقطع إمدادات تمويل المنظمات الإرهابية. كما أكد الزعيمان الحاجة لجهود طويلة المدى تمتد لعدة سنوات لمواجهة الإرهاب والقضاء على القاعدة وداعش؛ ما يتطلب تعاوناً مستداماً من بقية دول العالم.
وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان ضرورة الوصول إلى حل سياسي في إطار المبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وأبديا قلقهما من الوضع الإِنساني في اليمن، وأكَّد خادم الحرمين الشريفين التزام المملكة العربية السعودية بتقديم المساعدة للشعب اليمني والعمل مع أعضاء التحالف والشركاء الدوليين، بمن في ذلك منظمة الأمم المتحدة، للسماح بوصول المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة وشركائها، بما في ذلك الوقود، للمتضررين في اليمن، والعمل على فتح الموانئ اليمنية على البحر الأحمر؛ لتشغيلها تحت إشراف الأمم المتحدة؛ لتقديم المساعدات الواردة من الأمم المتحدة وشركائها. ووافق الزعيمان على دعم ومساندة الجهود الإِنسانية التي تقودها الأمم المتحدة.
وعلى صعيد النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، أكد الزعيمان أهمية مبادرة السلام العربية التي قُدِّمت في عام 2002 م، والحاجة للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة لهذا النزاع، قائمة على حل الدولتين لتحقيق الأمن والسلام، كما شجعا الطرفين على القيام بخطوات بهدف المحافظة على حل الدولتين وتطويره.
كما شدد القائدان على أهمية الوصول إلى حل دائم للصراع في سوريا قائم على المبادئ التي اشتمل عليها إعلان جنيف 1، لإنهاء معاناة الشعب السوري، والحفاظ على مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية، والمحافظة على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ولتكون دولة مسالمة تمثل جميع أطياف المجتمع السوري، خالية من التفرقة والطائفية، كما أكد الزعيمان أن أي تحول سياسي حقيقي يجب أن يشتمل على مغادرة بشار الأسد الذي فقد الشرعية لقيادة سوريا.
وأبدى الزعيمان دعمهما جهود الحكومة العراقية للقضاء على داعش، والتطبيق الكامل للإصلاحات المتفق عليها، وتلك التي أقرها البرلمان مؤخراً، وأن تطبيق هذه الإصلاحات يمثل دعماً لأمن العراق واستقراره، ويحافظ على وحدته الوطنية وسلامة أراضيه، كما يوحد الجبهة الداخلية لمحاربة الإرهاب الذي يمثل تهديداً لكل العراقيين.
وأكَّد الزعيمان دعمهما القوي والمتواصل للبنان وسيادته وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية في سعيها لتأمين لبنان وحدوده، ومقاومة التهديدات المتطرفة، كما أكد الطرفان الأهمية القصوى لانتخاب البرلمان اللبناني العاجل للرئيس، وفقاً للدستور اللبناني.
وناقش الزعيمان تحديات التغير المناخي، واتفقا على العمل معاً لتحقيق نتائج ناجحة في مفاوضات باريس، مع مراعاة الظروف الخاصة للمملكة.
وأخيرا ناقش الزعيمان شراكة استراتيجية جديدة للقرن الحادي والعشرين، وكيفية تطوير العلاقة بشكل كبير بين البلدين، وقدم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، إيجازاً لفخامة الرئيس، اشتمل على رؤى المملكة حيال العلاقة الاستراتيجية. وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس توجيهاتهما للمسؤولين في حكومتيهما بوضع الآلية المناسبة للمضي قدمًا في تنفيذها خلال الأشهر القادمة.
وقد رحَّب فخامة الرئيس بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لزيارة المملكة العام القادم لاستكمال تنفيذ «الشراكة الاستراتيجية» للقرن الحادي والعشرين بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
الصحافة الأمريكية واللقاء التاريخي
تصدَّر خبر دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للاتفاقية النووية التي عقدتها مجموعة الدول 5+1 مع إيران، الغالبية العظمى من الصحف العالمية، وبالأخص الأمريكية منها، الصادرة السبت (5 سبتمبر 2015)؛ حيث أكدت جميعها أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دخل في محادثات غير معلنة استمرت قرابة ساعتين ونصف الساعة، مع الملك سلمان والوفد المرافق له تمكَّن خلالها من إقناع الجانب السعودي أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل على مواجهة نشاطات إيران الرامية لزعزعة استقرار المنطقة.
ورصدت معظم الصحف، الاهتمام الكبير الذي أولته إدارة الرئيس أوباما لهذه الزيارة منذ اللحظة الأولى لوصول طائرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى قاعدة آندروز، بينما رصد البعض الآخر الانفراجة التي حدثت خلال هذا اللقاء في المحادثات القائمة بين الجانبين السعودي والأمريكي حول الاتفاقية النووية مع إيران.
وعنونت صحيفة «Voice of America» في تقرير عن الزيارة بجملة «أوباما يفوز بدعم المملكة للاتفاقية النووية مع إيران»، وتحدثت محطة «Fox News» عن الخبر تحت عنوان «الملك سلمان يوافق على منح أوباما دعمه للاتفاقية النووية»، فيما تناولت صحيفة «Telegraph» الخبر تحت عنوان «الملك راض عن التطمينات الأمريكية حول الاتفاقية النووية».
وبحسب تقارير الصحف العالمية، فإنَّ الملك سلمان قام بالإعلان عن دعمه للاتفاقية النووية، بعد أن تمكَّنت إدارة الرئيس أوباما خلال المحادثات غير المعلنة التي جرت بين الجانبين في البيت الأبيض من تقديم الضمانات الكافية للجانب السعودي بأن هذه الاتفاقية لن تكون سببا في تمكين إيران من زعزعة أمن المنطقة.
وأوضح مراسل صحيفة «Voice of America» أن الجانب الأمريكي عمل خلال محادثاته مع الجانب السعودي على التأكيد للمملكة أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح لإيران بمزاولة أي أنشطة نووية أو محاولة اقتناء أسلحة نووية.
حفل منتدى الاستثمار
شرَّف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - مساء الجمعة (4 سبتمبر 2015)، في واشنطن، حفل عشاء منتدى الاستثمار الذي أقامه مجلس الأعمال السعودي الأمريكي.
ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين مقر الحفل، كان في استقباله - أيَّده الله - عمدة واشنطن ميريل بووزر، ووزير الصحة ورئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبد اللطيف العثمان، ورئيس مجلس الأعمال السعودي الأمريكي عبد الله بن جمعة، ورئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبد الرحمن الزامل، وعدد من المسؤولين. عقب ذلك التقى خادم الحرمين الشريفين عدداً من رؤساء كبريات الشركات الأمريكية، الذين تشرفوا بالسلام عليه، رعاه الله.
وفي بداية اللقاء، أطلع معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار، خادم الحرمين الشريفين على ما تم من فعاليات في منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي الذي عُقد يوم الجمعة، وما تضمنه من ورش عمل شارك فيها أصحاب المعالي الوزراء ومجموعة من رجال الأعمال في البلدين.
كما أعرب عدد من رؤساء الشركات الأمريكية العاملة في المملكة، عن سعادتهم بزيارة خادم الحرمين الشريفين للولايات المتحدة الأمريكية والتقائه إياهم، وقدموا لخادم الحرمين الشريفين إيجازاً عن مشروعاتهم الاستثمارية في المملكة، مبدين سرورهم بالعمل بجانب الشركات والمؤسسات السعودية. عقب ذلك التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
ثم شرف خادم الحرمين الشريفين حفل العشاء الذي أقامه منتدى الاستثمار بمجلس الأعمال السعودي الأمريكي. وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - كلمة خلال الحفل تناول فيها تاريخ العلاقات السعودية - الأمريكية، وهي علاقات أسسها جلالة المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز وفخامة الرئيس فرانكلين روزفلت.
وقد أثنى خادم الحرمين الشريفين على تطور هذه العلاقات خلال السبعين عاماً الماضية لمواجهة جميع التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ولتعزيز مسيرة التعاون الثنائي؛ لما فيه مصلحة البلدين الصديقين ودفع النمو الاقتصادي العالمي، مؤكِّداً أن زيارته لواشنطن تأتي لبحث وتطوير العلاقات بين البلدين في جميع المجالات ومناقشة قضايا البلدين، مؤكِّداً سروره بما لمسه «من توافق في الآراء نحو العمل على نقل علاقتنا الاستراتيجية إلى مستويات أرحب».
كما ألقى كل من رئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال السعودي الأمريكي عبد الله بن جمعة، ورئيس مجلس إدارة جنرال إلكتريك نيابةً عن قطاع الأعمال الأمريكي جيف أمليت، كلمتين عبرا خلالهما عن اعتزاز مجلس الأعمال السعودي - الأمريكي بما يجده الجانب الاستثماري من دعم من قيادتي البلدين؛ ما أسهم في نمو وتنوع فرص الاستثمار وتطورها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
ونوها بعراقة التعاون بين المملكة وأمريكا في مختلف المجالات، مستعرضَين الجوانب التجارية والصناعية والاستثمارية وسعي الجانبين إلى ازدهارها. وفي ختام الحفل، تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية مقدمة من مجلس الأعمال السعودي الأمريكي.