الجزيرة - عبدالعزيز بن سعود المتعب:

سلمان لو تقدر على بيعتك بِيد

وجبال كان الأرض جتك برضاها

«الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن»

هذه المناسبة الوطنيّة المُشرِّفة لكل أبناء المملكة العربية السعودية تجاه مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية - أطال الله عمره وأدام عزه - يجسِّدها نبض القلوب الصادقة بالولاء والوفاء بالقول والفعل، وما الشعر الشعبي الجزل إلاّ واجهة مُشرفة في تاريخه الماضي والحاضر للحمة الوطنية منذ قصائد الحربيات (العرضة السعودية) التي واكبت مراحل توحيد الوطن على يد المؤسس الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - ثم كان للشعر امتداد لدوره الكبير في هذا الشأن في عهد أبناء المؤسس الملوك من بعده - رحمهم الله - (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله) حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي طالما جسّد الشعر مواقفه الكبيرة الخالدة مع الجميع على كل الأصعدة، وارتبطت كل قصيدة بموقف ومنجز منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض طيلة خمسين عاماً والناس شهود الله في أرضه بل حتى قبل أن يكون أميراً لمنطقة الرياض، كانت نجابة شخصيته المتفردة ماثلة في الشعر الشعبي. يقول الشاعر خالد بن أحمد السديري - يرحمه الله - :

يا جاهلينٍ فأخو سلطان

عدّوا لياليه وأيامه

توّه صغيرٍ وعلمه بان

لو يثقل الحمل ما ضامه

باكر إلى سفّط الجنحان

يراوز الصيد قدّامه

فبالإضافة إلى إنجازاته السياسية وقبلها الإدارية هو مدرسة كبرى في الرجولة الحقة في مجلسه الأسبوعي الذي يرتاده الجميع منذ عشرات السنين، وهو مرجع في التاريخ والفكر والأدب وله محبته المتبادلة مع أبناء الشعب السعودي التي لا تخفى على كل منصف وطني.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلَّم - قال: «إذا أحبّ الله تعالى العبد نادى جبريل: إن الله تعالى يُحب فُلاناً، فأحبه فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء.. إن الله يُحب فلاناً، فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض».

ومصداق هذا الحديث قول الله سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ أمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}. وبالتالي فإنَّ محبة الناس لمواقفه الكبيرة شاهِدها الشعر الذي يوثّق التاريخ المُشرِّف. يقول الشيخ عبد الله بن خميس قبل أربعة عقود في مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أطال الله عمره وأدام عزه - :

فَسَمَتْ لـ(سَلمانَ) الجواد وإنَّه

لأَبَرُّ من تَسْمُو إليه، وأَجْدَرُ

فيه تلاقى المجد من أطرافه

نفس مهذبة الخصال وعَنْصُرُ

وذَكَاءُ قلبٍ ما تَلَجْلَج خاطرٌ

في النِّفسِ إلاَّ كاد عَنْهُ يُخْبِر

هِبَةُ الزَّمانِ إلى الأَوان وإنَّه

في خاطِر التاريخ سِرٌّ مُضْمَر

وعن مواقفه السياسية المتفردة وحزمه التي يشهد لها العالم بأسره. يقول الشاعر الأمير خالد الفيصل:

يا راعي العوجا عسى عداك تفداك

ردّيت للعربان ذاهب يمنها

باعه عميل الفرس لولاك لولاك

تقاسم الحوثي وصالح ثمنها

صفعتهم بالراي والكف وخطاك

واذهل هبيل الراي ثاير دخنها

استفزعوا باعوانهم تطلب رضاك

لا شك من يأمن مصافح خَوَنها

وعن مشاعر الجميع في مناسبة البيعة الغالية في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - يقول الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن:

سلمان لو تقدر على بيعتك بيد

وجبال كان الأرض جتك برضاها

يا سيف شرع الله وستر الاجاويد

وعز الضعيف وذل منهو غزاها

المملكة شمسٍ على الحاقد بعيد

يا بعد مشرقها وما اقرب سناها

وحنَّا هل الطولات نشفي المقاريد

من غلّها البايت بخيبة رجاها

شعبٍ له الهامه وله متلع الجيد

فالمجد وبلاده يقدّس ثراها

العز ماهو صف حكي وتغاريد

العز للِّي وحّد ارضه حماها

واللِّي صدق في حبها والمناقيد

ولأحتاجته داره بروحه فداها

أقولها شكر وقناعه وتوحيد

للِّي حمى هالمملكه واصطفاها

وعن اللحمة الوطنية المتجسّدة في الشعر الذي يعتز بمواقف رمز الوطن مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - يقول الشاعر ضيدان المريخي:

اليوم كل القصايد سيف سلمان

اللِّي طرف شذرته ماهي رقاقه

قبل أمس حوّل بروس أذناب طهران

واليوم حدّه قطع روس العلاقه

ويقول الشاعر دحيم النومسي:

ياخو فهد يا عز شعبك والأوطان

يالنادر اللي كلمتك تعتمدها

يالراسي اللّي لو قسا الوقت ماشان

حقايقٍ صمت الزمن ما جحدها

يالوافي اللِّي لك من العدل ميزان

من يفقد الوقفات عندك وجدها

ومنها قوله:

ملكت حب الناس في سر واعلان

شف كثر حبك بالقلوب وعددها

ومن قصيدة شهيرة للشاعر الكبير خلف بن هذال يقول:

عنز على سلمان غيث المفاليس

عن واجبه ماقط سلهم بالأرماش

شيخٍ برز ماصد خلف الكواليس

ركن وحجا وحماه ماهوب ينّاش

شيخٍ على الكرمات ما جوّد الكيس

ينفق ويرمي بالصحن حيل واكباش