المليك يدعم الأندية السعودية بـ500 مليون ريال ويحل مشكلاتها المالية ">
كتب - علي الصحن:
مر عام كامل على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، وخلال الاثني عشر شهراً الماضية، مرّت البلاد بقفزات تنموية هائلة في المجالات كافة، وعززت من حضورها وتأثيرها على المستوى الدولي، والمجال الرياضي مثل غيره من المجالات شهد اهتماماً كبيراً من خادم الحرمين الشريفين وهو امتداد الرعاية لأبنائه الرياضيين طوال العقود الماضية.
وتمثل دعم خادم الحرمين الشريفين للأندية السعودية بعدة صور، ما بين الدعم المادي والدعم المعنوي وتشريف المناسبات الرياضية والالتقاء بأبنائه وأشقائه الرياضيين غير مرة، فبعد أسبوع من توليه الحكم، وجّه خادم الحرمين -يحفظه الله- بصرف مساعدات مالية للأندية السعودية، وصلت ما يقارب النصف مليار ريال، مكنت الأندية من حل جزء كبير من مشكلاتها المالية وتسديد الالتزامات والمتأخرات التي تواجهها وهو ما كان له الأثر البالغ في نفوس القائمين على هذه الأندية، وجاءت تفاصيل الدعم الملكي السخي للأندية على النحو التالي:
- 10 ملايين ريال سعودي لكل ناد من الأندية الممتازة.
- 5 ملايين ريال سعودي لكل ناد من أندية الدرجة الأولى.
- 2 مليون ريال لكل ناد من أندية الدرجتين الثانية والثالثة.
وفي شهر شعبان الماضي شرف خادم الحرمين اللقاء الختامي على كأسه يحفظه في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بمحافظة جدة بين فريقي الهلال والنصر وتوج الهلال بكأسه الغالية وسلم فريق النصر الميداليات الفضية، وسمع منه أبناؤه الرياضيون كلمات توجيهية كريمة كان لها وقعها الكبير في قلوبهم.
وجاءت رعايته -يحفظه الله- للقاء الختامي لتؤكد الاهتمام البالغ من القيادة -وفقها الله- بالشأن الرياضي والقائمين عليه وممارسيه، وتتويجاً لموسم رياضي حافل، مثل حضور المليك المفدى في نهايته ختام مسك للموسم، ومحل بهجة للجميع واستمراراً لمنهج حكام هذه البلاد المباركة في العناية بالرياضة والشباب والرياضيين.
وتأكيداً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على اهتمامه بجميع الألعاب والمناشط الرياضية، وعد قصر ذلك على لعبة بعينها، وحرصه على نجاح جميع الألعاب وتقديم كل ما يضمن رقيها وتطورها وقدرتها على المنافسة، فقد استقبل -أيده الله- سمو الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية، ومسؤولي الرئاسة، ورؤساء الأندية الرياضية، وكبار المسؤولين والمهتمين بالرياضة والشباب في القطاعين العام والخاص.
وخلال الاستقبال وجه المليك المفدى الكلمة التالية:
(بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
إخواني وأبنائي الأعزاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
يسعدني في هذا اليوم الالتقاء بهذه النخبة الطيبة من المعنيين والمهتمين بالشأن الشبابي والرياضي.
إن الشباب هم عماد الأمة وركيزتها الأساسية للنهضة والحضارة.. ونحمد الله تعالى أن هيأ لهذا الوطن شباباً يتفانون في سبيل خدمة دينهم ووطنهم في شتى المجالات، بما في ذلك المجال الرياضي بمختلف ألعابه ونشاطاته.
إخواني وأبنائي:
إن دولتكم -ولله الحمد والمنة- منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- تسير في طريق النمو والتطور في جميع المجالات على أسس دينية، وثوابت وطنية راسخة.
ولا يخفى دعم الدولة للشباب والرياضة، وما تحقق من الارتقاء بهذا القطاع المهم وتطويره، ولن نتوانى -بإذن الله- عن الاستمرار في تقديم الدعم اللازم لتحقيق المستوى المأمول وما نتطلع إليه من التطور والإنجاز.
أيها الإخوة:
الشباب سفراء لبلدهم ومجتمعهم، وعليهم مسؤولية كبيرة، فالنشء يتابعهم ويتأثر بهم، وعليهم أن يكونوا قدوة حسنة لهم، ويجب أن تعكس الرياضة أخلاق المسلم، والتنافس يجب أن تحكمه قيمنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا التي تنبذ التعصب والتنافر بين أبناء الوطن الواحد، وبما يعزز الولاء والانتماء للوطن، فوطنكم محسود على نعم كثيرة حباه الله بها، ومنها التماسك والتلاحم في وجه كل من أراد به السوء.. ختاماً أسأل الله لكم التوفيق والمزيد من النجاح).
وكان لهذا الاجتماع صداه البالغ وأثره الكبير في نفوس الرياضيين على الأصعدة كافة، حيث أكدوا حرصهم على تحقيق تطلعات القيادة وتحقيق الإنجازات المنتظرة من الاتحادات والأندية الرياضية.
حيث أكد سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد خلال كلمة وجهها في الاستقبال أنهم جميعاً يستشعرون حجم المسؤولية وعظم الأمانة التي يحملونها ويسعون لأدائها على الوجه الأمثل والصورة الأكمل في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين ودعمه -حفظه الله-.
مضيفاً أنه و»من هذا المنطلق فإنه يتم العمل على إعداد خطة شاملة خاصة بالشباب تهدف الرئاسة من خلالها إلى استثمار أوقاتهم ببرامج فاعلة وأنشطة جاذبة تسهم في تحصين أفكارهم وتمسكهم بمبادئ الدين الحنيف التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال، وتعزيز قيم الانتماء والولاء لقيادتهم ووطنهم وتمكنهم من صرف أوقاتهم، فيما يعود عليهم بالخير والنفع الكبير».
وأضاف «كما أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وضعت هدفاً أساسياً للمشاركات الرياضية في المحافل القارية والعالمية، حيث نسعى خلال السنوات المقبلة إلى تحسين مراكز المملكة في الألعاب الأولمبية بصورة تتناسب مع مكانة المملكة وإمكاناتها، وذلك من خلال إستراتيجية تقوم على إعداد الأبطال الأولمبيين وتهيئتهم وتحفيزهم للفوز والانتصار وتحقيق مراكز متقدمة في المنافسات القارية والدولية»، مشيراً إلى أنهم يعملون في الرئاسة كذلك على تطوير ورفع مستوى اللعبة الشعبية الأولى في المملكة، لعبة كرة القدم، وذلك من خلال عدة مشروعات، بعضها بدأنا بالفعل في تنفيذه وأخرى يتطلعون لاستكمالها قريباً -إن شاء الله-.
وعبّر سمو الأمير عبدالله بن مساعد باسم شباب ورياضيي وطننا الغالي عن عظيم الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين لما يجدونه من دعم متواصل أسهم ويسهم في مزيد من صقل المواهب وتنمية القدرات وتحفيز المبدعين، وقال «تحقيقاً لذلك سيدي فإننا سنسعى من خلال خطة تنفيذية طموحة إلى توسيع قاعدة الممارسة الشعبية للرياضة).
الاهتمام بالرياضة والرياضيين أمر معروف عن الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ أن كان -يحفظه الله- أميراً للرياض ثم ولياً للعهد، وذلك إدراكاً منه لما تمثله الرياضة من أهمية بالغة للوطن وما تعكسه من قيم وما تحويه من شباب يمارسونها بكل تنافس وحب وانتماء حقيقي للوطن.