شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الحفل الكبير الذي أقامه أهالي منطقة مكة المكرمة احتفاء بتوليه -رعاه الله- مقاليد الحكم في المملكة.

ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين مقر الحفل على طريق مكة- جدة السريع، كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة المساعد للحقوق.

عقب ذلك، التقى خادم الحرمين الشريفين محافظي منطقة مكة المكرمة وعددًا من الأهالي الذين اصطفوا للترحيب به -حفظه الله-.

كلمة الأهالي

وبعد أن أخذ -أيده الله- مكانه في المنصة الرئيسة، عزف السلام الملكي، ثم بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقيت كلمة أهالي منطقة مكة المكرمة، ألقاها نيابة عنهم معالي الدكتور راشد الراجح، رحبوا فيها بمقدمه -أيده الله- إلى أم القرى، مقدمين الولاء والحب والوفاء لقائد المسيرة -حفظه الله-، مؤكدين أن هذه الزيارة المباركة له وقع كبير في نفوسهم، وتدل على حرص الملك المفدى -رعاه الله- على زيارة مكة المكرمة لتفقد أحوالها والالتقاء بأهلها الذين يأملون كل الخير والفلاح والصلاح والإصلاح في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -رعاه الله-.

وقالوا: نحمد الله -عز وجل- أن مكّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- من جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم في مواجهة العداءات التي تعصف بالدول الشقيقة، وتحقيق الحزم والعزم في وجه كل من حاول ويحاول المساس بأمن واستقرار المملكة وما حولها، مشيرين إلى الدور الريادي الذي قام ويقوم به الملك المفدى -رعاه الله- في رفع مكانة المملكة العربية السعودية عربيا وإسلاميا وعالميا، من خلال الزيارات الميمونة والتباحث مع الجميع، إلى جانب حرصه -يحفظه الله- على إشاعة الحوار البنّاء وتحقيق الأمل والاستقرار لكل الشعوب العربية والإسلامية، سائلين الله -عز وجل- أن يبارك في جهوده وأن يجعله ذخرا للإسلام والمسلمين، وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها ورخاءها في ظل قيادتنا الرشيدة.

كلمة رجال الأعمال

بعد ذلك ألقيت كلمة رجال الأعمال، ألقاها نيابة عنهم الشيخ صالح بن عبدالله كامل، رحبوا فيها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وصحبه الكرام، مجددين عهد الولاء والمحبة والطاعة لولاة الأمر في هذه البلاد المباركة، مشيدين بما قدّمه المليك المفدى في أيام معدودات من إنجازات على الصعيد الداخلي والخارجي، حتى أصبحت الرياض عاصمة للقرار السياسي، إضافة إلى ما يقوم به -أيده الله- للقاء بشعبه والاستماع إلى تطلعاتهم وآرائهم.

واستنكروا ما قامت به الفئة الضالة من اعتداء في المنطقة الشرقية على بلدة القديح التي حاول المعتدون من خلالها ضرب النسيج الوطني لبلادنا، إلا أن تدخل الدولة -أيدها الله- أفشل مخططاتهم، مشيدين بموقف خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وتوجيهه بضرورة محاسبة ومعاقبة كل من دبّر ونفّذ وتعاطف مع هذه الجريمة النكراء، مثنيا على تفاعل سمو ولي العهد مع التوجيه الكريم، سائلين الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء، وأن يسدد على طريق الخير خطاه.

كلمة سيدات مكة المكرمة

ثم ألقى الشاعر الدكتور محمد خضر عريف قصيدة فصحى، بعدها ألقيت كلمة مسجلة لسيدات مكة المكرمة، ألقتها نيابة عنهن رئيسة جامعة عفت الدكتورة هيفاء بنت رضا جمل الليل، عبّرن عن فرحتهن بهذه الزيارة الميمونة، مؤكدات أن هذه الزيارة التي تأتي في ظل ما تشهده المملكة بل العالم أجمع من تحديات وتحولات وتغيرات على المستويات كافة، تدل على حرص خادم الحرمين الشريفين على الاهتمام بالوطن والمواطنين ورؤيته الثاقبة وحكمته البالغة، وتعد من المضامين المهمة والأساسية في أسلوب ومقاليد قيادته الكريمة.

وأفدن بأن المرأة السعودية مواطنة تعترف بالفضل لوطنها وتبايع ملكها على السمع والطاعة لثقتها في إرساء قواعد الدين الحنيف ومعرفتها التامة بأهمية الالتفاف حول القيادة، سائلات الله -عز وجل- أن ينصر خادم الحرمين الشريفين ويؤيده ويوفقه ويسدد خطاه لما فيه خير البلاد والعباد والإسلام والمسلمين، ثم ألقى الشيخ فهد بن سالم المعطاني قصيدة شعرية.

أهازيج شعبية

إثر ذلك تقدم مجموعة من الأطفال ينثرون الورود ترحيبًا بخادم الحرمين الشريفين، وتشرفوا بالسلام عليه -أيده الله-، وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد.

بعدها شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور عروضاً وأهازيج شعبية وسط تشكيلة متنوعة بالصوت والضوء، شارك فيها 900 شاب، بالإضافة إلى عمل درامي أداه عدد من الفنانين.

هدية أهالي مكة المكرمة

عقب ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هدية تذكارية من أهالي منطقة مكة المكرمة، عبارة عن مجسم لباب الكعبة المشرفة، سلمها عبدالرحمن فقيه.

كما تسلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع هديتين مماثلتين.

جولة

ثم تجوّل خادم الحرمين الشريفين في المعرض المعد بهذه المناسبة، حيث اطلع -حفظه الله- على مجسمات تحكي تاريخ مكة المكرمة منذ القِدم وحتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي شهدت فيه منطقة مكة المكرمة قفزات تنموية كبيرة على جميع المستويات.

المشروعات التطويرية

كما شاهد الملك المفدى عدداً من المشروعات التطويرية والتنموية التي تنفذها الحكومة الرشيدة، من أجل راحة ورفاهية المواطنين والمقيمين وقاصدي هذه المنطقة المقدسة من الحجاج والمعتمرين والزائرين، والمتمثلة في مشروع قطار الحرمين الشريفين، ومشروع جبل عمر وجبل خندمة، ومشروع توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام، إضافة إلى المشروعات التطويرية الجاري تنفيذها في محافظتي جدة والطائف. وتجوّل خادم الحرمين الشريفين كذلك في معرض الأسواق الشعبية التي تشتهر بها مكة المكرمة، وشاهد -رعاه الله- ما تحتويه من صناعات وحرف يدوية، ومأكولات شعبية.

عقب ذلك شرّف خادم الحرمين الشريفين حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة.

وفي ختام الحفل عُزف السلام الملكي، ثم غادر بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مُودَّعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحاب.