تمر علينا هذه الأيَّام الذكرى الأولى لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وهي مناسبة عزيزة ومهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية كون هذا العهد دشّن مرحلة جديدة من مراحل التطور والرقي، وشكل نقلة نوعية في مسيرة التنمية والبناء، فهذه السنة رغم حجمها بمقياس الزمن لكنها زاخرة بمظاهر الإنجاز والتقدم والنماء.
وما مظاهر الاحتفال والبهجة التي تكتسبها ذكرى البيعة إلا انعكاس حقيقي لما تحقق خلال هذه الفترة الوجيزة من منجزات عملاقة لا يمكن حصرها في مقال صحفي، بل تحتاج إلى مساحات أكبر لحصر بعض جوانبها المتعددة.
هذا العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، انطلق من رؤية واضحة تستشرف المستقبل الواعد للمملكة، وتستصحب تطلعات المواطنين وطموحاتهم، وقد تسلم - حفظه الله - مقاليد الأمور وهو على دراية كاملة بكل صغيرة وكبيرة في الدولة، وبكل الملفات الداخلية والخارجية، فاهتمامه بالشأن الداخلي لم يشغله عن مصالح المملكة الخارجية، والحفاظ على أمنها واستقرارها واستمرارا وتطوير علاقتها المتميزة مع دول العالم.
وكان القرار الشجاع والحكيم والأبرز في هذا العهد انطلاق عاصفة الحزم لأجل وضع الأمور في نصابها باليمن الشقيق، ووقف أي استفزاز أو تهديد لأمن المملكة والمنطقـة من قبل القوى الطامعة وحماية أرض الحرمين الشريفين من كل متربص أو طامع.
وبفكر الرجل القريب من الأحداث العالمية، والمدرك لمسارات السياسة والأمن الدوليين، وبحنكة القائد القريب من المواطنين المحبوب لديهم، أصدر - حفظه الله - العديد من القرارات والأوامر بهدف تحقيق مصلحة المواطن تلبية طموحاته وتطلعاته، ولأجل وضع المملكة في مكانتها المناسبة دولياً، من حيث مسؤوليتها عن الأمن والسلام الدوليين، وكذلك موقعها الاقتصادي المرموق، وسياستها النفطية التي ظلت متوازنة منذ عقود عديدة، في دلالة على أن الحكمة والعقل ظلا يسيران شؤون المملكة العربية السعودية منذ نشأتها على يد المؤسس المغفور له - بإذن الله - عبد العزيز آل سعود، وحتى هذا العهد الزاهر المبارك وإلى أن يشاء الله.
نسأل الله أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين سلمان عبد بن عبد العزيز، ويمتعه بتمام الصحة والعافية، ويحفظ لنا سمو ولي العهد الأمين وسمو ولي ولي العهد، ويحفظهم جميعا ويحمي بلادنا من كل مكروه ويديم عزها وأمنها واستقرارها ووفرتها ورخاءها.
- الأمير فهد بن مشاري بن عبد العزيز